الاثنين، 19 سبتمبر 2011

عقدة قابيل وهابيل ..لا للقبليـة ..ولكن؟؟.

بسـم الله الرحمـن الرحيـم 

عقدة قابيل وهابيل ..لا للقبليـة ..ولكن؟؟. 

فلنختلف ... نعم ... ولكن فلنتفق كيف نختلف ..وبطبيعة الحال إختلافاً منهجياً لاعقائدياً ... فالأمم رجالُ وكذا الرسالات والحضارات ...وليست العبرة فيمن يموت وينطوي ...ولا حتي فيمن يبقي علي قيد الحياة ...مجرد نفس يتردد ...ومحض حركة او سكون ...إنما العبرة في دوام العمل والأثر ...وبقاء الحركة علي محور الثبات ...... .والعبور في معني الجوهر . 
وإذا كانت البيضـاء مهـداً للشرارة في 16 فبراير 2011م ، فلتكن كذلك مبتدأ للمراجعة وتصحيح المفاهيم ، بل مكبحاً للجموح والشرود في التيه البعيد ، إرتقاءً برسالة التغيير إلي ذرى الوجود والكمال ، لتكون الحياة في المنعرج الحاسم ، وتشهد نقلةً نوعية. 

ولكن قديُشوه العقوقُ الجلال المهيب ، وقد يحجب الصراع الوجه الصبوح ، وقد يطفيء القذي بريق العينين ، وقد يدنس الخداع محاريب التقوي . 


من أجل ذلك أعلن المستشار مصطفي عبدالجليل في لقائه بجماهير طرابلس عن أسس وثوابت تدعو إلي المصالحه وعدم الكراهية ، وتضمن فك الاشتباك السياسي ، وتفتح الحوار النزيه بين كل الاطراف من دون حكم مسبق . 

فالإسلام هو المصدر الأساسي للتشريع ،وليكن القانون وضعياً ، ولكن يقع باطلاً كل قانون يخالف شريعة الله ..والغلو فتنة كما أن التطرف فساد ، والوسطية هي المأمن من تفريط مُخل أو إفراط مُضل ... وماكانت أمة الإسلام هي خير أمة أخرجت للناس إلا لأن الله تعالي قد جعلها أمة وسطاً تقوم على الشورى والعدل وتكفل الحريات وتتأسس علي المساواة وعدم الاستعباد .. 

والاسلام من حيث هو دين ..أكبر من أن يقزم في حزب أو جماعة وأغلي من أن يحتكر فيدعيه البعض ويستأثرون بمعرفته والانتماء إليه . 

بقي لي أن أُنبه إلي أننا في ليبيا مجتمع محافظ ..وجسد واحد ، يرتبط شرقه بغربه ، وشماله بجنوبه ،إرتباطاَ عضوياً لا يقبل التجزئة ولا التأقزم أو التشرذم ... 

ومع أن القبيلة نسيج اجتماعي طبيعي وإنتماء نسبي هو أهم من أن يُنسي أو يُتبرأ منه ، إلا أنه حفاظاً علي الوحدة الوطنية كان من شعارات 17 فبراير 2011 م (لا للقبليه) ..بمعني أن التعصب للقبيلة هو ذريعة للتفرق والانقسام ؛ علاوة علي كونه إضراراً بالمصلحة الوطنية العليا .إن هذا التوجه القيمي والمبدئي ، بدا يلوح في الافق مايناقضه ، بل ما هو أشد خطراً من التعصب القبلي وأنكي ... 

فهناك من تسمٌوا بالإسلاميين في مجتمع هو كله من المسلمين ، ولا محل لهذه التسميه أصلاً .. وانقسمو إلي جماعات وإنتماءات .. فهذا سلفي وذاك إخواني ، وهذا جهادي وذاك تكفيري ، وما إلي ذلك من المسميات التي لا محل لها في الإسلام من حيث هو دين ,ولا وجود لها في الصدر الاول . 

وفي الطرف المقابل لهؤلاء ولاءات وانتماءات من نوع مغاير ومسميات ..تيار علماني ,وآخر ليبرالي ,وثالث قومي وقس علي ذلك .... 

وعبر القنوات ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة خرج علينا منظرون جدد ومفكرون ...وكأننا استبدلنا نظرية القذافي الواحدة بكم هائل من النظريات والابداعات ... 

إنه استدراج قد يزور لهؤلاء ذواتهم فيعتقدون خطأ أن الرأس إنما وضع فوق الجسد ليسمو علي بقية الأعضاء ..وكأنما عز علي هؤلاء ونظرائهم أن يوجد معهم أخرون يشاركونهم الأمر ...وليبيا تتسـع للجميـع ، والإنتماء لها حق كل مواطن ولا فرق لليبي علي ليبي إلا بقدر مايحمله كل منهما من الولاء والاخلاص . 

ليس ذلك وحسب بل حتي أولئك الذين كانت لهم مبادرات طيبـة ومقدرة في المجالس المحليـة يبدو أن بعضهم بدأ يجنح هو الأخر إلي أنه رأس من حقه أن يقصي وينتقد وأن ينظر وهلم جرا . 

قلت ما قلت للتصحيح و للمراجعة ..لا اقوله من فراغ بل من خلفية ومن بعدها سيكون موقف ...فأبناؤنا أول من خرج مناديا باسقاط القذافي ...فمنهم من استشهد ومنهم من فقد أطرافه أو اصيب بجراح . ومنهم من مايزال في جبهات القتـال ...ولامجال بعد ذلك للمزايدة ..وليس لليمين المتطرف أو اليسار المتطرف أن يحتوينا أو أن يتجاوزنا أو ان يحيلنا إلي دائرة المجهول أو يهمش السواد الاعظم الموجود في دائرة الوسطية . 

ونرجو أن يكون قد وصل البلاغ وإلا فسيكون القول الفصل هو (نعم للقبليه) وهو مانحذر منه ولكن قد يكون موقفا صحيحا امام تيارات التطرف التى بدأت تلوح فى الافق . 

د/عبدالحميد الجياش ........البيضـاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...