24.09.2011 | PR-LHRS-11- 042 |
مقبرة جماعية لعدد 38 جثة لضحايا مجهولة الهوية بطرابلس
(كانت تأتيني سيارات تابعة لأجهزة الأمن بعضها أسعاف و أخرى نوع لبوة (تويوتا لاندكراوزر)، تحمل جثامين لا أعلم هويتها يطلب منى دفنها ما بين القبور القديمة ، أول مجموعة كانت مكونة من عشرين جثة ، و الثانية ستة عشر بينما الأخيرة جثمانين فقط و لكنهما كانا خفيفين للغاية و تمت حراستهما من قبل رجال تابعين لجهاز الأمن لقرابة عشرة أيام و قد تم إحضارهما قرابة الثانية بعد الظهر هذا ما قاله لنا الحارس السابق لمقبرة سيدي حسين بطرابلس عند و صولنا لنبش أحد هذه القبور.
وفقاً لما ذكره الحارس، أن الذي أشرف على إحضار الدفعة الأولى يدعى محمد الزروق ، بينما كان محمد البوعيشى هو من قام بإحضار المجموعة الثانية و الإثنان يتبعان مكتب النصر التابع لجهاز الأمن الداخلي بطرابلس في ذلك الوقت.
(لا تصريح للدفن ، و لا مجال للرفض، فهذه جهات عليا لا أستطيع رفض أمرها و قد هددوني إن أنا بحت بهذا الأمر لأي أحد ، و لكن الله وحده يشهد أني كنت أصلي على كل جثة على حدة بعد ذهاب رجال الأمن، و كانوا هم من يقومون بالحفر و وضع الجثامين بها ، بينما كانت مهمتي هي تغطية القبور بالقطع الإسمنتية و التراب بعد إنصرافهم) ذلك ما ذكره لنا حارس المقبرة عند سؤالنا له عن وجود أي إجراءات رسمية نتعرف بها على الضحايا أو عن المتورطين.
من بين الثمانية و الثلاثين قبر التي دفن ضحاياها ما بين عامي 2000 إلى 2004 تم تحديد خمس قبور شرع في نبش إحداها بحضور مندوب عن النيابة العامة و الطبيب الشرعي و بحراسة مجموعة من كتيبة حماية مدينة طرابلس ، حشرت هذه القبور ما بين القبور القديمة الموجودة أصلا و المعلوم أصحابها (أنظر الصورة الأولى).
لقد دهش الحاضرون عند البداية الحفر للقبر الأول إذ لم يتبين وجود شئ داخل القبر عند إزالة اول قطعة اسمنتية ، و لكن ظهر بعد ذلك كفن يحوي الجثمان و قد التوت الرجلان للخلف و هو ما أزال حيرتنا و زاد دهشتنا.
(ربما لأنه كانت رجلاه مربوطتان للخلف عند موته و قد تيبست رجلاه على هذا الحال) علق الطبيب الشرعي قبل أن يبدأ في إزالة الكفن عن وجه الضحية ليتبين أن الجثمان قد غلف بالكامل بقطعة من النايلون (أنظر الصورة الثالثة)، و قد فسر الطبيب الشرعي (الذي تلقى دورة تدريبية مؤخرا أهلته لأن يكون أحد أعضاء الفريق المكلف بالتعرف على ضحايا الطائرة التابعة للشركة الأفريقية للطيران و التي سقطت عند مدرج مطار طرابلس في مايو 2010)، ذلك بأنه عادة ما تلف الضحية بغلاف النايلون لمنع تسرب الدماء الناتجة عن التعذيب ، مستدركاً أن هذا تشخيص مبدأى و سيتبين لنا بعد الفحص المتأني للرفاة معلومات أدق.
و قد بدأ يتكشف عدد من المقابر الجماعية في المناطق التي حررت مبكرا مثل إجدابيا و طبرق، ثم طرابلس مؤخرا و تعود هذه المقابر لحقبة الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي بالاضافة لبدايات هذا القرن، و قد اتهمت منظمات حقوق الإنسان المعنية بالشأن الليبي حكومة القذافي بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت إعتقالات تعسفية و قتل خارج نطاق القضاء و رصد مئات الحالات من الإخفاء القسري و التي لازالت ضحاياه مجهولة حتى اللحظة، و ربما كانت مذبحة سجن بو سليم التي وقعت في 29 يونية 1996 أشهرها و أشدها بشاعة.
و ظهور هذه الأعداد من المقابر خلال الفترة الأخيرة يتطلب إدراجها ضمن الأولويات للمسؤولين الليبين ، لذا تدعو التضامن لحقوق الإنسان إلى ضرورة الإسراع في إعداد كوادر يتم تأهيلها للتعامل مع مثل هذه القضايا بشكل علمي و مهني و الاستعانة بجهات دولية متخصصة ذات خبرة في هذا المجال، كما تدعو التضامن إلى ضرورة التعجيل في تأمين هذه المقابر لحمايتها من العبث.
التضامن لحقوق الإنسان
جنيف
o رابط يوضح عملية الحفر للقبر رقم(1):
Human Rights Solidarity-Libya
c/o Maison des Associations, 15 rue des savoises, 1205 Genève, Switzerland
TEL:+41 78 304 92 91
FAX:+41 22 594 88 84
ADMIN@LHRS.CH
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق