الأحد، 25 سبتمبر 2011

مقبرة جماعية لعدد 38 جثة لضحايا مجهولة الهوية بطرابلس


24.09.2011

PR-LHRS-11- 042


مقبرة جماعية لعدد 38 جثة لضحايا مجهولة الهوية بطرابلس
(كانت تأتيني سيارات تابعة لأجهزة الأمن بعضها أسعاف و أخرى نوع لبوة (تويوتا لاندكراوزر)، تحمل جثامين لا أعلم هويتها يطلب منى دفنها ما بين القبور القديمة ، أول مجموعة كانت مكونة من عشرين جثة ، و الثانية ستة عشر بينما الأخيرة جثمانين فقط و لكنهما كانا خفيفين للغاية و تمت حراستهما من قبل رجال تابعين لجهاز الأمن لقرابة عشرة أيام و قد تم إحضارهما قرابة الثانية بعد الظهر هذا ما قاله لنا الحارس السابق لمقبرة سيدي حسين بطرابلس عند و صولنا لنبش أحد هذه القبور.


وفقاً لما ذكره الحارس، أن الذي أشرف على إحضار الدفعة الأولى يدعى محمد الزروق ، بينما كان محمد البوعيشى هو من قام بإحضار المجموعة الثانية و الإثنان يتبعان مكتب النصر التابع لجهاز الأمن الداخلي بطرابلس في ذلك الوقت.
(لا تصريح للدفن ، و لا مجال للرفض، فهذه جهات عليا لا أستطيع رفض أمرها و قد هددوني إن أنا بحت بهذا الأمر لأي أحد ، و لكن الله وحده يشهد أني كنت أصلي على كل جثة على حدة بعد ذهاب رجال الأمن، و كانوا هم من يقومون بالحفر و وضع الجثامين بها ، بينما كانت مهمتي هي تغطية القبور بالقطع الإسمنتية و التراب بعد إنصرافهم)  ذلك ما ذكره لنا حارس المقبرة عند سؤالنا له عن وجود أي إجراءات رسمية نتعرف بها على الضحايا أو عن المتورطين.
من بين الثمانية و الثلاثين قبر التي دفن ضحاياها ما بين عامي 2000 إلى 2004 تم تحديد خمس قبور شرع في نبش إحداها بحضور مندوب عن النيابة العامة و الطبيب الشرعي و بحراسة مجموعة من كتيبة حماية مدينة طرابلس ، حشرت هذه القبور ما بين القبور القديمة الموجودة أصلا و المعلوم أصحابها (أنظر الصورة الأولى).
لقد دهش الحاضرون عند البداية الحفر للقبر الأول إذ لم يتبين وجود شئ داخل القبر عند إزالة اول قطعة اسمنتية ، و لكن ظهر بعد ذلك كفن يحوي الجثمان و قد التوت الرجلان للخلف و هو ما أزال حيرتنا و زاد دهشتنا.
(ربما لأنه كانت رجلاه مربوطتان للخلف عند موته و قد تيبست رجلاه على هذا الحال) علق الطبيب الشرعي قبل أن يبدأ في إزالة الكفن عن وجه الضحية ليتبين أن الجثمان قد غلف بالكامل بقطعة من النايلون (أنظر الصورة الثالثة)، و قد فسر الطبيب الشرعي (الذي تلقى دورة تدريبية مؤخرا أهلته لأن يكون أحد أعضاء الفريق المكلف بالتعرف على ضحايا الطائرة التابعة للشركة الأفريقية للطيران و التي سقطت عند مدرج مطار طرابلس في مايو 2010)، ذلك بأنه عادة ما تلف الضحية بغلاف النايلون لمنع تسرب الدماء الناتجة عن التعذيب ، مستدركاً أن هذا تشخيص مبدأى و سيتبين لنا بعد الفحص المتأني للرفاة معلومات أدق.
و قد بدأ يتكشف عدد من المقابر الجماعية في المناطق التي حررت مبكرا مثل إجدابيا و طبرق، ثم طرابلس مؤخرا و تعود هذه المقابر لحقبة الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي بالاضافة لبدايات هذا القرن، و قد اتهمت منظمات حقوق الإنسان المعنية بالشأن الليبي حكومة القذافي بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت إعتقالات تعسفية و قتل خارج نطاق القضاء و رصد مئات الحالات من الإخفاء القسري و التي لازالت ضحاياه مجهولة حتى اللحظة، و ربما كانت مذبحة سجن بو سليم التي وقعت في 29 يونية 1996 أشهرها و أشدها بشاعة.
و ظهور هذه الأعداد من المقابر خلال الفترة الأخيرة يتطلب إدراجها ضمن الأولويات للمسؤولين الليبين ، لذا تدعو التضامن لحقوق الإنسان إلى ضرورة الإسراع في إعداد كوادر يتم تأهيلها للتعامل مع مثل هذه القضايا بشكل علمي و مهني و الاستعانة بجهات دولية متخصصة ذات خبرة في هذا المجال، كما تدعو التضامن إلى ضرورة التعجيل في تأمين هذه المقابر لحمايتها من العبث.
التضامن لحقوق الإنسان
جنيف
o        رابط يوضح عملية الحفر للقبر رقم(1):





الشروع في ترقيم قبور الضحاياDescription: Description: C:\Users\LHRS\Pictures\2011-09-16 Carmira Tripoli\الشروع في ترقيم فبور الضحايا.JPG
الشروع في الكشف عن القبر رقم 1
الطبيب الشرعي أثناء إزاحة الكفن عن وجه الضحية
منظر عام لمقبرة سيدي حسين بطرابلس



Human Rights Solidarity-Libya
c/o Maison des Associations 15 rue des savoises 1205  Genève, Switzerland
TEL:+41 78 304 92 91
FAX:+41 22 594 88 84
ADMIN@LHRS.CH


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...