الأحد، 28 أغسطس 2011

عبد العظيم شتوان : بعد سقوط الصنم

دخلنا مرحلة جديدة من ثورة الابطال ثورة 17 فبراير في دولتنا الحبيبة ليبيا مرحلة مخاض جديدة تظهر فيها تحديات كثيرة من اهمها محاولة تقريب الاراء التي تصب في صالح البلاد وتوحيد الكلمة التي تجلي الغبار عن الهدف المنشود في الافعال والخطوات , وهو ما يحتاج تعقلا كبيرا وحسا امنيا وطول نظر في الاحداث وما ينبثق عنها , وتكاد تكون مطالب الشعب تخرج من مشكاة واحدة لتصب في مصلحة الدين والدولة والشعب ,
و هذه المتطلبات بدأت تتبلور في ساحة الميدان السياسي بعد تفعيلها على الارض العسكرية الشعب قاتل من اجل حريته واحقاق الحق وإرساء دعائم دولة العدالة , وأول ما يتبادر الى اذهانهم ويكون على رأس مطالبهم القضاء على كل من سبب جراحا لهم ولاهاليهم وعلى رأسه النظام وتابعيه , ومن ثم محاكمتهم محاكمة عادلة تشفي صدور قوم مؤمنين , وهي خطوة عظيمة لا خلاف حتى الان علي تنفيذها من القضاء الليبي في مرحلة قادمة , والمجلس الوطني يسعى جاهدا لتنفيذها, ومتابعة كل الاشكاليات في هذه الازمة  وثاني المطالب للشعب توفير الحياة الكريمة من قبل الدولة لكل ليبي حر قاسى على مر عقود كثيرة من الفقر والقهر وواجه أعتى السنين العجاف , تأمين الحياة المدنية الكريمة التي تحفظ له حياته وتضمن له التطلع الابداعي , نريد ان نرى دولة حرة نحبها ونحتمي تحت جناحها بعد الفجوة العظيمة والهوة الكبيرة التي كنا نعاني منها بين الشعب والدولة , حتى إننا أصبنا بمرض الضياع وعدم الانتماء , شعوب العالم تفخر بدولها الا  نحن , وهو ما لم يستطع النظام ان يستأصله نهائيا من نفوسنا  , الدولة كانت ترينا انها جلاد يجب ان يخاف ويرهب جانبه , يجب ان يتم العمل على هذه الخطوات الان حتى لا تنعرج الثورة منا منعرجا اخر ونحن نرى العمل جاريا على هذه الصورة فعلا من المسئولين , ونرى التكاثف ملموسا بين ابناء الشعب وقياداته المؤقتة , وكل ذلك يحتاج منا صبرا وتعقلا كبيرين , بينما نرى في هذا الوقت الكثير من ابواق النظام أتوا يتملقون  من هنا وهناك , ربما ينضب صبرنا لعظم حرقتنا , ولكن الامور تحتاج الى سياسة ودهاء ندير بهما هذه الازمات , ربما لا نرى نتائج هذه السياسات في القريب العاجل ولكنها سياسة تتولى الامور بالاولى فالاولى , لن يشكل القضاء بين ليلة وضحاها قبل ان ينتهى الصراع نهائيا بالانتهاء من راس الطغاة ومن معه ثم انه  يجدر  ان ننوه على انه لا يلزم ان تكون تصريحات المجلس الوطني والمجلس العسكري متطابقة تمام الانطباق الا في مجال خطوط عريضة فقط  , فكل مؤسسة لها بعض الرؤى التى تراها وهو ما نلاحظه في سياسات اكبر الدول , وذلك لاتقان المراوغة عند الوقوع في اي خطأ , أم اننا سنسبغ عليهم العصمة الابدية  و أيضا من اجل ألا تنكشف الاوراق  كلها ويجد العدو الكثير من الثغرات فتهتز صورة الثورة , وبامكاننا ان نرى التوافق حول طريق واحدة واضحة المعالم وتنسيق جيد بينهما وبين باقي المؤسسات , و هو ما نلمسه جليا, ولنعلم جيدا أننا نواجه في نفس اللحظة مشاكل كثيرة , القدافي وأزلامه وهو عدو غادر يمكن ان يفعل اى شيئ ليذر الغبار في اعيننا , وصحافة متصيدة ليست بالسهلة , وإعلاما يتعاون مع المخلوع القذافي ليبث اكاذيبه ويوهن الصورة المشرقة , ولذلك كله لابد من المراوغة في بعض الاحيان , مراوغة للوصول الى الهدف المنشود والنجاة بثورتنا من براثن المتصيدين , وإن لم تكن القيادات بهذا الذكاء مع صدق النية ورؤية الهدف كانت اذا ساذجة وهزمت من اول جولة , امامنا تحديات كثيرة ايها الرجال , منها ان نري العالم مدى قوتنا ولحمتنا ومدى ديمقراطية ثورتنا , ومنها ان نظهر ان تعاليم ديننا راقية , وان المسلم يمكن ان يكون جزءا لا يتجزا من بناء منظومة الحضارة الانسانية , وهذا ليس معناه إقصاء القصاص عن وجوه المجرمين فالقصاص هو الحياة بعينها وهو العدل الذي نصبو اليه , إننا يجب أن نثق في كوادرنا التي تدير الازمة وإن لم يصيبوا في بعض الامور ,لان البداية من الصفر تحتاج عناء كبيرا وجهدا عظيما , مع ذلك يمكن ان يكون لنا صوت لطيف في منظومة الاصلاح والارشاد والنصيحة للعاملين على تسيير الاعمال في ليبيا , اننا لا نهتم بالطريقة التي سنصل بها الى هدفنا ماكانت تخضع للشرعية الدينية والقانونية ولا تضر باي جهة من الجهات , ثم اننا ليس في صالحنا في الوقت الحاضر ان نرفض من ينظم للثورة ويحاول ان يظهر بمظهر الحمل الوديع ما لم يكن متورطا في الدماء , سنحاول أن نؤجل هذه المشاكل قليلا في الوقت الراهن , فالاولى الان الالتفات الي معركتنا مع المجرمين وتقوية الدولة سياسيا وعسكريا واقتصاديا واعادة تشكيل ما تقوم عليه دعائم الدولة اولا, ثم يتم الالتفات الى هؤلاء , وهي فرصة لان نأمن جانبهم في غمرة هذه الانتصارات والآن نريد التقدم السريع في بعض الخطى التي تزيح عنا اى انحدار , ومن بعدها سيكون كل شئ في مكانه وسيعطى كل ذي حق حقه.... إن هذه الخطوات زعيمة بان تخرجنا من الازمة و المخاوف التى تلاحقنا وتظهر لنا ,كما اني أدعو إغلاق باب النقد اللاذع لكل من عرفناه في بداية الثورة معنا ودافع عنا وساندنا لكي لا يشعر أن جهده وحرقته ذهبا سدى و بالتالي نخسر صوتا يمكن ان نستعين به في هذا الوقت وهو ما يقفل الباب على كل متسلق او غوغائي يحاول النيل منا


عبد العظيم شتوان

                                                                                                                                                      ليبيا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق