الاثنين، 8 أغسطس 2011

ترجمة : خالد محمد جهيمة : سيسقط القذافي




سيسقط القذافي

لوباريزيان بتاريخ 7. 8 . 2011

برنار هنري ليفي Bernard-Henri Lévy

ترجمة : خالد محمد جهيمة Kaled Jhima
سان بول دي فانس (ألب ماريتيم) الخميس. يؤكد برنار هنري ليفي أن "نيكولا ساركوزي قد أعطى مضمونا لفكرة التدخل الإنساني, التي أدافع عنها, مع بعض الأشخاص, منذ عقود" (أناييس بروشيريو)
يظل الفيلسوف, القريب من الثوار الليبيين, متفائلا, على الرغم من حديث بعض المسؤولين السياسيين, والعسكريين عن خطر الجمود على الأرض.

يبدو أن العقيد القذافي مازال, بعد خمسة أشهر من بداية الحرب في ليبيا, قويا. هل أخطأت فرنسا بقيامها بهذه المغامرة؟


برنار هنري ليفي . قويا. أهذا رأيك؟ لقد فقد قواته الجوية, ولم يعد يملك أسلحة ثقيلة, كما أنه يعيش في مخابئه, وقد لا يكون موجودا في طرابلس. هذا ما كان يقوله قائد الثوار العسكري عبد الفتاح يونس قبل اغتياله؛ فقد كان يعتقد بأنه موجود في أحد مقاره السكنية الواقعة تحت الأرض في تراغن, الواقعة في إقليم فزان. أما أنا, فلا شك يراودني في سقوط القذافي. وسيتخلص العالم آنذاك من أحد أسوإ طغاته, وستكون فرنسا سبب هذا السقوط, وسبب هذه الحرب المختلفة, إن أمكنني القول, تماما عن حرب العراق, والتي أديرت بطريقة جيدة. ولا أري في ذلك سوى أسباب للفرح, والفخر. أتحدث هنا عن حرب مختلفة تماما عن حرب العراق؛ لعدم وجود قوات على الأرض, في هذه المرة, ولوجود الشرعية الدولية, التي تحققت بناء على طلب من الجامعة العربية, ولوجود المجلس الوطني الانتقالي, الذي يمثل بديلا شرعيا لما هو موجود, وهو ما كان يفتقر إليه العراق.

ألم يكشف موت اللواء يونس, الذي مات في ظروف غامضة, في بنغازي, عن انقسام  في صفوف الثوار؟

لقد كشف, في الحقيقة, عن أنه لم يبق للقذافي, سوى المال, وعن أنه ما زال قادرا, من خلاله, على الدفع لعصابة من المجرمين, أو من الإسلاميين, أو من آخرين؛ لقتل عدوه الأول. قد توجد انقسامات في المجلس الوطني, لكنها لا تتعدى ما يحدث في أي حركة مقاومة. خذي مثلا المقاومة الفرنسية, التي كانت منقسمة بين اليمين, واليسار, وبين الديجوليين, والمضادين لهم, والموراسيين, والجمهوريين. لقد ضمت كل أطياف الأمة, والأمر نفسه نجده في ليبيا اليوم

لقد كان يونس في باريس, بتاريخ 14 ابريل؛ للقاء ساركوزي

أجل. وقد ولدت في تلك الليلة نفسِها فكرةُ فتح جبهة ثانية في غرب طرابلس, بإرسال أسلحة إلى جبل نفوسة. لأن يونس كان
, على عكس ما يقال, استراتيجيا ممتازا..

طلب ثوار مصراتة, أيضا, أسلحة من فرنسا. فما الذي انتهى إليه هذا الطلب؟

يمكن القول إن الرئيس الفرنسي يؤيد استراتيجية وضع طرابلس بين فكي كماشة, انطلاقا من جبهتين, أعني جبهة جبل نفوسة في الغرب, وجبهة مصراتة في الشرق؛ فهما تعتبران, في ليبيا الحرة, المنطقتان اللتان يوجد بهما مقاتلون مصممون, ومحنكون, بدليل النجاحات التي تحققت, وراغبون في بدل المزيد.

تكلف الحرب فرنسا غاليا, أي حوالي 1,2 مليون يورو يوميا, زيادة على ميزانية الدفاع. أتستحق ذلك كله؟

ما يكلف غاليا هو الوقت. ويستغرق الأمر وقتا؛ ليس, بسبب قدرة القذافي على المقاومة, كما يقال, بطريقة فاحشة, في كل مكان, لكن لتجنب وقوع عدد كبير من الضحايا في الجانب الفرنسي, وفي جانب الحلفاء, وبين الليبيين أيضا. هذا التورع يستحق كل هذا العناء.

أليس الحل, أولا وقبل كل شيء, سياسيا؟

ماذا. أعن حل سياسي تتحدثين؟ إن كان ذلك يعني السماح للقذافي من البقاء في السلطة؛ ليتمكن من إعادة بناء ترسانته, ومن سفك أنهار الدماء التي توعد الليبيين بها, فإن المجلس الوطني الانتقالي, وبالتالي الليبيين, لا يريدونه. لا يمكن, في الوقت نفسه, الخوف من عودة التأثير الاستعماري, والزعم بمعرفة ما هو حسن لليبيا أكثر من الليبيين أنفسهم. لكن من المؤكد أن هناك مفاوضات تجري في هذه الساعة بين أصدقائي من المجلس الانتقالي, ورجال دولة من طرابلس لم تتلطخ أيديهم بالدم, وهم متفقون جميعهم على شرط مسبق يتمثل في خروج القذافي.

يكره وزيرا الخارجية, والدفاع, آلان جوبيه, وجيرار لونجيه, ما تفعله من دبلوماسية موازية. أتتفهم أنت ذلك؟

لا. لأنني لا أرى في ذلك ما يسميانه "دبلوماسية موازية". ذهبت إلى ليبيا, واطلعت على جبهات هذه الحرب الثلاث, وارتبطت بعلاقات ثقة, بحسب ما أعتقد, وثيقة مع المجلس الوطني الانتقالي, وأحاول أن أفيد بهذه الخبرة بلدي, التي هي طرف في, أعيد, وأكرر, مغامرة سياسية لا سابق لها.

تقول إنك لن تصوت لصالح ساركوزي, بينما تتواجد غالبا في مكتبه...

لقد أدنت سياسته فيما يتعلق بالرومانيين, وفيما يتعلق بقضية الهجرة, وحول قضايا أخرى كثيرة, لكنني مجبر على قبول أنه قد قام, فيما يتعلق بالقضية الليبية, بشيء لم يفعله أي رئيس قبله؛ فقد أعطى مضمونا لفكرة التدخل الإنساني, وحماية المدنيين, التي أدافع عنها, مع بعض الأشخاص, منذ عقود. لقد قام بذلك مباشرة, في حين أن مذابح البوسنة تركت مدة أربع سنوات.  وقد عارض, من أجل ذلك, إحدى الإيديولوجيات الراسخة جدا, عند أهل اليمين, كما هو عند أهل اليسار, الممثلين للمشهد السياسي في بلادنا؛ أعني فكرة "السيادة" التي تذهب, تقريبا, إلى أن : " الطغاة يمكنهم ارتكاب جميع الجرائم التي يريدونها, ما داموا داخل حدود دولهم".


لماذا يهتم المجتمع الدولي بليبيا, ولا يهتم بسوريا, على الرغم من أن الموتى يعدون بالمئات فيها؟

ليست هناك حاجة لإخراج الأسلحة الثقيلة لبارانويا نظرية المؤامرة؛ إذ لا يمكن فعل كل شيء في الوقت نفسه, وبخاصة أنه قد خطر على بال بشار الأسد أن يلعب دور السفاح بعد القذافي بثلاثة أسابيع. لقد فرض ساركوزي, فيما يتعلق بليبيا, رغبته, في فروسية, على مجلس الأمن, وبخاصة على الروس, وعلى الصينيين. وليس من المؤكد إنجاح المناورة الدبلوماسية نفسها, وخلق عنصر الدهشة نفسه, مرتين, خلال ثلاثة أشهر.

ألا يعد هذا تطبيقا لسياسة الكيل بمكيالين, رغم كل شيء؟

لا. لاسيما أن الأشياء مرتبطة بعضها ببعض. انتظروا حتى يسقط القذافي, وسترون الانفجار الذي سيقع في المنطقة. ستكون هناك "سابقة ليبية", وسينتج عن ذلك "تشريع قذافي". لا بد من تحقيق النصر في ليبيا, لكي يمكن نجدة السوريين.



هناك تعليق واحد:

  1. ((لا بد من تحقيق النصر في ليبيا, لكي يمكن نجدة السوريين.))
    هذه الجمله اذهلتني ، لابد من تحقيق النصر في ليبيا اولا للتخلص من الدكتاتور وثانيا لكبح جماح باقي السفاحين

    ردحذف