السبت، 9 يوليو 2011

صالح بن عبدالله السليمان : الغرب بين الشيخ أبن لادن ومعمر (والبون شاسع)


تمكن الغرب وبعد مشقة , أن يتخلص من أسامة بن لادن , بعد أن بذلوا الجهد الكبير والأموال الطائلة . ويعرف الجميع دور السي أي أيه (CIA) في نشأة وتطور وتدريب وتسليح المقاتلين الأوائل , والهدف كان مقارعة الدب الروسي . وتدمير ما يمكن تدميره من قدرات الاتحاد السوفيتي , وكان لتنظيم القاعدة دور أساسي في إسقاط الروس وتنحيتهم عن الساحة الدولية لبعض الوقت .
و بعد أن انتهى زواج المصلحة بين تنظيم القاعدة والعالم الغربي وخصوصا الولايات المتحدة , بدأ الغرب في عملية تفكيك التنظيم .  وكانت عملية شاقة راح ضحيتها الآلاف القتلى وبلايين الدولارات .

فهل يا ترى يعيد التاريخ نفسه مع معمر القذافي ؟
بث التلفزيون الليبي رسالة صوتية  مساء الجمعة، أكد خلالها معمر القذافي  أن نظامه لن يسقط، مطالبا حلف شمال الأطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد كتائبه  بالتوبة وبوقف ضرباته.
وهدد بإرسال مئات الليبيين لشن هجمات إرهابية في أوروبا، رداً على الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضده.
وقال القذافي في الرسالة الصوتية التي بثها التلفزيون إن مئات الليبيين "سيستشهدون" في أوروبا، وإن العين بالعين والسن بالسن، مضيفاً أنه سيمنح الأوربيين فرصة للتوبة و للعودة إلى صوابهم.
وأكد القذافي  في كلمته أن نظامه لن يسقط،

وهنا نتساءل هل معمر القذافي هو النسخة الجديدة لأسامة بن لادن؟ .
وهل ستكون ثورة الفاتح هي البديل عن تنظيم القاعدة؟ .
أن شن حملات انتحارية هو عمل لا يقوم به إلا من كان يؤمن بأيدلوجية معينة , (لا نقول بخطئها أو صحتها) . ولكن نتكلم فقط عن أثارها .
إن مثل هذا الخطاب ألا مسئول ممن كان قائدا لدولة بكل مقوماتها لهو جريمة بحد ذاته .
فكيف يجوز لمثل هذا الشخص أن يهدد باللجوء  لعمليات إرهابية وانتحارية .
و هل يسمح الغرب والعالم بأن يولد تنظيم انتحاري جديد مثل الألوية الحمراء أو القاعدة ؟
لا أظن أن العالم سيسكت . بل وأن مثل هذا الخطاب سيكون دافعا لكل من كان يقف وراء معمر القذافي ومهما كانت دوافعه أن يعيد حساباته ,
فالهجمات الانتحارية , التي ذقنا ويلاتها في زوايا الأرض الأربعة . لا تفرق بين صديق ولا عدو , طفل صغير أو شيخ كبير  . ومن يتبني مثل هذا الفكر الإرهابي لا يمكن للعالم أن يتركه يمسك مقاليد أمة , وأن يتحكم بمقدراتها .
وهنا أتساءل .. من يكتب للقذافي خطبه ؟ ومع من يناقش استراتيجياته ؟
لا أظن أن أي عاقل يمكن أن ينصح القذافي باتخاذ مثل هذه الإستراتيجية , التي يتبنى من خلالها فكرا إرهابيا انتحاريا .

وها هو القذافي يخرج علينا بين حين وآخر برسائل صوتية تذكرنا بالرسائل التي كنا نسمعها من الراحل أسامة بن لادن أو من خليفته الظواهري .
 سقط ابن لادن  . فهل حل محله القذافي؟
لقد دق القذافي بخطابة الأخير المسمار الأخير في نعش ثورة الفاتح .

وهنالك وجهة نظر أخرى , إذ قد  يكون مثل هذا الخطاب , هو فقط لتسجيل مواقف, ظاهرها البطولة ولكن باطنها الاستسلام , إذ أنه أيقن بالسقوط . ولم يرغب أن يرحل  ببساطة , وهو كما يسمي نفسه "المجد " , مجد أسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والقارة القطبية . فكيف يرحل هكذا وببساطة ؟
يجب أن يخرج لنا وبكثرة بخطب رنانة , مهددا ومتوعدا الصليبيين بالويل والثبور , وعظائم الأمور,   محاولا أن يجعل التاريخ يسجله كبطل مقاوم للصليبية . ويلحق بركب صلاح الدين من الأولين أو أقلها يناطح مكانة أسامة بن لادن في اللاحقين  .

أعان الله ليبيا و الليبيين سواء ممن يؤيد الثورة أو ممن يؤيد القذافي على مثل هذا الرجل الذي لا يتورع عن فعل أو قول أي شي في سبيل البقاء على سدة السلطة والحكم . أو في سبيل أن يجد له مكان في التاريخ .
من الآن  ومن بعد هذه الخطابات سوف يعتبر كل من يؤيد ثورة الفاتح إرهابي محتمل .

كتبه
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي
http://salehalsulaiman.blogspot.com/

هناك تعليق واحد: