الثلاثاء، 12 يوليو 2011

استشهد ياولدي عمك علي





الله اكبر....مازال في الوطن رجال....الله اكبر...لكم تصغر في عينالكبير كبارها ..وتعظم في عين الصغير الصغائر

عندما كنت صغيرا كنت احب كثيرا قصص التاريخ، خصوصا قصص الابطال....لعلجزءا من سحرها كان اعتقادي بانها  لنتتكرر..كيف لنا ان نرى مجددا خالد ابن الوليد..القعقاع..مصعب ابن عمير..ضرار بنالازور... سعدون سويحلي ... عمرالمختار.. ...القائمة اكتر من ان تحملها هده الورقة.

كنت منجذبا بشدة لقصص هؤلاء الذين لم يترددو ابدا في الموت من اجلالدين والوطن....احس ان مثلهم قد وجد شيئا اعظم بكثير والذ واشهى من هذا الهواءالذي نتنفسه،الماء الذي نشربه،وهولاء الاحباب الذين يملؤون حياتنا اباء وامهاتواخوة وفلذات اكباذ 

ما كان ينغص علي انبهاري حقا هوانني لم اشاهد احدا من هؤلاء رؤياالعين ، او اسمع صوته باذني..هم فقط سطور في كتب، وصور في ارشيف في احسن الاحوال.

لكن الله اراد شيئا اخر....

ما حدث في قطعة القلب ليبيا هذه السنة اثبت لي انني اكثر من محظوظ...ياالهي..اننانعيش عصر الابطال من جديد...نشاهدهم يتكلمون ..يتحركون.. يحاربون..و...يستشهدون

يالله..ننام وننهض على صفحات الفيس بوك..نستمع الى ..الخلبوص وهو يحذربصوت يفوح بكل معاني بطولة نسيناها لسنين: من يريد ان يدخل مصراته عليه ان يفكربكيفيية الخروج قبل ذلك...ننتشي بهذه الكلمات فننتقل طلبا للمزيد.... الى  الزنتان...حيث الاسد المدني واشباله يقولون: لنيدخل الطغاة ابدا الى الزنتان..لن يحلم الطاغية بذلك فعل مافعل......نترك الفيس بوكلنقوم ببعض اشيائنا اليومية ...نعود لنشهد استشهاد هولاء الابطال...قالواوفعلوا...اعطوا مايفكر كل منا الف الف مرة قبل ان يفكرفيه...ارواحهم..دماءهم...لنحس امامهم بالصغر الشديد الشديد...صنعوا الحدث ..وكنامجرد مشاهدين..منحازين لهم بالطبع..ندعوا لهم..نبكي لفقدهم..صحيح..لكننا مجردمتفرجين..

اليومين الماضيين فجعت ببطل اخر لطالما تتبعت اخباره....لطالما شدتنيكلماته المملوءة بحب الله وليبيا.....قصته من القصص التي تستحق ان تروى لاطفالناقبل النوم....

(منذ سنين ياولدي...قبل ان تولد باشهر..كانت الحرب قائمة في بلادنا(اعلم انه يصعب عليك تخيل ذلك..ولكن حقا كانت هناك حرب)بين طاغية ذلك العصر(لا اريدان اؤلم اذنيك الصغيرتين بذكر اسمه)

وبين ليبيا....ياولدي ..استشهد الكثيرون...قصصهم اكثر من يتذكرهاوالدك...لكن ساحكي لك ما استطيع..كل ليلة ياحبيبي ساسمعك قصة احدهم...لقد رايتهمياولدي بعيني..صدقني بعيني ..سمعت كلماتهم....احتفظ لك بمقاطع لتراها يوما لتعرفكم هو جميل ان تكون مؤمنا ...مسلما...وتحمل كلمة ليبي.

هذه الليلة ستكون القصة ياكبدي عن ذالك الرجل ....كان عقيدا فيالطيران...اعلن ياولدي حبه لليبيا(عندما جبن الكثير عن ذلك} من مقر عمله في قاعدةمعيتيقة...اعلن انه مع شعبه.. وانه لن يكون ابدا اداة لقتل الليبيين....هددوهبالقتل...فر من القاعدة واتجه الى مدينتنا الرائعة مصراته...مصراته ياولدي في ذلكالحين كانت تضرب بكتائب الطاغية ..من كل جانب...مئات ياولدي كانوا يقتلون...اطفالونساء وشيوخ ورجال....الرجال ياولدي هناك كانوا قد تحولوا الى اسود يدافعون عناشبالهم وعرينهم...كان لديهم قرار واحد لاغير ...ابدا لن يدخل العدو مصراته

قضى بطل القصة ياولدي 15 يوما في رحلته الى مصراته...جاع...نام فيالعراء..واخيرا وصل...عندما وصل ياولدي قال بصوته الاجش: ليبيا دونها الدم...ليبيادونها تاريخ الاجداد....نحن لسنا جرذاننا..نحن رجال...

كان رجلا ياولدي...والرجل ياولدي كلمة اكبر من خط من الشعر تحتالانف..و.اكبر من صوت غليظ واكتاف عريضة...الرجل ياولدي هو من يختار الخيار الصعبحينما يختار الكثيرون الا يتخذوا اي موقف..الرجل هو الذي يقوم بالافعال حينما يطبقالجميع فضيلة الصمت ناهيك عن الكلام..الرجل ياولدي هو الذي يموت دفاعا عن نساءواطفال بلاده... الرجل هو الذي يؤمن بان بلاده اكبر من اكبر طاغية، واثمن من ايرتبة، واغلي من النفس الذي يتردد في الصدور

بطل قصتنا يا ولدي كان رجلا........حمل بندقيته..وكان كما يكونالرجال...في الصف الامامي..لم يفكر في طبرق او بنغازي حيث الاهل في امان ذلكالوقت...لم يقل يكفي لقد انضممت للثورة ...وساذهب الى منطقتي لاقوم باي اعمال اخرىبعيدا عن الرصاص....لا ياطفلي لم يقل ذلك ...ماكان يدور في ذهنه هو كيف اترك اهليفي مصراته يقاتلون وحدهم...كيف اسمح لمرتزق ان يهتك عرض اخواتي ويقتل اطفاليواعمامي هناك في مصراتة....طبرق هي مصراته والزاوية والزنتان ونالوت ....كلهميتنافسون الحب في قلبي...وكلهم يامرني فاطيع..وكلهم قطع من الكبد

في كل مقطع فيديو كنت اشاهده له.كان يؤكد على اخلاق الاسلام  في الحروب...يؤكد اننا طلاب حق ولسنا عصاباتوجرذان....كان يذكر بان الله هو نصب اعيننا، وان النصر هو فقط من عنده

ذلك اليوم ياولدي تحقق ما جاء من اجله بطل قصتنا...الشهادة، وقبل ذلكصدق الله قولته الشهيرة: اؤكد لكم اننا لن نخسر هذه الحرب....تحررت مصراته يا ولديو.......استشهد عمك علي العبيدي)





هناك تعليق واحد:

  1. الله اكبر الله اكبرالله اكبر.مااجملها من كلمات هده والله انه لنعم الرجال والابطال هدا الاسد علي العبيدي.

    ردحذف