الثلاثاء، 26 يوليو 2011

بقلم / راضية عبد السلام : الشيطان .. وأقانيمُه التسعة !!



                                                                        

ــــــــــ
" اقتلوا ! ، دمروا ! ، اسرقوا ! ، اغتصبوا ! ، .. لا تتركوا شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً ! ، لا تتركوا شجرةً ولا دابّة ! .. احرقوا كل شيء واقصفوا حتى النهاية " .
كانت هذه خطبة الشيطان ( القذافي ) في كتائبه ( جنود إبليس ) ، وهو يرسلهم لغزو المدنِ الآمنة شرقا وغربا وجنوبا ! .
خطبة مسمومة كهذه ، لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص يملك القدرة على إدارة حربٍ أعلنها على شعبه .

غير أنَّ ( الشيطانَ ) يظهر على العالم ليقولَ إنَّ الليبيين يخوضون حرباً أهلية !! ..
إنَّ الليبيين أعقلُ مِن أن يخوضوا حربا أهلية ؛ فالحرب الأهلية هي نزاع بين طرفين وصراع مجهول النتائج . وبالتأكيد ، لا أحد يعلم لصالح مَن تنتهي هذه الحرب .
غير أنَّ ما يجري في ليبيا أمرٌ لم يشهد التاريخُ له مثيلا .. عندما تحوَّل ( وليُّ الأمر ) و ( راعي الشعب ) و ( حامي الوطن ) إلى كائن دمويّ لا يرى أمامه إلا الخلودَ في السلطة ، .. حتى لو أصبحت البلادُ ( كرةً من نار ) والعبادُ جثثاً وأشلاء .
إنه في ليبيا رمزُ الدمار .. متحصِّناً بشرّين أبيضهُما أسوَد ؛ عائلة تمارس هواياتها في الإبادة وكتائب ترعرعت في محيط الكُرهِ والظلام .. فالابنة ( عائشة ) التي لقَّبت نفسَها بـ ( أميرةِ السلام ) بدت الآن ( أميرةً للحرب ) ، مُتخذةً موقعَها كفريق في الجيش ، حين أعلنت " أنَّ من لا يُحب والدها لا يستحق الحياة !! .. وأنها وعائلتها مستعدون للتحالف مع الشيطان لوقف القتال في ليبيا " .
الأميرة عائشة ، إذن ، حكمَتْ على ستة ملايين ليبيّ بالموت ضرباً وقصفاً وإعداما . فمِن أين لها بشخصٍ يُحب والدها ، بعد كل هذا التاريخ الأسود وهذه الجرائم المروِّعة التي ارتكبها في حق الليبيين والليبيات ، والتي لم يعهدها العالمُ منذ حقبةِ الإنسان القديم !؟ .
فمن يعدِّد لها جرائم والدها ضد أهلنا وشبابنا وبناتنا .. ومن يصف لها ما فعله والدها بحق القاصرات في شرق البلاد وغربها . لقد أجرم والدك في حق الدين والبراءة والطفولة أيّتها الأميرة الملطّخة في روحها وضميرها وتقواها وأخلاقها .
أكيد أنَّ والدك المتوحّش تصوَّر أنَّ ما يفعله بقاصرات ليبيا ونسائِها قد يُفعلُ بك يوما ما ( كعقاب من جنس الجريمة ) .. لكنَّ هذا لم يردعه ! ؛ ليس لأنه واثقٌ من النصر .. بل لأنه يؤمن بأنْ لا شيءَ يردعه في سبيل تلذّذه بالجريمة ، حتى إن كان الثمن هو النيل من شرف ابنته أو شرف أهله وقريباته .
أطمئِنُك أنَّ أهلنا وثوارنا يتحلَّون بأخلاق لا تشبه أخلاقَ أبيك وأخوتِك وأخلاقِك أيتها الأميرة المشوَّهة .. فالليبيون لا يتحلَّون إلا بأخلاق الصحابة والتابعين ، ولا يتأسّون إلاَّ برسولهم الكريم وأخلاقِه العظيمة " وإنَّك لعَلَى خُلُقٍ عظيم " .
 ونسألُكِ : أيُّ شيطانٍ مستعدّةٌ أنتِ وعائلتُك للتحالف معه لوقف الحرب ؟ . أيتها الأميرة : تحالفوا مع أنفسكم ! .. ولا تبحثوا عنه في مكانٍ آخر ! .. فأنتم الشيطانُ نفسُه في تسعةِ أقانيمَ !! .
ولأن الشيطان يُشعل الحرب ولا يخمدها ، فنحن من سيُنهي هذه الحرب ، وقريبا جدا سنجعلكم تلقون السلاح ، شابكين أيديكم فوق رؤوسكم .
فتجهزي للرحيل أيّتها الشيطانة المتأنِّقة بأموال الشعب ! .
أمَّا الأُقْنُوم الثاني بعد الشيطان الأب ، فهو لا يظهرُ إلاَّ مهدِّدا متوعِّدا صارخا في قاعات خاوية ! .. فسلاح الشيطان ( سيف ) هو ( كلاشنكوفُ ) ـهُ و ( سبّابتُه ) التي لوّح بها في وجهِ الشعب .. والليبيون يعرفون كيف يتعاملون معه ومع سبَّابتِه ! .
بينما باقي أقانيم الشيطان الستة ، لا يراهم أحدٌ ؛ فهم قابعون في غرف عملياتهم تحت الأرض ، يوجِّهون الراجمات والدبّابات لقتل الليبيين وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم وأحلامهم ، .. فلا تتوقف أوامرُهم ولا يتوقف سقوطُ اللهبِ على رؤوسِ النساء والأطفال . وطبعا لا أحد يراهم على جبهات القتال .  
فهذا الشيطانُ ( بأقانيمهِ التسعة ) يخطط لانقراض هذا الشعب ، بحيث لا تبقى إلا سُلالتُهم .. سلالتُهم فقط ! .. لأنهم يُدركون بأن المحاربَ في صفوف كتائبهم ميتٌ لا محالة ويرتجون نفس المصير للثائر ( فجميعهم ليبيّون وجميعهم يجب أن يموتوا ) ! .
هذا المصير لا يرتجيه الشعب الليبي لأحد من أبنائه ، رغم الفارق الكبير بين الثوار وأجناد القذافي ؛ .. فالثائرُ ( ابن الوطن والحق ) إن عاش يعِش كريما وإن قُتلَ كُتبِت له الشهادة ، أمّا الكتائبيُّ فهو ( ابن الوطن والشيطان ) يعيش ذليلا ويموت حاملاً في عُنُقِه دماءَ الليبيين .
كم نـأسف على أبنائنا من هؤلاء وهؤلاء ؛ فجميعهم عاشوا على ذاتِ الأرض وتحت ذاتِ السماء واستنشقوا هواءً لم يلوّثه إلاّ القذافي ، الذي صنع من أعوانِه أعداءً لإخوانهم .. متناسين القيم والأخلاق والعادات الليبية الأصيلة ، مقابل حلمٍ موعودٍ بالمال والجاه .
باستغراب ، ودهشة ، وألم ، ننظر إلى أفعال جنود الكتائب غير مصدقين بأنهم وُلدوا من أرحام أمهات ليبيات , بما ارتكبوه من مجازرَ بحق إخوانهم ، واغتصابٍ لأخواتهم ، اللواتي لم يكنَّ في ساحة المعركة ، بل في بيوتهنَّ .. مستوراتٍ آمنات ! .
فكم زرعوا الرعب والخوف في نفوس إخوانهم ! ، وكم سرقوهم ونهبوهم وسلبوهم .. حتى أصبح الليبيّ لليبي غنيمةَ حرب ! .
فهل تخلّقَ هؤلاء بأخلاق السفَّاح أم اكتسبوا هذا الشرَّ من معايشتهم للمرتزقة المأجورين !؟ .
لماذا كل هذا الموت والدمار ولأجل مَن تزهق كل هذه الأرواح وتصبح البقية الناجية نازحين على حدود بلادهم ، يتلقون المعونات من كل مكان !؟ .
.. إنه من أجل الشيطان ! ... بأقانيمه التسعة !! .  
وبعد كل هذا نسمع العجبَ من ( سفيرة النوايا الحسنة ) حين طلبت من الأمم المتحدة السماح لها بتقديم الدعم للنازحين السوريين على الحدود التركية ، في حين أن عشرات الآلاف من الليبيين مشردين على الحدود الليبية التونسية !! .
ربما لا تعتبرهم هذه ( الابنةُ ) بحاجه إليها إنسانيا بوصفهم ( قططا ) و ( جرذانا ) .. فـ ( السفيرة عيشة ) ترى أنَّ الليبيين بحاجة إلي ( بريجيت باردو ) .. وليس إليها ! .
إنه قدرُ ليبيا أن يحكمها ( شيطانُ القرنين ) على مدى ( 42 ) سنةَ ، وأن تحلّ لعنةُ هذه الشياطين علينا . لكنَّ صحوةَ أبناءِ ليبيا ومقاومتهم وصمودهم سيمحو ذلك التاريخَ الأسود ويصنع المستقبل .
*  *

ملحق :
ــــــــــــــــــ
هذا بعض مما يحدث في ليبيا من قِبل كتائب القذافي ، وعلى القارئ أن يلقي نظرة على الفيديوهات المرفقة ليقترب من الحقيقة .. ولو قليلا .



هناك تعليق واحد:

  1. اشكرا كثيرا ومن كل قي علي هده الكلمات الرائعه

    ردحذف

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...