الخميس، 7 يوليو 2011

د. إبراهيم قويدر : بنغازى نسيم الحرية‏



كم هي جميلة "نغازي"في ثوبها الحرّ السعيد، لاحظت منذ الوهلة الأولى التغيير، لم يصل فقط إلى مظهرها الخارجي فقط، بل تغير ‏المضمون أيضًا، تغير أسلوب الناس، ظهرت الابتسامة التي تشع على وجوههم، فعلا إن "الشعور بالحرية وإزالة الغمة شيء ‏جميل".
لم تعد هناك النظرة المريبة المتشككة من قبل رجال الأمن الرسميين وغير الرسميين، ذهبت الوجوه العابسة التي تمتلئ حقدًا على ‏الناس، والتي كانت تتأهب لإثبات وتلفيق أية تهمة للشباب، وكانت تراقب كل شيء، حتى الهواء كانت تسعى لحجبه عن الشرفاء.
بنغازي مثلها مثل كل مدن ليبيا التي دفعت ثمن حريتها بعد الظلم والاستبداد وحكم العائلة القذافية الجائر، فهي تسعد بهذه الحرية؛ ‏لكن مسحة من الحزن مازالت في عيون الناس بسبب فقدان شهدائهم الأبرار، رحمهم الله، وكذلك بسبب استمرار قصف وقتل إخوانهم ‏من الليبيين والليبيات في المدن والقرى الأخرى التي لازالت تناضل من أجل الحرية التي ستنالها عما قريب بإذن الله تعالى.
انهمرت الدموع من عينيّ عندما أصر الشباب الثائر في بنغازي، المعتصمون أمام المحكمة في ساحة الحرية منذ قيام الثورة الأبية- أن ‏أتحدث إليهم، فتحدثت وكلي شوق إلى مدينتي وبلدي ليبيا الحرة، تحدثت حديثًا من القلب إلى القلب، وهتفت معهم هتافات الحرية، ‏وجأرنا سويًّا بالدعاء إلى المولى عز وجل أن ينصر ثوارنا البواسل وأن يحفظهم من كل سوء، وأن يثبت أقدامهم ويزلزل الأرض من ‏تحت عدوّهم، وأن يحفظ بلادنا من كل الشرور.
رأيت في بنغازي مساجدنا التي كانت تُقفل عقب أداء كل صلاة، وتُراقب في صلاة الفجر وكل الأوقات، ولها إدارة وأفراد متخصصون ‏في متابعة المترددين عليها، رأيتها كيف تغيرت وأصبح مصلوها يهتمون بشأنها، فعقب الصلاة يقرءون القرآن، ويكبرون، ويدعون ‏الله أن يحفظ بلادهم وينصر ثوارهم ويحقق لهم الأمن والأمان.
رأيت في بنغازي- وقيل لي: إن هذا يحدث في مصراتة والزنتان وكل مدن جبل نفوسة وكل مدن وقرى الجبل الغربي وكذلك طبرق ‏وكل مدن وقرى الجبل الأخضر والكفرة والواحات- رأيت كيف يقدم التجار وأصحاب رءوس الأموال من القادرين في المدن والقرى ‏بضائعهم مجانًا لغير القادرين على دفع الثمن، ورأيت كيف يقوم الشباب الليبي بالعمل في المخابز بعد سفر العمالة الأجنبية الوافدة. ‏والأروع من ذلك كله، رأيت الشباب- ذكورًا وإناثا- وهم يقومون بتنظيف مدينتهم وتجميلها.
رأيت أيضًا كيف يتولى أبناء كل حي حراسة أحيائهم من بعض أصحاب النفوس المريضة التي لا يخلو مجتمع منهم، ويرصدون أي ‏حركة غريبة أو مريبة قد يقوم بها بعض بقايا الطابور الخامس والخلايا النائمة من مرتزقة القذافي، رأيتهم وهم يفشلون مخططاتهم ‏التخريبية لزعزعة الأمن والاستقرار.
لاحضت وبوضوح تام التكافل والتكامل بين كل اطياف الشعب من أجل قيامهم بالعمل التطوعى فالشباب ينظفون الشوارع فى مدن ‏وقرى ليبيا الحرة ،وكم كان جميلا ان اجد متطوعين يؤدون العمل الادارى والحراسة فى كافة المجالس المحليه والمجلس الوطنى ‏الانتقالى الذى شاهدت فى مقره تاجرا قفل محله وتطوع للعمل فى الادارة بدون مقابل والمهندس والمحاسب والموظف كلهم ملتفين ‏متكاملين لدعم ثورتهم فالمجلس لا يملك مالا حتى الاحتياجات المكتبيه يتبرع بها الناس جميعا فعلا بحق هذه هى الثورة الشعبيه .
والاجمل أنه رغم محاولات الطابور الخامس فلم تشهد مدننا وقرانا الحرة غربا وشرقا وجنوبا اى اعتداء على البنوك او عمليات نهب ‏وسرقة للمحلات الا ماقامت به ملشيات الاسرة الحاكمة اثناء تواجدها فى هذه المدن والقرى ......عظيم انت ياشعب ليبيا .
حقًّا إنها بنغازي الشرارة الأولى لثورة 17 فبراير، التي ساهمت فيها المرأة الليبية مساهمة فاعلة في كل مناحي العمل الثوري الجاد ‏من أجل مساندة الثوار، ورأيت كيف تقوم النساء الليبيات بطبخ أكثر من 30 ألف وجبة يوميًّا ترسل للجبهة لثوارنا البواسل، وكيف ‏يتولى أفراد الشعب والشركات القادرة الإسهام في تقديم التمويل اللازم لهؤلاء النسوة لإعداد الوجبات.
إنه حقًّا المجتمع العربي الليبي المسلم، المتكاثف المتكامل، حفظ الله ليبيا، ونصر ثوارها، وهزم الطاغية وأعوانه.
بنغازي 22/6/2011
بقلم: د. إبراهيم قويدر
www.dribrahimguider.com
I_guider@hotmail.com
التاريخ : 2/7/2011 ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق