الثلاثاء، 10 مايو 2011

صالح بن عبدالله السليمان : خرافات حول ثورة المختار



 
يخرج على شاشات التلفزيون او في تحليلات صحفية بعض الأعلاميين من المحسوبين على حركة التحرر العربي والأسلامي بمقولات لا تمت للحقيقة بأي صلة . وأسميها خرافات لأنها اقرب للخرافة منها لأي شيئ آخر .  

بالطبع لا اتكلم عن أكاذيب اعلام القذافي . فهي كوميديا ولا تستحق ان يكلف احد نفسه بالرد عليه . وأنا متأكد ان أعلام القذافي موجه للقذافي نفسه بحيث يقنعه ان الشعب معه وأن الحاصل هي أزمة وستزول قريبا على طريقة "كلة تمام يا باشا"


ولكن يسوئني وأنا ارى هؤلاء المحللون والمفكرون المتنورون أو من كنا نعدهم كذلك وهم يرردون خرافات لا تقف امام اي تحليل منطقي وسأتعرض لبعض هذه الخرافات اللتي انتشرت على بعض الوسائل الأعلامية . تنشر اما على سبيل التشكيك في ثورة المختار او لتبرير موقف القذافي وكتائبه او للتعذر عن عدم الوقوف الى جانب الثوار

والخرافات كثيرة والتشكيك اكثر ولكن سأرد على اهم هذه الخرافات وأبين انها ابعد ما تكون عن الحقيقة ويصدق عليها تسمية "خرافات":-

1)  الثورة الليبية هي تمرد مسلح وليس ثورة شعبية

هذه المقولة أما قفز على واقع الأمور او نظرة ضيقة لواقع الحال . فالتسلسل الزمني للثورة الليبية وواقع الحال في ليبيا يثبت ان ثورة المختار هي ثورة سلمية وبأمتياز .
خرج متظاهرون في بنغازي للمطالبة بأطلاق سراح محامي تم القبض عليه . جابهتها الكتائب الأمنية باطلاق النار الحي على المتظاهرين وقتل الكثير منهم .
بعض وحدات الجيش انظمت للمتظاهرين . وحيث ان الجيش الليبي قد تم تهميشه ونزعت اسلحته وأعطيت الكتائب الأمنية كل الدعم سواء سلاح او مادة او صلاحيات  فانظمام الجيش للمتضاهرين لم يكن ذا جدوى ولا وسيلة لحماية المتظاهرين . بالضبط كما فعل الجيش التونسي والجيش المصرى فقد منعوا  قمع المتظاهرين وأجبروا السلطة السياسية على التعامل سياسيا مع الجماهير دون اللجوء للقمع الجائر .
بعض وحدات الجيش الليبي حينما عرفت ان لا وسيلة لحماية الشعب الليبي الا باحتلال مقرات الكتائب والأستيلاء على اسلحتها . وهذا ما فعلوا . فبعض وحدات الجيش وبعض المتظاهرين استولوا على اسلحة الكتائب وتولوا حماية المتظاهرين . استجابت كل المدن الليبية من طرابلس والزاوية وزوارة ومصراته ونالوت والقلعة . استجاب كل الليبين من الشرق والغرب والجنوب . وقامت وحدات من الجيش والثوار المسلحين بحماية المتظاهرين السلميين . وما زلنا نرى المظاهرات السلمية في طبرق والبيضاء وبنغازي ومصراته ومدن الجبل الغربي . وتحت حماية الجيش الوطني كما يقوم الجيش الوطني بالتعاون مع بعض الثوار بحماية المدن والقرى وساكنيها , وهكذا نجد ان الثورة الليبية قامت بأعادة الأعتبار للجيش الليبي وللشعب الليبي . بهذا تكون ثورة المختار امتازت عن ثورتي تونس ومصر في انها فعلت الدور الحقيقي للجيش الوطني وهو حماية الوطن والمواطن . قد يكون عدد أفراد الجيش الوطني الليبي الحر لا يزيد عن 5000 مقاتل وهم من يحمل السلاح ولكن الالاف وملايين الشعب المسالم الثائر هم اصحاب الثورة الحقيقية .
فلا أظن ان ادعاء ان ثورة هي ثورة مسلحة . بل هي ثورة سلمية تحت حماية الجيش الوطني الليبي ووحدات الثورة المسلحة واللتي تقوم على حماية البلد من كتائب مجرمة تحرق الأخضر واليابس ؟
وأجمل ما في ثورة المختار انها قامت بأعادة الأعتبار لليبين وللجيش الليبي اللذي غيبه القذافي .
فلا يجب ان نتناسى المتظاهرين السلميين في المدن الليبية ونتذكر فقط الحرب القائمة بين الجيش الليبي وكتائب القذافي اللتي تحاول قتل الشعب الليبي وتدمير مدنه .وان لا نعتبر ان الثائر هو الجيش الليبي الوطني . بل الثائر هو الشعب الليبي




2)  الثوار هم اللذين جلبوا التدخل الأجنبي .

أولا .هل التدخل الأجنبي جاء اعتباطا؟  لقد سعت الكثير من الدول وخصوصا تركيا والمانيا وروسيا والصين والهند  وحتى الولايات المتحدة الأمريكية في وقت ما الى تأخير اقرار قرار حضر الطيران وحماية المدنيين الى اقصى حد . وصدر القرار الأول من الأمم المتحدة و لا يتضمن التدخل العسكري بل يطلب من القذافي وقف العمليات ضد المدنيين  مع تحويل الموضوع للمحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام فيها . . هذا القرار اعطى الفرصة للنظام الليبي لحل الأزمة .
فماذا كان رد معمر القذافي؟
هل حاول نزع فتيل الأزمة الأنسانية " اكرر الأنسانية"  ؟ 
هل استجاب لنداءات المؤتمر الأفريقي والمؤتمر الأسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن ؟
لا. بل زاد عتوا وزاد من ضربه للمدنيين . واستخدم اقوى الأسلحة الموجودة في ترسانته ومنها القصف الجوي في ضرب تجمعات بشرية ليبية وارسل طائرات لضرب مدينة بنغازي ولكن الله سلم وفر الطيارون الى مالطه هربا من اوامر سيد باب العزيزية. كما حرك أرتال قواته وبكل كثافة لضرب ثاني اكبر مدينة في ليبيا .
و عندما اجتمع مجلس الأمن للمرة الثانية لمدارسة الشأن الليبي بطلب من جامعة الدول العربية (واللتي تغيرت كثيرا عما نعرفه حيث انها بدأت تأخذ دورا أكبر بعد زوال نظام مبارك) وبطلب من منظمة المؤتمر الأسلامي . خرج علينا القذافي يهدد بسحق كل مدينة خرجت ضده . وخرج  علينا ابنه سيف الأسلام يقول للأعلام العالمي وبكل صفاقة  you are too late " لقد تأخرتم" .  وكانت قواته على ابواب بنغازي .
والعالم الحر لا يمكن أن يرى مذبحة سربرنيتشا تتكرر مرة أخرى . وأذا تكررت فستكون سبة ووصمة عار في تاريخ العالم وخصوصا اننا في القرن الواحد والعشرون . ولن تسكت شعوب العالم الحر مما سيتسبب في سقوط حكومات كثيرة .
فكان لزاما على الدول القادرة في العالم على وقف وقوع هذه المذبحة . وحتى ان الرد تأخر أملا من العالم ان يعود القذافي الى منطق العقل  فكان أن دخلت طليعة ارتال كتائب القذافي وعاثت فسادا وتدميرا في ضواحي بنغازي وقتل ما يقارب من 200 قتيل وعدد كبير من الجرحى اضافة الى هدم وتدمير العديد من المباني . فكيف لو دخلت هذه القوات وبقية الأرتال الى بنغازي؟ 
وأسأل كل معارض للعمليات الدولية ... ما هو البديل ؟. سمعت بعضهم يقول كان يجب ان تدخل جيوش عربية وآخرين يقترحون جيوش أسلامية .  وهذه خيارات رومانسية وليست واقعية . وكم كنت وما زلت اتمنى ان تفعل اتفاقيات الدفاع المشترك العربية وان تكون قوة على غرار قوات درع الجزيرة الخليجية تتدخل في الوقت المناسب لحماية مقدرات الدول العربية عند تعرضها للخطر . ولكن اقول
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
المشاكل الأنسانية والكوارث القومية لا تحتاج الى حلول رومانسية وأمنيات . انما تحتاج الى حلول واقعية .

ثانيا . نقطة أخرى تؤخذ على القذافي وسوء قراراته . فبالرغم من تعرض كتائبه للقصف من قبل التحالف الدولي الا انه مصرا على تدمير ليبيا وقتل الليبيين . ويبتدع افكار جديده . فمن عربات دفع رباعي خفيفة الى قناصة على اسطح المباني الى جلب مرتزقة الى تسميم مصادر المياه الى استخدام قنابل عنقودية الى قصف المدن عشوائيا . وتسليط أعلامه للحث على الفتنة الداخلية وحث الليبين على قتل بعضهم البعض
فهل هذه تصرفات من يريد حل الأزمة  ؟ كان الحل بسيطا جدا لنزع فتيل الأزمة . الم يمكنه سحب قواته من المدن وفك الحصار عنها وترك الشعب اللذي يدعّي ان اكثره يناصره يختار .
نعم . خرج ابنه سيف يطلب من الثوار الجلوس معه على طاولة المفاوضات وطرح دستور جديد وعلم جديد , ولكن في نفس الوقت كانت قواته تضرب المدنيين في كل مدن ليبيا . وخرج بعده ابيه يهدد ب زنقه زنقه ودار دار ... فمن نصدق .. ألأب او الأبن.
وهكذا فأن اللذي دعا العالم للتدخل هو القذافي وحاشيته وسوء تصرفة وجرائمه وليس الشعب الليبي اللذي خرج يطالب بأبسط المطالب الأنسانية . يطالبون ان يعيشوا في دوله لها نظام وقانون وأن تحترم الحقوق الأساسية للأنسان وأن تستخدم الثروة الليبية في صالح الشعب الليبي ورفاهيته وليس في حوش غنم (أكرمكم الله) يفعل فيه مالكه ما شاء .
وخلاصة القول ان رعونة القذافي وسوء قراراته هي اللتي دعت العالم بكل هيئاته الى الى التدخل وليس من ثار ليطالب بحقوقه كأنسان . وعدم تجاوب القذافي مع مطالب شعبه واستمراره في غيه هو السبب في استمرار الضربات وأستمرار معاناة الأبرياء في شرق وغرب وجنوب ليبيا .

3)   الخوف من تكرار الحالة العراقية

الحالة العراقية تتلخص في ان رئيسا عربيا احتل دولة عربية أخرى  . فتنادى العالم ليعيد الشرعية لهذا الدولة اللتي هي عضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة وحتى العراق اعترف بها وكان بينهما تبادل سفراء واتفاقيات دولية , تم اخراج الغازي . وكان يملك اسلحة دمار شامل فكان على العالم التخلص من هذه الأسلحة وفي نفس الوقت قام باستخدام الطائرات لضرب معارضية فقام العالم بفرض منطقة حضر جوي فوق مناطق المعارضة . ولكن المعارضة لم تنجح في التخلص من سلطته .
قام المحافظون الجدد الحاكمون في الولايات المتحدة الأمريكية ذلك الوقت باستغلال مقولة اسلحة الدمار الشامل باحتلال العراق وبتشجيع من احزاب معارضة عراقية الجنسية وأيرانية الهوى والتوجه . بعد الأحتلال الأمريكي وتولي الأحزاب الأيرانية لمقاليد البلاد دخل العراق في الفتن الطائفية والأقتتال الداخلي بين العراقي والكردي والأيراني بعضها قتال سياسي وأكثرها قتال حقيقي .
فما وجه التشابه بين ما حدث في العراق وما يحدث في ليبيا ؟ عملية الحظر الجوي
هي وجه الشبه الوحيد . وليس هنالك اي وجه شبه آخر . فلا توجد احزاب معارضة
في ليبيا مدعومة من دولة اخر لها مطامع في ليبيا . الشعب الليبي يرفض ان يطأ أي جندي قتالي ارض ليبيا وهذا ما طالبت به المعارضة العراقية في الخارج فهي اللتي دعت ودعمت دخول الجيوش الغربية ارض العراق .  بينما الشعب الليبي يقاتل بما تتوفر لديه من أسلحة قديمة بل ويقومون بصيانة اسلحة قديمة في المخازن اللتي تركتها كتائب القذافي . وما زال يقاتل على جميع الجبهات  . فهل هناك وجه شبه بين العراق وليبيا؟؟
لا الظروف الداخلية ولا الخارجية ولا الوضع الدولي من النواحي الأقتصادية والمالية والسياسية تسمح بتكرار الحالة العراقية مرة اخرى . بل هي شبهات تثار مرة بحسن نية ومرات بسوء نية . فلا يوجد أي وجه شبه بين الحالتين . فليس كل عين دمعت مصابة بالرمد . وقد يشابه عرض واحد في حالة عرض في حالة أخرى ولكن لا يجوز التغافل عن مجمل الأعراض والمظاهر والتركيز على هذا العرض ثم سحب نتائج الحالة بكاملها على الحالة الأخرى .

4)  الخوف من عودة الأستعمار

أغرب خرافة يتناقلها بعض المحللين ونسوا ان القذافي نفسه رد عليها في أحد خطبه , إذا قال ان عصر الأستعمار قد ولى الى غير رجعة .  فكيف ينبعث ميت ويعود من ولى ؟
الظروف الدولية لا تسمح ابدا بعودة الأستعمار . فالوعي الجماهيري ووسائل الأتصال وتحول العالم الى قرية صغيرة لا تسمح لأي دولة أستعمار أخرى ,
وها هي امريكا تحاول الخروج من افغانستان والعراق . فكفى نفخا في جثة ميته . لن يعود الأستعمار ابدا . إلا اذا اعدنا عقارب الساعة الى القرن التاسع عشر .
كيف يرضى ثائر على مستعمر ظالم من الداخل فيقبل بمستعمر من الخارج ؟. هذه الثورات قامت بها الشعوب تطلب حريتها وكرامتها فهل ستقبل بتبديل مستعمر بمستعمر وناهب للثروات بناهب آخر وسارق بسارق .
ان من يقول هذا يهين الشعب الليبي فالشعب اللذي واجه احدث الأسلحة بصدر عاري وببنادق صيد  في أحسن الأحوال مثل ما يقوم أبطال جبل نفوسه والجبل الغربي . فهذا الشعب ذو التاريخ العريق في مكافحة المحتل  وله المقولة اللتي ما زال صداها يتردد في جوانب الأرض (نحن لا نستسلم اما ان ننتصر او ان نموت) سيقبل بالأستعمار .
كفاكم استخفافا بالمارد الليبي .

5)  المؤامرات الخارجية
هذه اغرب الأوهام اللتي يبثها الأعلام الرسمي في جميع الدول ذات الأنظمة الأستبدادية . قالها بن علي تونس وبمارك مصر ويقولها على صالح اليمن وبشار سوريا . ولكن الأغرب أن يقولها مدافعون عن نظام معمر القذافي . فكل يعرف ان القذافي انبطح للغرب انبطاحا تاما بعد القبض على صدام حسين . ولا حاجة للغرب في ان يتآمر على نظام تابع لهم تبعية تامة حتى انه خسر الملايين على شركات علاقات عامة من اجل تبييض صفحته في الغرب . ودمج الأضداد في مؤامرة واحدة فالمؤامرة غربية أمريكية عربية بالأشتراك مع الأخوان المسلمين والسلفيين والقاعدة. فأي عاقل يقبل هذه المقولة اللتي اقرب الى "سمك لبن تمرهندي" .
ثم كيف تكون الثورة مؤامرة ويقوم بها الالاف وملايين الشعب . هل هي مؤامرة من أجل ان تنال جموع المواطنيين حريتهم وكرامتهم وثروتهم ؟ الثورة قامت من اجل هذه الشعارات ومن أجل نيل الحقوق . فكيف تكون مؤامرة؟؟
اعرف ان المؤامرات تحاك في الخفاء ويقوم بها افراد قلائل . واقرب مثال لها هو الأنقلاب اللذي قام به القذافي على الدولة الشرعية في ليبيا . أما ان تشترك جموع الشعب في مؤامرة .... فقضية فيها نظر . ولا يقبل بهذه المقولة اي عاقل .
قد نقول ان بعض الأشخاص يحاول ان يحيك مؤامرة على الثورة . لأن الثورة حق شعبي خالص . ولكن وعي الشعوب لن يترك لعذع المؤامرات ان تنضج ولنا في مقاومة الشعبين المصري والتونسي المستمرة للقضاء على المؤامرات اللتي تحاك للألتفاف على ثورتهم وحقوقهم .
عندما يصحوا مارد الشعوب تنتهي جميع المؤامرات , ولنا في صدر الأسلام مثال . فعندما استفاق الشعب في المدينة قضى على كل المؤامرات سواء التي قام بها جيرانهم اليهود او الطابور الخامس وهم المنافقين او اعدائهم من القبائل الكافرة . يجب ان نثق بالشعب فلا تجتمع الأمة على ضلال ابدا . اما من لا يثق بالأمة فهذا يجب ان يراجع حساباته .

6)  الغرب يقاتل من اجل مصالحه

دعونا ننظر اولا . هل كان القذافي يهدد مصالح الغرب ؟ بالطبع لا . فلقد كانت الشركات الغربية تتولى استكشاف وأنتاج وتصدير النفط . وكانت موارد النفط تذهب الى مصارفهم لأستثمارها في بلدانهم . فهكذا كان الغرب هو المستفيد الأول من نظام القذافي . ومن استحالة ان يتخلى عنه بسرعه .
ولكن بعد نجاح الثورة الشعبية التونسية والمصرية . عرف الغرب ان مصالحه مع القذافي قد انتهت ولا يمكن ان تستمر . ليس لأنه كاره للقذافي . بل تخلى عنه بطريقة "مجبر اخاك لا بطل" فالثورة الليبية ستنجح وسيحصل الليبيون على حريتهم وسيطيحون بنظام القذافي ولكن ستكون التكلفة البشرية عالية وقد تتحول ليبيا الى صومال جديد يسود فيه العنف والعنف المضاد . وليبيا على الضفة المقابلة لهم , فلا يمكن ان يرضوا بذلك . من هنا جاء القرار . القرار بأن يقفوا الى جانب الشعب وليس الى جانب الدكتاتور . لأن الشعب باق والدكتاتور زائل .
إذن الغرب يحارب من اجل مصالحه على المدى البعيد وليس على المدى القريب . ويضحون بالقذافي اللذي يمثل مصالحهم على المدى القريب , لأنهم على ثقة بزواله .
وبعد نجاح الثورة بأذن الله ستستقر ليبيا وستزدهر وسيحافظ الشعب على مصالحه الوطنية وسيعمل الغرب على عمل اتفاقيات شراكه يحصل فيها كلا الطرفين على حقوقهما . فليبيا يجب ان تنتج وتبيع النفط سواء قام بها القذافي ام النظام الوطني القادم ولكن الفرق هو اين ستذهب عائدات البترول ... هل ستصرف على ليبيا والليبيون ام على اهواء حاكم متهور وفي بنوك غربية ... أذن الغرب يضحي بمصالحه وهو يحارب القذافي . هذه التضحية نجبر على دفعها لأن منطق الأمور ان الشعوب دائما هي اللتي تنتصر في النهاية , ويحبون ان يكونوا مع الطرف الرابح حتى وأن خسروا بعض مصالحهم .

7)  مطامع بعض الأشخاص في السلطة

وهذه ايضا يرد عليها بأبسط الردود . اذ اعلن المجلس الوطني الأنتقالي ان جميع اعضاءة لن يترشحوا لأي مناصب في الدولة الجديدة الناشئة . وسيسلمون السلطه لأول هيئة تنتخب بعد أزالة القذافي .
إذن من اللذي يحارب من اجل السلطة . هل هم المجلس الأنتقالي او القذافي وأبناءة وحاشيته .
فبالله عليكم كيف تفكرون ؟؟؟


8)  لماذا لم يتدخل الغرب في غزة كما تدخل في ليبيا؟

هذا خلط للأوراق غريب . ويذكرني بحكاية البخيل اللذي يلوم شخصا على اطعامه اسرة فقيرة واحده ولماذا لا يطعم بقية الأسر الفقيرة الأخرى . متناسيا محدودية قدرة هذا الشخص . فالساسة الأمريكيون محدودي الحركة . وحتى ان رغبوا في مساعدة أخواننا في غزة (وقلوبنا معهم) فاللوبي الصهيوني ومنظمة الأيباك IPAC وهي من اقوى جماعات الضغط في امريكا تقف حائلا دون ذلك . وحرب غزة هي حرب بين الفلسطينيون وجماعات الضغط الصهوينية في أمريكا ولا يمكن لأي سياسي امريكي ان يخاطر بمعادات هذه المجموعات فحينها سيخسر مستقبله السياسي ولا ننسى أن  غزة باعها نظام مبارك قبل ان تبيعها  الدول الأخرى ..
بقى علينا نحن الدول الأسلامية والعربية كشعوب ان نبني جمعيات ضغط توازي او تزيد على قوة الأيباك . ولن يحصل هذا والشعوب العربية ترزح تحت انظمة قمعية توجه اسلحتها نحو شعوبها وليس نحو عدوها . تستمد شرعيتها من الخوف والسلاح والخارج بتحالفاتها الأقليمية والخارجية .
فمتى ما تخلصنا من هذه الأنظمة فستعود لنا كرامتنا وحقوقنا المسلوبه .

اتمنى ان اكون قد انرت شمعة في بعض العقول المظلمة وكنا نحسبها نيرة .

والله الموفق
صالح بن عبدالله السليمان



هناك 9 تعليقات:

  1. أخي الكريم

    وفقك الله وبارك فيك ، فقد أنرت.

    عادل

    ردحذف
  2. الله يبشرك بالجنة ويسترك دنيا واخرة ويباركلك في اهلك وزوجتك وذريتك

    ردحذف
  3. تحليل منطقى وكلام سليم وبارك الله فيك ... لقد رسمت بكلماتك صوره واقعيه لما يحدث فى ثوره السابع عشر من فبراير فى ليبيا... هذه هى الحقيقه الواقعه... أنا أتفق معك بأنه ليس هناك إستعمار بالمعروف التقليدى فى هذا الوقت والزمن بل هناك مصالح ومنافع متبادله ضمن قوانين وشروط عاده متفق عليها من الطرفين... لايمكن أن يستمر التفكير التقليدى عن الأستعمار المعروف فى عصر تقاربت فيها شعوب العالم وأصبحت بفضل التكنولوجيا وكأنها قريه صغيره ... هذه المفاهيم لابد أن تتغيير لانها زرعت فى عقل المواطن العربى لخدمه مصالح الحكام فهم يلعبون على وتيره حساسه للتحميس الوطنى والقومى بينما هم من يقومون بخدمه الغرب بحرمان المواطن العربى أبسط حق من حقوقه إلا وهو حريه التعبير

    ردحذف
  4. I totally agree with you! All the stuff that Abdel Barri Atwan was saying doesn't make sense, except that he may want Gadhafi to exterminate the entire Libyan population. Well done, God bless you!

    ردحذف
  5. الله يبارك فيك يا استادنا صالح
    وجعل هذا العمل الرائع جدا والمبنى على الصدق فى ميزان حسناتك
    تحياتى
    محمد العبيدى

    ردحذف
  6. بارك الله فيك يأخي. كتبت و حللت فأجدت

    ردحذف
  7. السلام عليكم
    بارك الله فيك لقد لخصت الرد على كل ترهات المنافقين لنظام القذافي ، وكنت عارفاً بالشأن الليبي أكثر من البعض من الليبيين ..
    لقد افحمتهم وبروكت أخي

    ردحذف
  8. السلام عليكم ،،،
    أشكر الاخ صالح على فهمه للوضع في ليبيا والعالم العربي بالشكل الصحيح ،ونتمنى أن تنير هذه الشمعة المتعلمين والنقاد العرب قبل غيرهم مثل الأخ عبدالباري عطوان الذي أنخدع فيه الشعب الليبيي الحر الذي أدار لنا ظهره في ثورتنا وأعيد شكر الاخ صالح ونتمنى أن يتواجد أمثاله على الساحة العربية

    ردحذف