بحثت في كتب التاريخ الإنساني عن الشخصيات الأكثر جنوناً ودموية مثل : ( نيرون ، وفرعون ، وفرانكو، وهولاكو، وللندى ، وستالين ، وتشاوسسكو، وهتلر، وجنكس خان ، وايفان الرهيب ، وسيموزا ، وسلا زار ، وكاليجولا .. وغيرهم كثيرون .. فكان : ( معمر القذافي ) خليطاً من هؤلاء جميعاً ! ولكنه تفوق عنهم بطول مدة حكمه وأساليب طغيانه !!
.. ولكنني وجدت أن - كاليجولا- الإمبراطور الروماني الذي ُيعد أشهر طاغية في التاريخ الإنساني المعروف بوحشيته وجنونه وساديته هو اقرب - للقذافي – من حيث وحشيته ودمويته ! حيث كان دائماً يُردد عبارتيه الشهيرتين : ( لا أرتاح إلا بين الموتى .. وان لم أقتُل اشعر باني وحيداً ) ! هاتان العبارتان المرعبتان " لكاليجولا ".. أكدتهما عبارة الأستاذ : ( شلقم ) الشهيرة التي عبّرت عن مشاعر الطاغية : ( معمر القذافي ) الدموية .. ( إما أن أحكمكم أو أقتلكم ) !.
ما ارتكبه السفاح : ( معمر القذافي ) وأبناؤه وأبناء عمومته المقربون من القذاذفة الذين يقودون كتائب الموت من جرائم بشعة في حق الشعب الليبي بقتلهم قصفاً براجمات الصواريخ ومدافع الهاون والدبابات وهدم البيوت على رؤوس أصحابها وحصارهم وإجبارهم على الفرار مشردين خارج الوطن.. هي جرائم بشعة لايمكن لليبيين نسيانها طال الزمان آو قصر ! .. لقد اثبت ( معمر القذافي ) بما لايدعو مجالا لأدنى شك انه لايُحب الشعب الليبي ولا يُريده حتى أن يعيش فوق أرضه ، ما ُيريده ( معمر القذافي ) هو الأرض الليبية وما تحويه من ثروات وخيرات ليتصرف فيها هو وأولاده كيفما يشاءون .. ولهذا فهو يلجأ الآن إلى سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكن نظام ( القذافي ) تفوق عن الكيان الإسرائيلي العنصري بتلغيم مواني المدن التي تصل عبرها المساعدات الإنسانية وسمّم مياه الشرب في المدن الآهلة بالسكان التي تحاصرها ميلشياته الدموية الذين اوغلوا في سفك الدماء واغتصاب النساء .. لاتهمه أرواح الليبيين ودماءهم وشرفهم بقدر مايهمه أن يكون حاكماً على الأرض الليبية حتى وان كانت تغمرها الدماء وتطفوا فوقها جثث الأبرياء !!. منذ فترة طويلة وقبل انتفاضة ( 17 فبراير ) كان يُحرّض الليبيين ويحثهم على الهجرة إلى إفريقيا ويقول أن ليبيا لاحياة فيها ووصفها بجزيرة الملح لاماء فيها ولاحياه وكأن ليبيا قد ضاقت بأهلها ! ولكن الحاكم هو من يجعل الوطن يضيق بأهله بعد أن سلب أهله حقهم في حياة حرة عادلة وكريمة ولهذا يفرّون مرددين : (وطن بلا كرامة غربة .. وغربة بكرامة وطن) !!.
إن دماء الليبيين من رجال ونساء وأطفال في : ( الزاوية والزنتان وفي زواره وفي الجبل الغربي وفي مصراتة التي أضحت- عُقدة العقيد - وفي مدن الشرق الليبي المحررة وغيرها من المدن الصامدة ..) هي في رقبة : ( معمر القذافي .. وفي رقاب أبنائه وفي رقاب أبناء عمومته من قادة الكتائب الأمنية ..) وما لم يتبرأ القذاذفة من جرائم : ( معمر القذافي ) الدموية تبرئة يسمعها كل الليبيين والليبيات .. فان دماء الأبرياء من الليبيين وإعراضهم التي انتهكت وممتلكاتهم التي ُدمّرت وأموالهم التي ُنهبت هي في رقبة القذاذفة ويتحملون وزر مافعله الطاغية : ( معمر القذافي ) على مدى عقود حكمه الكئيبة !! ..
لقد ارتكب السفاح : ( معمر القذافي وأبنائه وأبناء عمومته المقربين وعلى ايدى ميلشياتهم الدموية وأتباعه ) أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية حيث قتلوا وشردوا واجبروا الليبيين على الفرار خارج الوطن وهم لايملكون إلا الملابس المتسخة على ظهورهم والملطخة بالدماء !! .. إن هؤلاء الذين لاجُرم ارتكبوه إلاّ أنهم قالوا : لا لحكم : ( القذافي )وجبروته وناصروا إخوتهم ثوار الشرق الليبي ليكونوا أحرارا.. إن دماءهم هي في رقبة الطاغية : ( معمر القذافي ) وفي رقاب أبنائه الدمويين وفي رقاب أبناء عمومته من القذاذفة المقربين وفي رقاب قادة كتائب الموت القذافية !!. مالاقته مصراته من : ( معمر القذافي ) لم تلاقه منطقة أخرى ، ولا ندرى ماهي مشكلته مع مصراته التي آوته عند ما لجأ إليها مطروداً منفياً .. آوته وعلمته ثم صاهرته ! هكذا يُقابل جميل مصراته بكل هذا الفتك وسفك الدماء والحصار والتشريد .. ولكن تكلفة الحرية .. اقل من تكلفة الذل ! ولهذا أبت مصراتة إلا أن تكون حرّة أبية وليست خانعة ذليلة !!.
كنت انتمي لهذا النظام البائس المخادع الذي ُكنا نعتقد انه ُيجّسد الثورة في أسمى معانيها في الحرية والوحدة وفي الكرامة الإنسانية وإرساء دعائم العدل واحترام آدمية الإنسان وكان من الممكن أن نموت من اجله - ومثلي كثيرون - ونحن مُستغفلون ! رغم أنني كنت خارج دائرة الفعل .. إلى أن تكشّفت لنا حقيقة هذا النظام وخداعه وزيفه ودمويته وجبروته وُطغيانه !.. أما الذين لايزالون حتى اللحظة ُيوالون النظام بعد أن كشّر عن أنيابه وتكشّفت جرائمه البشعة .. هم احد أمرين لاثالث لهما : إما أنهم انتهازيون نفعيون ارزقيون حققوا مكاسب مادية ويروا في الطاغية ( القذافي ) سيدهم وولي نعمتهم .. أو أن أيديهم قد تلطخت بدماء الليبيين !! لذلك فان نهاية النظام تعني نهايتهم لامحالة .. ولهذا فانه من الصعب على هؤلاء الدمويين أن ينسلخوا عنه بل سيستميتون من اجل حماية هذا النظام البائس ورموزه !! .. أما الشرفاء الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الليبيين ولم يتورطوا في فساد أو نهب المال العام والإثراء اللامشروع .. فان هؤلاء قد انسلخوا تماماً عن النظام والتحم كثير منهم بالثوار !! .
لقد تكشّفت لنا أكاذيب هذا النظام المخادع وألاعيبه .. زالت الغشاوة وانقشع الغمام .. وانقلب السحر على الساحر !! وسقطت أكذوبة : أن السلطة في يد الشعب .. حيث كانت السلطة في يده وفي يد أبنائه وذوى قرابته وإتباعه !..! ورأينا الشعب ُيقتل وهو اعزل !.. بينما السلاح في يد ملشياته الأمنية الدموية وفي يد أبنائه وفي يد مرتزقته الأجانب الذين استأجرهم لقتل شعبه وفي يد المقربين من أبناء عمومته !!.. وسقطت أكذوبة الثورة التي تشدق بها زمناً طويلا .. لقد كانت الثورة اكبر منه واكبر من أبنائه الطامعين في السلطة واكبر من أتباعه الانتهازيين الارزقيين !!.. والحركة التي كان يدعي أنها حركة جماهيرية مُنحازة للجماهير الشعبية وهي : ( حركة اللجان الثورية ) وشبّه أعضاءها برسل الحضارة الجديدة فإذا بطلائعها - عدا الشرفاء فيها وهم كثر - ُتهّدد الجماهير وتتوعدها وانحازت للسلطة ولجبروت الحاكم وليس للجماهير الشعبية !! .. وكنا نعتقد أنها دولة .. وإذا بها مشْيخة (!) حكمها معمر من خيمته بعقلية شيخ القبيلة البائس المتعنت المتجّبر ! وأراد أن ُيوّرثها لأبنائه المتعجرفين من بعده !! فقد كان حاكماً باغياً فوضوياً نازقاً مارقاً عنيداً متكبراً مغروراً وخائباً ! حاكماً يمقت المثالية والصدق والقيم والعدل والحرية ! حاكماً مطلقا منتهكاً للإنسانية رسّخ حكمه بالسلطان والكرباج وبالأصفاد والزنازين واحبال المشانق ! حاكماً دكتاتورياً لايريد لنا أن نفهم إلا من خلال ذاته اللعينة : { مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ } غافر 29 إن ( القذافي ) ربما يكون صادقا عندما يقول بأنه لايحكم ! لأنه لم يتعلم كيف يحكم مثل سائر الحكام التقليديين .. ولكنه تعلم كيف يجعل من الشعب الليبي ذليلا تعيساً طيلة سنين حكمه الطويلة !!.
وكنا نعتقد أنها ثورة : ترد الحقوق لا أن تغتصبها .. وتحترم آدمية الإنسان ولا ُتذلّه ..وترفع الظلم عن الإنسان لا أن تأتي بظلم جديد .. َيقهَرُ الإنسان ويزيد من معاناته ! .. وان تكبح الفساد لا أن تصنعه ! وإذا بالثورة أكذوبة عشناها أربعة عقود بائسة من الزمن باع لنا فيها ( القذافي ) الأوهام تلو الأوهام وحولها إلى ظاهرة صوتية وفكر كاذب مخادع أحط من قدر الثقافة ورسّخ فينا أخلاق الذل وجعل من الحلم الذي راودنا سنين طويلة جثة هامدة بين يديه !.. فقد كان : ( معمر القذافي ) مغتصباً للسلطة وللشرف ولكرامة الإنسان ! متسلطاً على الناس ظلماً وعدواناً .. ناهباً للثروة ومبدداً لها .. متصرفاً فيها بعقلية الوارث السفيه ! فامتلك المليارات من العملات الصعبة وغير الصعبة وأودعها في مصارف أوروبا وأمريكا دون استحياء .. لقد استحوذ على نفطنا وعلى استثماراتنا في الخارج فلم نعد نفرق بين مايملكه هو وأولاده وبين مايملكه الشعب الليبي البائس !! .. وأشبعنا نحن الشعب ُذلاً وفقراً وهواناً لقد أشبعنا كلاماً وأسقانا دماً !! .. يا الله .. يا الله كم كنا ُسّذج وُبلهاء وُمستغفلين !!. ولكن الله ُيمهل ولايُهمل .. قال تعالي : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } إبراهيم42
لقد أصابتك لعنة الشهداء والشرفاء ممن قتلتهم وسفكت دماءهم جهاراً نهاراً وخارج ساحة القضاء ! قتلتهم في المعتقلات وفي المعسكرات وفي الحروب وشنقتهم في الشوارع والجامعات وفي الميادين العامة.. حتى الذين أودعتهم السجون لم يهنأ لك بال حتى قتلتهم أبشع قتلة .. ونذكرّك بالجريمة الأكثر بشاعة ووحشية وهي مذبحة شهداء ( سجن بوسليم ) سيء الصيت والسمعة ! حتى الذين تركوا لك الوطن ليتقوا شّرك لم تتركهم ولاحقتهم واستكثرت عليهم أن يعيشوا بسلام في ارض الله الواسعة فكنت ترسل لهم القتلة لقتلهم لقد جعلت الأخ يقتل أخاه وجعلت من النظام الليبي الذي أنت على رأسه : اكبر منتج للضحايا !! .
.. لن تغفر لك الأمهات اللائي قتلت فلذات أكبادهن ، ولن تغفر لك الأرامل اللائي قتلت أزواجهن ، ولن يغفر لك الأطفال الذين يتمتهم وشردتهم وحرمتهم من حنان الأبوة ولم تأخذك بهم رحمة !! .
إن الطغاة .. لايعيشون إلاّّ على القتل والدماء .. إن (معمر القذافي ) قتل كثيرين وسجن كثيرين وشرّد كثيرين ممن انتقدوه أو لم ُيمجدوا ُحكمه الآيل للسقوط .. فالمواطن في نظام ُحكمه إما أن يكون حراً في ُمعتقده ، مدافعاً عن قناعته وُيصبح ضحية لنظام طاغ : ُيودعه السجن أو القبر! .. أو أن يتنازل مرغماً عن حريته ليصبح مسخا من اجل أن يكون مقبولا وسالماً ! .. ( .. إن نظاما يقوم على فرض الولاء على مواطنيه لايمكن أن ينتج سوى المسوخ ، لأنه يستهدف حرية الضمير التي من دونها يكون الولاء خيانة مستمرة للذات ) !. " أن الولاء المختلف أفضل من الولاء المفروض " ومعارض شجاع افصل مائة مرة من موالٍ جبان !!.
إن مغتصبي السلطة من الانقلابيين الطغاة ، عادة ما يُسمون انقلاباتهم .. بالثورة ! لكي تلقى استحساناً وتجاوباً لدى الشعب ولتكتسب شرعية يضفيها الشعب على انقلاباتهم ولكنها شرعية مثقوبة ! ولاتكون ثورة في رأيهم من دون أعداء .. وإذا لم يكن ثمة أعداء .. فإنهم سرعان مايبتكرونهم ! وهذا مافعله ويفعله الطاغية ( القذافي ) انه يحتاج دائما إلى " معارك وهمية ينتصر فيها ليظهر على الناس ويذكرهم بوجوده " ! إن مايخشاه هؤلاء الحكام من الانقلابيين الطغاة الذين أتوا للحكم من على ظهور دباباتهم المهترئة الصدئة والذين يدعون الحرية .. فان مايخشونه هو الحرية التي يتشدقون بها والتي يدعون أنهم قاموا بانقلابهم من اجلها ، فهم لايستطيعون منح الآخرين الحرية التي يرفعون شعاراتها ويمنحون الشعب حق الاختيار : - عبر صناديق الانتخاب - هنا يكمن ضعفهم وهنا يكمن مقتلهم وُبطلان ادعائهم !! .
هؤلاء الحكام الطغاة يتشبثون بكرسي الحكم لايتركونه إلا إذا ماتوا أو أطاح بهم انقلاب يُودعهم قادته إمّا في القبور أوفي السجون ! .. ماكان يخشاه ( القذافي) على كرسيه هو أن ُيطيح به انقلاب عسكري ، ولهذا فكّك الجيش وأضعفه وتخلص من قياداته وضباطه بمختلف الطرق التي لم تعد خافية على احد ! واحل محله كتائب أمنية سلّحها وأوكل أمرها لأبنائه لحمايته وحماية نظام حُكمه .. ولكن الذي لم يتوقعه ( القذافي ) ويضعه في الحسبان هو أن يثور الشعب ويخرج للشوارع والميادين هاتفا مطالبا الإطاحة به !!.
إن طول مدة الحكم التي تجاوزت أربعة عقود من الزمن ، ولدّ ذلك لدى ( معمر القذافي ) شعورا بأنه امتلك ليبيا أرضاً وشعباً ، ومن سوء الطالع أن الحكم الذي هيمن على وطننا : حكماً لانجد له مسمى فهو نشاز في المجتمع الدولي لاهو ملكياً ولا جمهورياً ولاحتى جماهيرياً كما يُطلق عليه لالون له ولاطعم ! حكماً لايُساءل فيه حاكمه ! فهو يرى نفسه فوق القانون وفوق رؤوس الليبيين متألهاً بل وهابطاً من السماء .. ولهذا فان ( معمر القذافي ) وسيفه اللذان اعتاد على السلطة والحكم وامتلاك الثروة .. هما على استعداد أن يموتا من اجل التشبث بهذا النظام البائس الذي هو في طريقه إلى الانهيار !!.
لقد أصبح واضحاً أن الحكام الأقل إيماناً بالايديولوجيا - أيا كانت تلك الايديولوجيا – " كانوا دائما أكثر إنسانية من أولئك الحكام الطغاة المأخوذين بهوس إقامة فردوسهم المكذوب " أو جنتهم الموعودة الزائفة فوق الأرض التي لاوجود لها إلا في أذهان أولئك الحكام الطغاة من دعاة الأفكار الثورية المضللة ! .. لقد قرأت لأحد الكتاب السياسيين قوله: ( أن الجنة التي يتطلع الناس للوصول إليها تمتلك إغراءها ، ولكن مايكاد البشر يُحاولون تشييد هذه الجنة فوق الأرض حتى تتحول الملائكة نفسها إلى شياطين .. ويكتشف الناس في النهاية أنهم قد بلغوا الجحيم عن طريق الجنة .. ) .
غالبية الطغاة كانوا عساكر ! ولكن : ( لعل بالعلل تصح الأجسام ) علنا نتعلم ونستوعب الدرس من هذه المأساة التي عشناها ونعيشها الآن ولن ُنناصر أو ُنؤازر أو ُنؤيد شخصاً جاءنا على ظهر دبابة ليحكمنا مرة أخرى لقد قيل : " تعِست امة ركب عسكرها الحكم .. وتعِست امة ركبها حكامها الجيش " !!.
وأثبتت التجربة أن التغيير بانقلابات عسكرية أو بانقلابات ترفع شعارات إيديولوجية ثورية ثبت فشلها ! لو لم يحدث انقلاب 69 العسكري وُتركت الدولة الليبية تتطور وتتقدم بشكل تقليدي كسائر الدول دون تدخل انقلاب 69 العسكري المشئوم لكانت الدولة الليبية أفضل بكثير مما هي عليه الآن وما احتاج الشعب لأن ينتفض وماكان ليعاني سنين طويلة ذاق فيها المر ! .. إن الأنظمة السياسية المستقرة الآن هي التي تخلّصت من ظاهرة الانقلابات العسكرية التي أثبتت التجربة السياسية دكتاتوريتها وعقم سياستها والتي غالبا لاتحدث إلا في مجتمعات الفقر والقهر والتخلف ! .. الضمانة الحقيقية .. هي في مجتمع يسوده القانون وتتحقق فيه العدالة وتترسخ فيه الديمقراطية وتتعزز فيه الحرية حتى يعمه الرخاء والتآخي والاستقرار.
تذكرت ماقاله احد كتابنا السياسيين المتميزين في مقاله : ( الدكتاتور لايخلق نفسه ) ! قرأته في الصحافة الالكترونية في أواخر العام 2010 يقول في مقاله متسائلا : ( هل يخلق الدكتاتور العربي نفسه ؟ ) ثم ُيجيب : ( .. الدكتاتور العربي لايولد بكاريزما دكتاتور .. الدكتاتور العربي ، ببساطة لايُخلق ..؛ إن شعوبنا بأعيانها وشيوخها ، وعلمائها ، وكتابها ، وفنانيّها ، هي من يصنع الدكتاتور ؛.. ُيجّملون قبحه ، ويُُنفخون نحالته ، وُيضخّمون ضآلته ، ويتغزلون حتى في قصر قامته ..فهو ليس مفكراً ولا فيلسوفاً ولا مصلحاً ولا صالحاً ، بل ولاحتى زنديقاً أو كافراً أو مجنوناً..انه ؛ ُروح شرّيرة تسكنها ُروح شرّيرة أخرى !.. لامثل أعلى له إلا شرّه ، انه العد و الأول للرغيف والحب والحرية !!.
فالدكتاتور العربي لايخوض معارك حقيقية ، ولاينتصر إلا في الحروب التي لايخوضها !.. فعلى الشعوب العربية أن تستولي على سلطتها ، ولو بالقوة ..؛ وإذا كان لاشيء ُيكافح إجرام الدكتاتور غير إجرام الشعب ، فما أعظم أن يكون الشعب مجرماً !! .. على الشعوب العربية أن تفتح عقلها على المقاومة .. أن تخلع أحذيتها الضيقة ! .. ؛ وان تجرى ، دون صُراخ ، نحو الحرية !.. وأياً كانت قوة الدكتاتور ، فانه -لامحالة - يسقط في معركة الشعب ؛ .. إن الوحش الذي يخيف ألف عبد ، لايُخيف رجلا ممتلئاً بالحرية !. ) وللحديث بقية ..
تحقق في هذا الجرذي المدعوا معمر القذافي ( مدمر القتالي ) طغيان فرعون الذي استخف بقومة فاطاعوه ولكن الشعب الليبي نحسبهم والله حسيبهم من عباد الله الصالحين الاحرار الذين لم يقبلوا بالظلم والقهر والاستعباد فخرجوا على هذا الطاغية المعقد السفاح فلا نامت اعين الجبناء العملاء المتحذلقين الطاغين الدمويين .. وفي النهاية الحر لا يقبل لغيره مهانه وللاشلاء بقايا
ردحذف