الطــاغـــوت القذافي
| إني هجوتُ وما أظني فاعلا | ومايفعلُ الكحالُ في العميان |
| مايفعلِ الشعرُ بكَ في هجوه | فهجائُكَ والمدح هو سيان |
| أما الهجاءُ فلو جمعنا هجوهم | شعراؤها العربُ مدىَ الأزمان |
| وجاءَ النوابغُ رافعين لواؤهم | وجئنا به من قصرهِ النعمان |
| وأبوبصيرٍ جاءَ من حانوته | صناجةَ العرب لدى الإعلان |
| إذ ضاعَ شعرُ الجاهلية كلهم | وسقطت قريحتهم على العربان |
| ولوقامَ ثالوثُ الهجاءِ بهجوك | لبائوا ورجعوا منكَ بالخسران |
| إذ ضاعَ شعرهمُ على أمثالك | وتركوا القوافي إذ لم تعد بمعان |
| وأضاعها بين اللغات تراثنا | ذاك الفرزدقُ إذ لايكون بشأن |
| وجريرُ ضاعَ في أهاجي شعره | بل غضَّ طرفا من بني عبدان |
| والتغلبيُّ ضاعَ بين ديارها | الأخطلُ المعروف من نجران |
| أما الحطيئة فلم يكن بأتانه | سباقُ هجوٍ بشعرهِ الميدان |
| ولو قامَ ابن الرومي فيك هاجيا | لفقدَ لواءَ الهجوِ في الميدان |
| إذ لايكونُ لشعرهِ معنى له | وبجهلكَ تزهوُ على الميدان |
| وحمادُ عجرد وبشار كلاهما | سقطت قوافيهم على النهران |
| ولو ضاعَ أحمدُ عيده في عيدك | مارُفع شانهم بني حمدان |
| وأضاعها بين الخلائقِ دُرره | وهجاؤه كافورُ في الميدان |
| لو كانَ يعلمُ آدم في غيبه | من نسلهِ تأتيه بعدَ زمان |
| حواءُ كانت بالطلاقِ البائن | وخلتِ العوالمُ من بني الإنسان |
| وتبرأت منكَ الخلائق كلها | حتى الدوابُ منهم والجان |
| طاغوت أحمق ذو أصول غريبةٍ | من جنسِ فنحاصٍ على الأزمان |
| كذابُ أشرٍ لامثيلَ لجنسه | أعمىَ يقودُ ممسوخة عميان |
| قردَ القرودِ للأفارقةِ الأولى | تجثو على أجسادها الغربان |
| أما النفاقُ فقد بلغتَ بشأنه | حدا يفوقُ تصور الثقلان |
| الأنس برأت والدوابُ تلاعنت | وحدا بهم في نهجهِ الشيطان |
| إبليسُ أعلنَ في وقائعِ خطبة | وحثا التراب بملئها اليدان |
| أني بريء فاشهدوا لي كلكم | يامعشرَ الثقلينِ للديان |
| من إتهامي محضُ زورٍ وباطلٍ | بأني شبيهُ معمر الولهان |
| فانا أخذتُ إجازة بين الورى | وسلمتُ أعمالي له في الشأن |
| قلدتَ أخوالا لك في خبثهم | وبنقذهم للعهدِ في الأحيان |
| أحللتَ الزنا والربا متعمدا | بتبوء الإفتاءُ في الأديان |
| فقلدتهم سفها ولكن فقتهم | فلم يستحلوها على الإخوان |
| بالدّمِ كانوا يخلطون فطيرهم | وشربتَهُ كأسا بلا أثمان |
| أما الوساخة فلا مجالَ لوصفها | قد لا تجد في كتبنا عنوان |
| أن قد نكونُ ظالمين لهم | الخنازيرُ منه في أجلِ الشأن |
| ونادوا جميعا يامعاشرُ كلنا | سمعا تلونا بيانهُ الإعلان |
| مُسخنا بخلقٍ وليس ذا من ذنبنا | ودجالكم ممسوخُ في القرآن |
| أما الخداعُ قد فاقَ في أسلوبه | ترائي السرابَ بصحرائهِ العطشان |
| التبذيرُ والإسرافُ في قاموسه | قد فاقَ في شيطانها الولهان |
| في الماءِ كان تبذيره متفردا | وتبذيرك قد فاقَ في الحسبان |
| بددتَ أموالَ العبادِ جميعها | حتى تُروي نوازغَ الشيطان |
| من أجل سحرٍ قد انقلبتَ بسحره | والله صيركَ الى الخذلان |
| قد صرتَ قردهم قرود إفريقيا | ورجعتَ فيه بطبعك الحيوان |
| الوسواسُ نلتَ مبلغا من شأنه | تخطيتَ خنزب صاحب البهتان |
| وسواسُ خنزب قد نحاول دحره | بكلمة أعوذُ به من الشيطان |
| وسواسهُ الدجالُ صعب دفعه | كيف السبيلُ لدفع شيطانان |
| أما الشرورُ فلو جمعنا فعلهم | أفعالُ كل الخلقِ في الميزان |
| وجئنا بلغة العدِ نضرب أسهم | في مالا نهاية لنجمعِ العددان |
| لتبعثرت لغةُ الحساب واسقط علمنا | في حد شركِ في بني الإنسان |
| أما الجهالة فلو أتينا بجهلهم | أعلامها الجهال في الميدان |
| من كل قرنٍ في الخلائقِ كلها | وزدنا على أضعافها الحيوان |
| لم يبلغوا معشار ما أوتيته | وصاروا مقارنة بك علمان |
| أما الغباوة فقد قفزت عليهم | كلُّ الحميرِ من بني نجران |
| وإنا لنربوا أن يكونوا حميرنا | أبناء يعربُ من بني قحطان |
| أما التخايل فقد تنادى كلهم | طواويسُ كوكبنا على الأزمان |
| أن أنزعوه الريشُ من أجسادكم | فقد بؤنا من الدجالِ بالخسران |
| تخطت ملابسهُ العجائب كلها | دجالُ يزهو في عمى الألوان |
| إن التكبر كان نزغة حكمه | وتكبرا ممزوج بالكفران |
| فرعونُ هذا العصر أو نمروده | بل فاق سُخفا منهم الاثنان |
| في سحرهِ جمع سواحر مصره | وسُحَّارك جُلبوا من البلدان |
| النيل أجراه بسلاسةٍ فرعونه | والدجالُ غصبا إدعى الجريان |
| النمرودُ شخصا إدعى إحياؤه | وبالشمس أُفحم وأعلن الخذلان |
| والدجال قد وهب الحياة جميعها | لكل شعوب الأرض بالهذيان |
| بل فاق حدا للجنون فصوره | قد زُينت بسمائها القمران |
| والحقدُ فاق العالمين جميعهم | كحقد اليهودِ على بني الإنسان |
| لوجُمعت الأفيال من غاباتها | والابلُ من صحرائها السودان |
| لم يبلغوا معشار مااوتيته | فالحقد عندك فاق كلُّ جنان |
| وإنا لنبرأَ كلنا وجميعنا | الأحرارُ في ليبيا بكلِ مكان |
| من هؤلاء المجرمين جميعهم | من عبدة الطاغوتِ والشيطان |
| الأمنُ كلهم جميعهم فجرة | "الخارجيُ"و"الداخليُ" فكلهم سيان |
| ولجانهم المدعوةُ "الثورية" | والمسماةُ "التصفية" إخوان الشيطان |
| وكتائبُ الأمن التي كانت يدا | تحمي الطواغيت يكل مكان |
| نبرأ إليك ربنا وإلهنا | من كل شخص تحتهم بمعان |
| وادعوا أحرارها ليبيا التي | قامت لأجلهم ثورة البنيان |
| أن لايتركوهم يذهبون سدى | بفعل ما أقترفوا من العدوان |
| قتلا وتعذيبا وحبسا وشنقا | جهارا نهارا في غرةِ الرمضان |
| فكلٌّ ينالُ جزاؤه وعقابه | بما اقترفت يداه من عظيم الجان |
| وأختم كلامي بالدعاء فأمنوا | برفع الأيادي كلنا يااخوان |
| اللهُ يرحمهم جميعا كلهم | شهدائنا الأبرار في الميدان |
| وكلُّ من ذهبت نقية روحه | فداءً لعزة أهلها الأوطان |
| وكلُّ الذين في السجونِ قضوا | وشهداءُ أبوسليم في القضبان |
| وأولئك النفر الذين أُعدموا | ظلما وشنقا في شهره رمضان |
| ندعوك ربي أن يكون مكانهم | جناتُ عدن في لواء الرحمن |
أبو أيوب الأصيبعي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق