الأربعاء، 11 مايو 2011

هل السلفيون في ليبيا يقفون مع القذافي...؟! دعوة إلى اإلنصاف‬





‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل حق محده وأوفاه، والصالة والسالم على رسول اهلل، نبينا زلمد وعلى آلو‬
‫ّ‬
‫وصحبو ومن وااله، أما بعد:‬
‫ّ‬
‫فال بارك اهلل يف الفتنة وال فيمن أيقظها، فإهنا إذا وقعت التبس احلق بالباطل، واختلط‬
‫على كثري من الناس متييز فريق أىل الصدق من غريه، كثرت الدعاوى وقلّت البينات،‬
‫و‬
‫و(( لو يعطى الناس بدعواىم الدعى أناس أموال قوم ودماءىم، لكن البينة على ادلدعي‬
‫واليمني على من أنكر))‬
‫وإن من الفنت العظام اليت ألـمت بادلسلمني يف ليبيا ىذه األحداث اجلسام اليت يعرفها‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫اجلمي،، ويروهنا ويسمعوهنا، وقد التبست فيها أمور على كثريين، واختلطت فيها مسائل‬
‫ِ‬
‫على آخرين، لـما قل اإلنصاف، وأُغفل حسن الظن بني الناس، فتبادل الناس التّهم‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫باخليانة والعمالة والتخذيل والتقاعس، وتنازعوا ألقاب الشرف والفخر ومنعوىا عن غريىم،‬
‫وادعى كل لنفسو ويف غريه ما اشتهى وأراد، وإدنا دخلت اآلفة على من دخلت عليو‬
‫ّ‬
‫بسبب التعميم واإلمجال، وإذا كان اإلنصاف وتفصيل احلقوق مطلباً شرعياً عاماً، فهو‬
‫مطلب خاص متأكد يف الفنت ادلدذلمات.‬
‫فلقد رأينا ومسعنا من عمم القول بذم قبيلة أو أىل منطقة بأسرىا بسبب موقف‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫متخاذل من بعض أبنائها، ورأينا من ألغى تارخياً مشرقا لبعض القبائل بشؤم جره بعض‬
‫ّ‬
‫األحفاد على األجداد، كل ىذا ليس من اإلنصاف يف شيء، ألن التعميم يف ىذا ادلقام‬
‫و ّ‬
‫باطل‬
‫مث بإزاء ذلك رأينا رؤوساً كثرية تتطاول من داخل البالد وخارجها لتدعي لنفسها‬
‫ّ‬
‫األيادي البيضاء على البالد وأىلها، وبرؤوا أنفسهم من العيب الذي نسبوه إىل غريىم،‬
‫ّ‬
‫وادعوا ألنفسهم تارخيا مل يكتبوه، وحاضراً مل يصنعوه، وىذا أيضاً لون آخر من الباطل،‬
‫يقوم على االنتهازية وغلبة احلظوظ النفسية وادلصاحل الشخصية.‬


‫1‬


‫وبني ىذين الفريقني جتاذبت أيد كثريٌ حبل ادلزايدة بالوطنية والوفاء للوطن، وصارت‬
‫ٍ ة‬
‫أومسة الوطنية متنح لفئات ومتن، عن آخرين، حبق وإنصاف تارة، وبغي وإجحاف تارات‬
‫ّ‬
‫وتارات.‬
‫وقد أصاب الدعوة السلفية وأىلها من قلة اإلنصاف ما أصاهبا، فعدىا بعض الناس‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫كة عميلة، مستميتة يف الدفاع عن القذايف كتائبو، وطغت أقالم آخرين فنسبوا السلفية‬
‫و‬
‫حر‬
‫وأىلها إىل الكفر واليهودية يف ألفاظ أخرى، وال حيتاج العاقل ادلنصف إال إىل وقفة تأمل‬
‫قصرية لريى جليّاً براءة السلفية وأىلها من ىذه التهمة؛ اليت محل عليها اجلهلُ بالواق، وقلّة‬
‫اإلنصاف أحياناً، وادلغالطة الظاىرة أو العداوة اخلفية أحياناً أخرى.‬
‫إن من أساء الظن بالسلفيني ال خيلو أن يكون بٌت ظنو على واحد من عدة أمور:‬
‫ّ‬


‫األول: ما تبثو قنوات القذايف السمجة، وإعالمو ادلتهالك، من مسرحيات رخيصة‬
‫لبعض البيادق اخلضراء اليت تدعي السلفية، وتدعو إىل طاعة ويل أمر موىوم.‬
‫ّ‬
‫واالعتماد على ىذا األمر ال جيوز، لسببني:‬
‫ُ‬


‫أحدهما: أننا متفقون مجيعا على أن القذايف خيوض حربا إعالمية دنيئة، مهمتها قلب‬
‫احلقائق وتشويو الواق،، فمن أراد أن جيعل ما تقدمو ىذه القنوات دليال وحجة مقبولة‬
‫فليصدق إذن بوجود مجاعات إرىابية يف مصراتة والزنتان، تغتصب النساء وتدمر ادلساجد،‬
‫ّ ْ‬
‫بل ليصدق بتلك اجلبال ادلًتاكمة من حبوب اذللوسة اليت أكلها الكبار قبل الصغار يف‬
‫بنغازي والشرق كلو، ويف الزاوية ويفرن ونالوت، بل يف فشلوم وتاجوراء وسوق اجلمعة.‬
‫وال أظن عاقال منصفا يصدق ىذه الًتىات، فمن متام العقل واإلنصاف أن ال‬
‫يصدق أحد ىذه الكذبة اليت يروجها القذايف وقنواتو؛ من أن السلفيني جنده وأنصاره،‬
‫وىذا ظاىر بني ال حيتاج إىل مزيد بيان.‬
‫ّ‬


‫والسبب الثاني الذي جيعل ادلنصف يرد ما تبثو ىذه القنوات عن السلفية وأىلها:‬
‫ّ‬


‫2‬


‫ىو أهنا ال تقدم للناس إال ثالثة أشخاص أو أربعة؛ يدندنون باسم الدين والسلفية، وقبل‬
‫أن خنوض يف أشخاصهم وحقيقة أفكارىم وما ىم عليو( ) فإن اإلنصاف يقتضي أن ال‬
‫حنصر رأي السلفية يف ىذه الشرذمة الضئيلة.‬
‫وإال فادلشايخ السلفيون الليبيون بالعشرات، وطالب العلم منهم بادلئات، والشباب‬
‫الذين يدينون هبا وينتصرون ذلا باآلالف، فهل من احلق أن حنصر رأي السلفيني يف‬
‫ّ‬
‫تفاىات بيدق أو بيدقني أو ثالثة؟!‬
‫مثّ ىذه الشرذمة اليت تظهر يف قنوات القذايف ليس فيهم عامل مشهود لو بالعلم، وال‬
‫فاضل عاقل مشهود لو بالعقل والفضل، وال ىم من محلة الشهادات العليا، أو ادلدرسني‬
‫يف ادلعاىد أو اجلامعات، وال يعرفون بتدريس يف ادلساجد وال بتأليف صحيح، بل ىم‬
‫أغمار أغرار، مل يعرفهم أكثر الناس إال يف ىذه الفتنة، وفيهم من ىو منافق ال يدين‬
‫بالسلفية وال يعتقدىا، لكنو يتظاىر هبا حلاجة يف نفسو( ).‬
‫أضف إىل ذلك أن قلّة قليلة منهم ال يستبعد أن تكون رفِعت فوق أعناقهم سيوف‬
‫اإلكراه، أو المست ظهورىم سياط التعذيب واإلرىاب.‬
‫ْ َ‬
‫وإذا كان ىذا الكالم فيمن يظهرون على القنوات على أهنم شيوخ وطالب علم،‬
‫فأوىل يف بعض الشباب اجلهال الذين ال رأي ذلم وال علم.‬
‫إنك إذا أنصفت أخي القارئ علمت أن ما تبثو قنوات اجملرم ما ىي إال زلاولة أخرى‬
‫َ‬
‫ع الفتنة بني الناس، وضرب دلثقفيو ومفكريو بعضهم ببعض، والصواب أن ال تؤخذ آراء‬
‫لزر‬
‫أحد من موقف واحد ال تعرف ظروفو، بل من تاريخ حافل وحاضر متكامل.‬


‫األمر الثاني من األمور اليت قد يعتمد عليها من يسيء الظن بالسلفيني: ىو بعض‬


‫( ) سريى اجلمي، قريبا حقيقة ىؤالء ادلتكلمني باسم السلفية؛ فرداً فرداً، السيما (علي بو صوة، وعثمان غريبة، ومحود‬
‫العنزي شيخ الفجأة).‬
‫( ) مثل عبد السالم العفشوك؛ ىذا النكرة الذي ظهر خطيباً وإماما يف مساجد القذايف وجنائز أتباعو، فإنو رجل‬
‫معروف بعدائو للسلفيني، ووالئو للجان الثورية، وىو شارب دخان متظاىر بو، فهل من اإلنصاف أن تنسب أقوال‬


‫مثل ىذا للسلفيني..؟!‬


‫3‬


‫الفتاوى اليت صدرت من شيوخ أو طالب علم حيسبون على السلفية، ومن األمساء اليت‬
‫نسبت إليها فتاوى على التلفزيون اللييب يف ىذا األمر: الشيخ زلمد ىادي مدخلي،‬
‫والشيخ عبد الرمحن زلي الدين، والنكرة اجملهول محود بن ناف، العنزي، ويف أول األمر متسح‬
‫النظام ببعض الفتاوى العامة للشيخ صاحل بن فوزان الفوزان والشيخ ربي، ادلدخلي.‬
‫وليس دلن حكم عقلو وأنصف حجة يف ىذا األمر، لسببني:‬
‫ّ‬


‫األول: أننا نتحدى ىؤالء اجلهلة ادلتمسحني بالسلفية أن يأتوا بفتوى لعامل واحد‬
‫مشهور يقول فيها بوجوب طاعة القذايف، وأنو ويل أمر ال جيوز اخلروج عليو، وأن الثوار‬
‫مباحوا الدماء خلروجهم عن طاعتو، بل غاية ما نقلوه إما فتوى حترم ادلظاىرات عموماً –‬
‫وىذا رأي فقهي موجود ليس ألحد أن ينكره-، وإما فتوى تؤصل لطاعة والة األمر‬
‫بادلعروف، وىي فتوى ال عالقة ذلا بالقذايف من قريب أو بعيد.‬
‫ىذا باستثناء النكرة محود العنزي الذي مسعنا أنو أفىت بفتاوى تشيب ذلا الرؤوس؛‬
‫نصرة للمجرم القذايف، والعتب يف ىذا ليس على السلفيني بل على من صدق أنو من‬
‫شيوخ السلفيني، وما ىو يف احلقيقة إال نكرة رلهول، من (بدون)( ) الكويت، ال يعرفو‬
‫حىت السلفيون أنفسهم، وإدنا ىو رلرم باع دينو يف صفقة واحدة م، أخيو اجملرم األكرب‬
‫علي بو صوة‬


‫والسبب الثاني: ىو أن السلفية ذلا رموزىا وعلماؤىا ادلعروفون، يف ليبيا والسعودية‬
‫والكويت والشام وغريىا من البالد ، ومن الظلم أن خيتزل رأي ىؤالء مجيعا يف رأي واحد‬
‫أو اثنني؛ غاية ما يقال يف فتواىم إهنا اجتهاد خيصهم وال ديثل رأي غريىم.‬
‫ويضاف إىل ذلك أن ىذه القنوات ليست مأمونة يف أي شيء تقدمو، فمن الذي‬
‫يضمن لنا عدم تالعبها هبذه الفتاوى والتسجيالت اليت تعرضها؟!‬


‫األمر الثالث: تبنّت شرحية من الشباب السلفيني يف طرابلس وغريىا احلياد واعتزال‬


‫( ) بدون الكويت ىم من ال حيملون اجلنسية الكويتية م، أهنم مولودون فيها.‬


‫4‬


‫الفتنة ولزوم البيوت، وىؤالء ال تثريب عليهم من جهة أهنم استفتوا من وثقوا فأفتاىم‬
‫بذلك، واهلل حسيبنا وحسيبهم، وادلطل، على سرائرنا وسرائرىم.‬
‫وليعلم أن موقف ىؤالء يقابلو موقف ادلئات بل اآلالف من الشباب السلفيني يف‬
‫ادلناطق احملررة وغري احملررة، ممن أعلنوا أهنم م، الشعب ال م، اجملرم، وفيهم من احلرقة على‬
‫الدين والوطن، والغرية على األعراض واحلرمات ما ليس عند كثري ممن عداىم.‬


‫ىذه األمور الثالثة ىي أىم ما ديكن أن يكون قد تعلق بو بعض من أساء الظن‬
‫بالسلفية وأىلها، ومن كان منصفا ستتبدد ظنونو بعد قراءة ىذه السطور.‬
‫ّ‬
‫وال ج أن أذكر الناسي، وأنبو الغافل إىل أن السلفيني ىم أكثر الناس تضرراً من‬
‫حر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫القذايف ونظامو، فادلربعات األمنية وىيئة مكافحة الزندقة مل تعن يف السنوات األخرية إال‬
‫هبم، وضحايا القذايف من السلفيني قتالً وسجناً ىم أكثر من أي شرحية أخرى.‬
‫ّ‬
‫وأيضاً فاجلبهة يف الشرق والغرب مليئة بالسلفيني الشرفاء األشاوس، يذودون عن‬
‫الدين والوطن واحلرمات كما يفعل غريىم.‬
‫والفتاوى اليت صدرت من بعض العلماء بوجوب التخلص من القذايف، والتالحم‬
‫ضده، مل يستخرجها علي بو صوة وال الساعدي القذايف، بل استخرجها السلفيون‬
‫الشرفاء.‬
‫ومحالت اإلغاثة داخل البالد وخارجها قام عليها السلفيون كما قام غريىم، وىم‬
‫حيملون ّ الوطن كما حيملو غريىم.‬
‫ىم‬
‫فال رلال للمزايدة، وقليالً من اإلنصاف يا إخواين فإنو خلق نبيل‬
‫والسالم عليكم ورمحة اهلل‬


‫القائمون على صفحة "الدعوة السلفية يف ليبيا" على الفيسبوك‬


‫5‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق