بسم اهلل الرمحن الرحيم
احلمد هلل حق محده وأوفاه، والصالة والسالم على رسول اهلل، نبينا زلمد وعلى آلو
ّ
وصحبو ومن وااله، أما بعد:
ّ
فال بارك اهلل يف الفتنة وال فيمن أيقظها، فإهنا إذا وقعت التبس احلق بالباطل، واختلط
على كثري من الناس متييز فريق أىل الصدق من غريه، كثرت الدعاوى وقلّت البينات،
و
و(( لو يعطى الناس بدعواىم الدعى أناس أموال قوم ودماءىم، لكن البينة على ادلدعي
واليمني على من أنكر))
وإن من الفنت العظام اليت ألـمت بادلسلمني يف ليبيا ىذه األحداث اجلسام اليت يعرفها
ّ
ّ
اجلمي،، ويروهنا ويسمعوهنا، وقد التبست فيها أمور على كثريين، واختلطت فيها مسائل
ِ
على آخرين، لـما قل اإلنصاف، وأُغفل حسن الظن بني الناس، فتبادل الناس التّهم
ّ
ّ ّ
باخليانة والعمالة والتخذيل والتقاعس، وتنازعوا ألقاب الشرف والفخر ومنعوىا عن غريىم،
وادعى كل لنفسو ويف غريه ما اشتهى وأراد، وإدنا دخلت اآلفة على من دخلت عليو
ّ
بسبب التعميم واإلمجال، وإذا كان اإلنصاف وتفصيل احلقوق مطلباً شرعياً عاماً، فهو
مطلب خاص متأكد يف الفنت ادلدذلمات.
فلقد رأينا ومسعنا من عمم القول بذم قبيلة أو أىل منطقة بأسرىا بسبب موقف
ّ
ّ
ٍ
متخاذل من بعض أبنائها، ورأينا من ألغى تارخياً مشرقا لبعض القبائل بشؤم جره بعض
ّ
األحفاد على األجداد، كل ىذا ليس من اإلنصاف يف شيء، ألن التعميم يف ىذا ادلقام
و ّ
باطل
مث بإزاء ذلك رأينا رؤوساً كثرية تتطاول من داخل البالد وخارجها لتدعي لنفسها
ّ
األيادي البيضاء على البالد وأىلها، وبرؤوا أنفسهم من العيب الذي نسبوه إىل غريىم،
ّ
وادعوا ألنفسهم تارخيا مل يكتبوه، وحاضراً مل يصنعوه، وىذا أيضاً لون آخر من الباطل،
يقوم على االنتهازية وغلبة احلظوظ النفسية وادلصاحل الشخصية.
1
وبني ىذين الفريقني جتاذبت أيد كثريٌ حبل ادلزايدة بالوطنية والوفاء للوطن، وصارت
ٍ ة
أومسة الوطنية متنح لفئات ومتن، عن آخرين، حبق وإنصاف تارة، وبغي وإجحاف تارات
ّ
وتارات.
وقد أصاب الدعوة السلفية وأىلها من قلة اإلنصاف ما أصاهبا، فعدىا بعض الناس
َ
ّ
كة عميلة، مستميتة يف الدفاع عن القذايف كتائبو، وطغت أقالم آخرين فنسبوا السلفية
و
حر
وأىلها إىل الكفر واليهودية يف ألفاظ أخرى، وال حيتاج العاقل ادلنصف إال إىل وقفة تأمل
قصرية لريى جليّاً براءة السلفية وأىلها من ىذه التهمة؛ اليت محل عليها اجلهلُ بالواق، وقلّة
اإلنصاف أحياناً، وادلغالطة الظاىرة أو العداوة اخلفية أحياناً أخرى.
إن من أساء الظن بالسلفيني ال خيلو أن يكون بٌت ظنو على واحد من عدة أمور:
ّ
األول: ما تبثو قنوات القذايف السمجة، وإعالمو ادلتهالك، من مسرحيات رخيصة
لبعض البيادق اخلضراء اليت تدعي السلفية، وتدعو إىل طاعة ويل أمر موىوم.
ّ
واالعتماد على ىذا األمر ال جيوز، لسببني:
ُ
أحدهما: أننا متفقون مجيعا على أن القذايف خيوض حربا إعالمية دنيئة، مهمتها قلب
احلقائق وتشويو الواق،، فمن أراد أن جيعل ما تقدمو ىذه القنوات دليال وحجة مقبولة
فليصدق إذن بوجود مجاعات إرىابية يف مصراتة والزنتان، تغتصب النساء وتدمر ادلساجد،
ّ ْ
بل ليصدق بتلك اجلبال ادلًتاكمة من حبوب اذللوسة اليت أكلها الكبار قبل الصغار يف
بنغازي والشرق كلو، ويف الزاوية ويفرن ونالوت، بل يف فشلوم وتاجوراء وسوق اجلمعة.
وال أظن عاقال منصفا يصدق ىذه الًتىات، فمن متام العقل واإلنصاف أن ال
يصدق أحد ىذه الكذبة اليت يروجها القذايف وقنواتو؛ من أن السلفيني جنده وأنصاره،
وىذا ظاىر بني ال حيتاج إىل مزيد بيان.
ّ
والسبب الثاني الذي جيعل ادلنصف يرد ما تبثو ىذه القنوات عن السلفية وأىلها:
ّ
2
ىو أهنا ال تقدم للناس إال ثالثة أشخاص أو أربعة؛ يدندنون باسم الدين والسلفية، وقبل
أن خنوض يف أشخاصهم وحقيقة أفكارىم وما ىم عليو( ) فإن اإلنصاف يقتضي أن ال
حنصر رأي السلفية يف ىذه الشرذمة الضئيلة.
وإال فادلشايخ السلفيون الليبيون بالعشرات، وطالب العلم منهم بادلئات، والشباب
الذين يدينون هبا وينتصرون ذلا باآلالف، فهل من احلق أن حنصر رأي السلفيني يف
ّ
تفاىات بيدق أو بيدقني أو ثالثة؟!
مثّ ىذه الشرذمة اليت تظهر يف قنوات القذايف ليس فيهم عامل مشهود لو بالعلم، وال
فاضل عاقل مشهود لو بالعقل والفضل، وال ىم من محلة الشهادات العليا، أو ادلدرسني
يف ادلعاىد أو اجلامعات، وال يعرفون بتدريس يف ادلساجد وال بتأليف صحيح، بل ىم
أغمار أغرار، مل يعرفهم أكثر الناس إال يف ىذه الفتنة، وفيهم من ىو منافق ال يدين
بالسلفية وال يعتقدىا، لكنو يتظاىر هبا حلاجة يف نفسو( ).
أضف إىل ذلك أن قلّة قليلة منهم ال يستبعد أن تكون رفِعت فوق أعناقهم سيوف
اإلكراه، أو المست ظهورىم سياط التعذيب واإلرىاب.
ْ َ
وإذا كان ىذا الكالم فيمن يظهرون على القنوات على أهنم شيوخ وطالب علم،
فأوىل يف بعض الشباب اجلهال الذين ال رأي ذلم وال علم.
إنك إذا أنصفت أخي القارئ علمت أن ما تبثو قنوات اجملرم ما ىي إال زلاولة أخرى
َ
ع الفتنة بني الناس، وضرب دلثقفيو ومفكريو بعضهم ببعض، والصواب أن ال تؤخذ آراء
لزر
أحد من موقف واحد ال تعرف ظروفو، بل من تاريخ حافل وحاضر متكامل.
األمر الثاني من األمور اليت قد يعتمد عليها من يسيء الظن بالسلفيني: ىو بعض
( ) سريى اجلمي، قريبا حقيقة ىؤالء ادلتكلمني باسم السلفية؛ فرداً فرداً، السيما (علي بو صوة، وعثمان غريبة، ومحود
العنزي شيخ الفجأة).
( ) مثل عبد السالم العفشوك؛ ىذا النكرة الذي ظهر خطيباً وإماما يف مساجد القذايف وجنائز أتباعو، فإنو رجل
معروف بعدائو للسلفيني، ووالئو للجان الثورية، وىو شارب دخان متظاىر بو، فهل من اإلنصاف أن تنسب أقوال
مثل ىذا للسلفيني..؟!
3
الفتاوى اليت صدرت من شيوخ أو طالب علم حيسبون على السلفية، ومن األمساء اليت
نسبت إليها فتاوى على التلفزيون اللييب يف ىذا األمر: الشيخ زلمد ىادي مدخلي،
والشيخ عبد الرمحن زلي الدين، والنكرة اجملهول محود بن ناف، العنزي، ويف أول األمر متسح
النظام ببعض الفتاوى العامة للشيخ صاحل بن فوزان الفوزان والشيخ ربي، ادلدخلي.
وليس دلن حكم عقلو وأنصف حجة يف ىذا األمر، لسببني:
ّ
األول: أننا نتحدى ىؤالء اجلهلة ادلتمسحني بالسلفية أن يأتوا بفتوى لعامل واحد
مشهور يقول فيها بوجوب طاعة القذايف، وأنو ويل أمر ال جيوز اخلروج عليو، وأن الثوار
مباحوا الدماء خلروجهم عن طاعتو، بل غاية ما نقلوه إما فتوى حترم ادلظاىرات عموماً –
وىذا رأي فقهي موجود ليس ألحد أن ينكره-، وإما فتوى تؤصل لطاعة والة األمر
بادلعروف، وىي فتوى ال عالقة ذلا بالقذايف من قريب أو بعيد.
ىذا باستثناء النكرة محود العنزي الذي مسعنا أنو أفىت بفتاوى تشيب ذلا الرؤوس؛
نصرة للمجرم القذايف، والعتب يف ىذا ليس على السلفيني بل على من صدق أنو من
شيوخ السلفيني، وما ىو يف احلقيقة إال نكرة رلهول، من (بدون)( ) الكويت، ال يعرفو
حىت السلفيون أنفسهم، وإدنا ىو رلرم باع دينو يف صفقة واحدة م، أخيو اجملرم األكرب
علي بو صوة
والسبب الثاني: ىو أن السلفية ذلا رموزىا وعلماؤىا ادلعروفون، يف ليبيا والسعودية
والكويت والشام وغريىا من البالد ، ومن الظلم أن خيتزل رأي ىؤالء مجيعا يف رأي واحد
أو اثنني؛ غاية ما يقال يف فتواىم إهنا اجتهاد خيصهم وال ديثل رأي غريىم.
ويضاف إىل ذلك أن ىذه القنوات ليست مأمونة يف أي شيء تقدمو، فمن الذي
يضمن لنا عدم تالعبها هبذه الفتاوى والتسجيالت اليت تعرضها؟!
األمر الثالث: تبنّت شرحية من الشباب السلفيني يف طرابلس وغريىا احلياد واعتزال
( ) بدون الكويت ىم من ال حيملون اجلنسية الكويتية م، أهنم مولودون فيها.
4
الفتنة ولزوم البيوت، وىؤالء ال تثريب عليهم من جهة أهنم استفتوا من وثقوا فأفتاىم
بذلك، واهلل حسيبنا وحسيبهم، وادلطل، على سرائرنا وسرائرىم.
وليعلم أن موقف ىؤالء يقابلو موقف ادلئات بل اآلالف من الشباب السلفيني يف
ادلناطق احملررة وغري احملررة، ممن أعلنوا أهنم م، الشعب ال م، اجملرم، وفيهم من احلرقة على
الدين والوطن، والغرية على األعراض واحلرمات ما ليس عند كثري ممن عداىم.
ىذه األمور الثالثة ىي أىم ما ديكن أن يكون قد تعلق بو بعض من أساء الظن
بالسلفية وأىلها، ومن كان منصفا ستتبدد ظنونو بعد قراءة ىذه السطور.
ّ
وال ج أن أذكر الناسي، وأنبو الغافل إىل أن السلفيني ىم أكثر الناس تضرراً من
حر
ّ
ّ
القذايف ونظامو، فادلربعات األمنية وىيئة مكافحة الزندقة مل تعن يف السنوات األخرية إال
هبم، وضحايا القذايف من السلفيني قتالً وسجناً ىم أكثر من أي شرحية أخرى.
ّ
وأيضاً فاجلبهة يف الشرق والغرب مليئة بالسلفيني الشرفاء األشاوس، يذودون عن
الدين والوطن واحلرمات كما يفعل غريىم.
والفتاوى اليت صدرت من بعض العلماء بوجوب التخلص من القذايف، والتالحم
ضده، مل يستخرجها علي بو صوة وال الساعدي القذايف، بل استخرجها السلفيون
الشرفاء.
ومحالت اإلغاثة داخل البالد وخارجها قام عليها السلفيون كما قام غريىم، وىم
حيملون ّ الوطن كما حيملو غريىم.
ىم
فال رلال للمزايدة، وقليالً من اإلنصاف يا إخواين فإنو خلق نبيل
والسالم عليكم ورمحة اهلل
القائمون على صفحة "الدعوة السلفية يف ليبيا" على الفيسبوك
5
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق