الأحد، 10 أبريل 2011

عبدالنبى أبوسيف ياسين :هل سنصمد أمام هجمات المساومة الآتية؟

نحن نعيش فى عالم.. لا يحكمه قانون الغاب وحده.. ففى الغاب على الأقل، الوحوش تأكل لكي تشبع.. ولكن، فى عالمنا البشرى..  هناك وحوش لا تشبع.. مهما أكلت ومهما أهلكت من ضحايا.

مناضلون عزّل.. سلاحهم الوحيد هو الإيمان بعدالة قضيتهم
بالتأكيد.. إنّ ما سأسطره هنا.. لا يستند، على إثباتات من أي نوع.. وإنما هو مبنيّ على مواقف ونتائج وبديهيات واستنتاجات، أتحمّل وحدى، كامل مسئوليتها.
فبعدما أن قادت أمريكا –  قولاً وفعلاً –  عملية إزالة الشرعية السياسية.. وإزالة القوّة العسكرية.. لنظام القذافى وبالقوّة إن اختار.. اختارت بعدها أمريكا وبعجل.. أن تتخذ موقف المُشارك (الآخر).. فحسب!
إذ قرّرت أمريكا، وبإرادتها.. ترك قيادة العمليات العسكرية – وحتى السياسية – تُجاه ليبيا، لغيرها من الحلفاء.. وكأنها تتحدّاهم.. على تغيير سير المعارك بدونها؟
كما أنها ، قد تكون.. تردّ على كلّ من أعطى من شعبنا.. الجميل وكلّ الجميل للدور الفرنسى بالذات!..
دون الإشارة لدور أمريكا الأكبر فى كلّ العمليات العسكرية.. (وهى أكثر من 65%) من مجموع الطلعات الهجومية فوق سماء ليبيا.. إضافة إلى تدمير وسائل الدفاع الجوى والقدرات الجوية للنظام.. بنسبة أكثر من 95% من قبل صواريخ الـ توماهوك الأمريكية .. ناهيك عن طائرات "الأواكس" للإستطلاع.. وطائرات مد الوقود لطائرات  الحلفاء.. والآن طائرات الناتو.. وكذلك أسلحة التشويش.. وغيرها الكثير مما لا نعلم.
ربما كلّ ما تريده أمريكا الآن.. من حلفائها فى أوروبا وفى الناتو.. وعلى رأسها فرنسا.. هو الإستغاثة بها لنجدتهم مرّة أخرى.. وربما هو أيضاً.. لويّاً لذراع مجلسنا الوطنى الإنتقالى؟.. حتى أن لا يبالغ كثيراً.. فى تمجيد الدور الفرنسى وحده.. وبأن يعطى لكل صاحب فضل حقه من الإمتنان.. أو كما نقول بالعامية:
" قرعتها من الشكيرة".
وربما أن السيناريو الأسوأ .. هو انتظار الشعب الليبي لأن يطلب (صراحةً).. لتدخّل القوات الأمريكية وحلفائها المقرّبون.. لحسم الصراع العسكرى على الأرض وليس السماء.. لصالح الشعب الليبي.. وللقضاء نهائياً على نظام وأسرة القذافى.
فهم يرون أن الشعب الليبي.. وتركه بدون تسليح.. سوف يجعله غير قادر على هزيمة نظام القذافى عسكريّاً.. بأي حال من الأحوال.
وبذلك يُترك الشعب الليبي بين ثلاثة خيارات.. كلّ منها مرّ.. ويُصعب بلعُه:
الأوّل: تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب!.. ووفق لخارطة (سوف) يفرضها القذافى عسكرياً.. بفضل ملياراته وأصدقائه ومرتزقته؟
الثانى: الرضوخ.. للدخول فى مناقشة مبادرات سياسية.. كمبادرة إردوغان التركى.. والتى تعتبر بقاء القذافى أو أحد أولاده.. يبقى هو الجزء الأهم، فى حلّ الأزمة الليبية؟
الثالث: دعوة (صريحة!) لأمريكا وحلفائها.. بالتدخّل عسكريّاً.. لإزاحة نظام القذافى.. والقضاء على كتائبه الدموية.. وفكّ حصارها الخانق للمدن الليبية.. وأوّلها طرابلس؟.. وبالتالى، القبول التام.. لإملاءات - لا أوّل لها ولا آخر – وبالتالى، تقرير الغرب.. لمصير ليبيا، ربما لعدّة أجيال أخرى.
أخطأ من اعتقد.. أنّ تقرير الشعوب لمصيرها.. سيكون سهلاً.. أو أنّ لباب الحريّة "ريموت كونترول" فى هذا العصر..  وخصوصاً بعد عقود من الدكتاتورية والإستبداد.. وبعد تدمير منظم.. لكلّ المؤسسات المدنية  والقضائية والحكومية.. وحتّى المؤسسة العسكرية.. كما هو حالنا فى ليبيا.. وهو حال، لن ينجح فى فرضه على الواقع.. سوى عدو، عقبرى، وماكر وخبيث وخطير.. كـ معمّر القذافى.. وعليه، لا يجب الإستهانة به.. أو التقليل من دهائه أبداً..... فالمعركة معه.. لم تنتهى بعد.. وستطول.. ويجب أن يكون لنا.. نفس أطول من نفسه.. ودهاء أشدّ من دهائه..
وعليه، يجب على الثوار وعلى مجلسنا الوطنى.. أن يعتبروا  أن معركة التحرير هى فى بدايتها فقط.. وأنّ ما نيل المطالب إلاّ بالكفاح.. قصُر أم طال هذا النضال.. لأنّ الحلول الوقتية والمؤقتة.. علّمنا التاريخ.. عادةً ما تكون، دائمة.. بلّ، وكمبيالة.. باهضة الثمن.. نورّثها لأجيالنا القادمة.
رغم خلفيّتى العسكرية المتواضعة إلى أقصى حد.. سوف لن أتظاهر بأننى أرى.. ما (قد) لا يراه قادة الثوار فى مدننا الثائرة.. عبر ممثلها المؤقت.. مجلسنا الوطنى (الإنتقالى).. من استراتيجيات عسكرية مهما صغُرت.. غير أنى، رغم ذلك، سأطرح ما يلى ما لي من اقتراحات، والله من وراء القصد:
أولاً: بعد تأمين، ميناء البريقة النفطى عند (العقيلة).. وتأمين حقول النفط، التى تُغذيه.. وتُغذى موانئ الزويتينة، قرب اجدابيا.. والحريقة، قرب طبرق.. ولو تسنّت لنا الظروف، والعدّة والعتاد.. ميناء راس لانوف أيضاً.
لكن،، يجب علينا التفرّغ تماماً .. لمساندة مصراتة الباسلة.. ومدن الجبل الغربى الأشمّ.. فهم فقط.. يمثّلون آخر خطوطاً  دفاعية لنا.. ضد تقسيم وطننا ليبيا!
كما علينا أنّ لا ننسى أبداً.. مدّ وتعزيز ثوّارنا الأحرار.. فى الزاوية وزوارة.. ونعلم تماماً ، أن شعلة الثورة هناك لم تخمد، وسوف لن تخمد أمد الدهر.
وعليه، يجب دعمهم بكلّ ما أوتينا.. من جهد ومال ورجال.. ولو أدى الأمر، لتوصيل السلاح والعتاد لهم.. وبتعاملنا من أجلهم، مع أشرف.. أو مع أحقر وأوّسخ، مورّدى سلاح على وجه الأرض.. بل وأوسخ ممن تعامل معهم القذافى حتى الآن..
فنحن الآن، نُقارع أحقر وأوّسخ – وأدهى - الأعداء على الإطلاق.. فى حرب هو بمثابة عرّاب فيها.
ثانياً: يجب أن نستمر فى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة – بدون تصريحات.. لا لازمة لها حالياً – مثل ما سنقوم به مع هذا أو ذاك.. من تعاون حالى أو مستقبلى.
لا يجب أن ننسى أبداً.. أنّ ليبيا تطفح فوق برك من النفط واحتياطيات للنفط.. وما يكفينا لأجيال عديدة قادمة.. وبالتالى، فمدّخراتنا التى منّ الله بها علينا.. هى كافية لتغطية ما نحتاجه فى زمن الحاجة.. ولسنا بحاجة للتسوّل أو لإستعطاف أحد، لوجه الله.. أو لويّ ذراع أحد..  وبأننا، فى سبيل حرية وكرامة أهلنا.. وعزّة واستقلال وطننا بالكامل.. سنبذل كلّ غالى ورخيص نملكه.. فداءاً لهم.
والدنيا علّمتنا، منذ بدايتها وإلى يوم نهايتها..  أنها مبنيّة على مصالح مُشتركة.. وهكذا هى الدنيا.
ثالثاً: يجب.. أنّ نأخذ فى اعتبارنا.. أنّ معمّر القذافى وأولاده.. سيستميتون فى خنادقهم، حتّى آخر إطلاقة.. وآخر دولار يملكونه بالفعل.. فنحن بصراحة.. أمام ( رايخ هتلرى رابع) سوف يفضّل أن يموت منتحراً  بيده.. على أن يهرب.  وسوف لن يرحل معمّرمُكرهاً.. وسوف لن يهرب صاغراً.
ولدينا فى أحداث مدينة  اجدابيا الأخيرة!.. لـ خير اثبات ودليل.. بأنّ هناك أناس، وسمّوهم ما شئتم، سوف يتآمرون.. وسوف يقاتلون من أجله.. بل، وسوف يموتون، فداءاً له. هكذا علّمتنا اجدابيا :
إنّ أيّ تقليل من قدرة عدّوك.. يبقى فى صالحه.. وربما، هو ما ينتظره منك، بالضبط!
وكما ذكرت أعلاه، هذا ما استنتجته من أحداث.. ومن على بُعد.. والله وحده من وراء القصد.
عاشت ليبيا والمجد والخلود لشهدائنا الأحرار

عبدالنبى أبوسيف ياسين
10 أبريل، 2011

هناك 3 تعليقات:

  1. Thak you for brother Abdallah I pray to Allah for you to have the best of health and prosperty The Messenger of Allah said change only your name if it is Shirk and my brother by Allah your name is shirk I know its not your fauly but your parents fault who at that time they didn't know enough about shirk you are not alone many libyans are like that be courageous and astrong believer and change your name to Abdullah and Iam sure you will be much happy and remove the cloud of shirk around your name after all this life is only a trial then we meet Allah my best wishes to you

    ردحذف
  2. , maos3ek ya ra7met Rabi

    nod dwoer 3la gott enfo5ah
    .Ya ragel... ya mo7alel ya th3ban... ya mo3ffen

    ردحذف
  3. تحليل منطقي وأرجو من الأخوة أصحاب القرار بالمجلس الوطني وضعه في الإعتبار عند إدارتهم للأزمة وإتخاذهم للقرارات. وشكراً على هذا التحليل الجيد والنصائح المفيدة.

    ردحذف