التجربة السياسية السلفية من الكويت إلى تونس
بقلم عبد الرحمن أبو منصور
مع تفوق تيار الأخوان المسلمون الذي لديه خبرة سياسية وكفاءات حيث بدأ التيار تجربته السياسية منذ مائة عام تقريباً .
تشعر تيارات السلف التي بدأت تذوق طعم الحرية في تونس ومصر وقريبا في اليمن وليبيا وسوريا بالحيرة الشديدة،
فقد وجدت نفسها أمام إمتحان صعب وهكذا كان أداؤها مرتبكا في مصر، أما تونس فإن الجلاد الهارب سحق الجميع، والآن تشرئب أعناق قادة السلف في تلك الدول إلى ولوج العمل السياسي ، لكنهم يفتقدون إلى الرؤية والأدوات والخبرة وليس لهم من حل أيسر وأجدى من نقل التجربة السياسية للتيار السلفي الكويتي مع مزجها وتعديلها وفقا لوضع كل بلد.
والحاجة ماسة لعقد مؤتمرات دورية للتيارات السلفية في البلدان المنعتقة من جلاديها كمصر وتونس يلتحم فيها أهل الشرع - السياسة- القانون-علاقات دولية
مؤتمر الثوابت ولنجاح هذه المؤتمرات لابد من الآتي:-
1-أن تعترف تيارات السلف أن حظها من فهم المتاهات السياسية ضئيل أو بالأصح منعدم
2- الإقرار بأن التيار السلفي الكويتي حقق نجاحات باهرة وأجبر حكومة الكويت على تعديل مواقفها وصد الهجمة الإيرانية على منطقة الخليج
3- مع الإحاطة أن كثير من المشايخ والعلماء تخصصهم شرعي ، وبالتالي فإن خلفيتهم السياسية جدا محدودة بينما السياسة حرب واسعة فيها الخدعة والمكيدة والتقية وخاصة مع غير المسلمين بل وحتى بعض الجهات في العالم الإسلامي تكن عداء سافراً للإسلام وحقيقة سياستها إستئصال للدين ، وهناك شح وندرة في المتخصصين الذين يجمعون بين العلم الشرعي وبين الفهم العميق لمتاهات السياسة الدولية.
4- ضرورة الاستفادة من التجربة السياسية لكافة التيارات السياسية دون انغلاق، فهناك أحزاب وطنية حققت جوانب مضيئة كما حدث في التجربة الماليزية التنموية وهناك تجارب الأخوان المسلمون وكذا الجماعة الإسلامية في القارة الهندية
5- أن تعي تلك التيارات الأوضاع الجديدة في بلدانها والتي فيها سقف عالي من الحرية والقانون.
هذا المقال مع احترامي لك يدل على جهلك بالمنهج السلفي وأن المنهج السلفي لم يكونوا في حاجة إلى ركوب الموجة السياسية فطريقة نشرهم للخير ليست متوقفة أو منوطة بالكرسي كما هو عند الإخوان، وليكن عندك معلوما أنه ليس كل من تسمي بالسلفي وانتسب إلى منهج السلف هو حقيقة كذلك، فعلماء السلف قديما وحديثا لم يكونوا بحاجة إلى كراسي حكم أو حتى مناصب أقل منها بكثير، بل كل ما يمكنه الدعوة ونشر العلم والحق عن طريقه يفعلون، ورحم الله الشيخ الالباني إذ يقول من السياسة ترك السياسة وهي كما تفضلت أنها خليط من الكذب والنفاق إلى غير ذلك .
ردحذفماذا تقصد أخي بترك السياسة هل يعني تسليم عنقك لطاغية أخر أو فصل الدين عن الدولة ، ألم يكن الرسول عليه السلام و صحابته سياسيين محنكيين في قيادتهم لهذه الامة,
ردحذفأرجو التوضيح ؟
أيها الأخ الكريم القصد من ترك السياسة إنما هي هذه السياسة الموجودة الآن وليس الكلام على السياسة عموما فمما لا يخفى عليك أن العلماء اهتموا بالسياسة ومن ذلك ما ألفه شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك وهو كتابه السياسة الشرعية، وأما فصل الدين عن الدولة فلا أدري كيف فهمت ذلك من كلامي وفصل الدين عن الدولة إنما هي العلمانية.
ردحذفولكن كلامي كان منصبا على ما كتبه صاحب المقال من قوله(والآن تشرئب أعناق قادة السلف في تلك الدول إلى ولوج العمل السياسي ) فهو يلمز بطريقة سيئة علماء السلف، فكلامي كان ردا على هذه النقطة بالتحديد.
وأقول زيادة في التوضيح ان الإخوان المسلمون ولعل الكاتب منهم يجعلون السياسة وتولي المناصب غاية وبالتالي يبروون كل وسيلة للوصول إلى تلك الغاية وأما السلف فالكرسي والمنصب لم يكن غاية إنما يكون وسيلة لتحقيق أهدافهم من نشر الدين والعدل وإقامة كلمة الله في الأرض فمتى توفرت هذه الوسيلة بالطرق المشروعة أخذوا بها وإن لم تتوسل فالهدف له وسائل أخرى وليس منحصرا في ذلك، ولهذا تجد كثيرا من علماء السلف استفادوا من مناصبهم في تحقيق هذه الأهداف العليا ، وكما تفضلت فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا محنكين في أمور السياسة ومنهم على سبيل المثال الخلفاء الأربعة وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، ولكنهم في نفس الوقت لم يسعوا في الوصول إلى السلطة بل كانوا يدافعونها مع أنهم كانوا أهلا لها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن طلب الإمارة في أحاديث صحيحة، ولا يخفى عليك أن الكرسي فتنة وأي فتنة، وفي التاريخ القديم والمعاصر نجد كثيرا من الأمثلة، فهذه الوسيلة قد تكون نعمة وقد تكون نقمة نسأل الله عز وجل أن يولي علينا خيارنا، وأختم بهذه القصة وهي عندما رأت أم المأمون الناس وقد اجتمعوا عند القصر - أي قصر المأمون - عندما سجن الإمام أحمد فقالت لابنها: هذا هو السلطان الحقيقي.
لعله وضح الأمر وأعتذر عن الإطالة، وشكرا
السلام عليكم
ردحذفأنا أوافقك كان الرسول صلى الله عليه وسلم سياسيين من الدرجة الاولى، فهم جمعوا بين السيايسة الحكيمة والعلم والفقه في الدين.