الاثنين، 11 أبريل 2011

حرب كتائب القذافى وانتهاكات القانون الإنسانى الدولى


1.       تتابع الرابطة الليبية لحقوق الإنسان الإنتهاكات الخطيرة التى ماانفكت كتائب العقيد القذافى القيام بها منذ 15 فيراير 2011، تاريخ اندلاع المظاهرات السلمية المنادية بتغيير "النظام الجماهيرى" الذى كرس حكم الفرد بطريقة لم يسجل تاريخ البشرية ابشع منها. وقد شن هذا النظام الإستبدادى حربا على الليبيين من اجل المحافظة على الإستبداد وإقصاء بالعنف المسلح، بالمدافع والدبابات وحتى الطائرات، كل من يطالب بحقه فى الحرية والكرامة والعيش الكريم. وقد ضرب العقيد القذافى فى حربه ضد الشعب الليبيى عرض الحائط بكل القيم والإعراف التى تدار بها الحروب والمبينة فى اتفاقية جنيف المصدق عليها فى 12 اغسطس 1949 ( أربعة اتفاقيات) والتى تلزم جميع الأطراف المتنازعة فى اي حرب بتوفير حماية قانونية كاملة للأشخاص والممتلكات لا يجوز انتقاصها من قبل أطراف النزاع.


2.       لقد عنيت اتفاقية جنيف بمواضيع حماية جرحى ومرضي الحرب البرية والبحرية والجوية، وبحماية أسرى الحرب، وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة. وقد اضيف الى تلك الإتفاقية  ثلاثة بروتوكولات ، اثنان صدرا في العام 1977 ويتعلق البروتوكول الأول بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة، فيما يتعلق البروتوكول الثاني بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية كالنزاع الدائر الآن فى ليبيا. ويلزم هذا الأخيرأطراف النزاع بحماية الجرحى, والمرضى, وأسرى الحرب والمدنيين وغيرهم ممن لا يشاركون في القتال 
أو لم يعودوا يشاركون فيه, وأفراد الخدمات الطبية والدينية, و العاملون في عمليات الإغاثة وموظفو منظمات الدفاع المدني ووسطاء العمل الإنساني والصحفيين.  كذلك يلزم البروتوكول الثانى الأطراف نفسها بحماية الممتلكات المدنية العامة والخاصة والتى تشمل الممتلكات الثقافية بما فيها المباني الأثرية والمتاحف، ودور العبادة، والمستشفيات وسيارات الإسعاف، والمدارس والجامعات، ومحطات مياه الشرب، ومحطات إنتاج الكهرباء، ومحطات الصرف الصحي، ومخازن الغذاء والتجمعات السكنية المدنية. ويعتبر أي تجاوز من اي طرف من اطراف النزاع لهذه القواعد جريمة يعاقب عليها القانون الإنسانى الدولي.

3.       تدين الرابطة الليبية لحقوق الإنسان عدم تقيد الكتائب التابعة للعقيد القذافى بقوانين الحرب المبينة فى اتفاقية جينيف والبروتوكولات الملحقة بها فى الحرب التى تشنها هذه الكتائب ضد الليبيين وهي تدين بصفة خاصة اتساع رقعة الحرب والعنف والكراهية التى تسبب فيها تشبث العقيد القذافى اللاشرعي بالسلطة وتهديده بتقسيم ليبيا وبإشعال نار حرب اهلية في ربوعها إذا لم يخضع الليبيون لإرادته وإرادة أبنائه من بعده. وتشجب الرابطة  تزايد انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية التي يتسبب فيها نظام العقيد القذافى بانتظام وهي تدين بشدة غياب العناية والرأفة بالجرحى وتعمّد قتلهم وإنهائهم حتى داخل المستشفيات فى حالات كثيرة ومنع الدواء والعلاج عنهم فى حالات أخرى. وتدين الرابطة ايضا إدانة شديد قيام كتائب القذافى بقتل الأطفال  واغتصاب النساء وتعذيب السجناء وعدم تقديم المساعدة الإنسانية الأساسية إلي الضحايا واللجوء إلي تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب وقطع  الماء والتيار الكهربائى عنهم، كما حصل ويحصل فى مدينة الزاوية ومصراته والزنتان وزوارة ومدن أخرى. وتشجب الرابطة صمت كتائب العقيد القذافى إزاء المصير الذى آل إليه ضحايا ممارساتها لجرائم الاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القانون وعدم تقديم أية معلومات إلي أسرهم. وجدير بالذكر ان كل هذه الجرائم تمارس على نطاق واسع من طرف كتائب العقيد القذافى فى حربها ضد الليبيين والتى تقدر بعض المصادر عدد ضحاياها بما لا يقل عن  60.000 ضحية.

11 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق