الاثنين، 4 أبريل 2011

سالم بن عمار : أسدٌ علىّ وفي الحروب نعامة!

أسدٌ علىّ وفي الحروب نعامة! 

ينضح تاريخ الإرهابي معمر القذافي بمسلسل مخجل من الهزائم. فقد انهزم في معركته ضد تنزانيا حين أرسل جنودنا وشيوخنا الطيبين لمواجهة قواتها، مسانداً لصديقه عيدي أمين سنة 1978 في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. حربٌ جرإليها جنودنا وشيوخنا بالخداع والكذب كما هو حاله طوال حكمه التعيس المظلم. 

لقد أوهمهم الجبان الإرهابي أنهم في طريقهم إلى بنغازي للمشاركة في بعض الاحتفالات، فإذا بهم بعد نزولهم من الطائرات يجدون أنفسهم في أماكن منكرة وتحيط بهم غابات لم يروها من قبل في حياتهم. 

كما انهزم الإرهابي الدجال حين أراد أن يقتفي آثار موسليني وهتلر فيما يتعلق بالتوسع الاستعماري، فاحتل بعض أراضي تشاد، وهى دولة مسلمة تعد من أضعف وأفقر دول العالم، لكنه مني بهزيمة منكرة، ووجهت له تلك الدولة الضعيفة لكمة قاسية على وجهه الصفيق القبيح. 

وانهزم الإرهابي القذافي مرة أخرى حين رأى ما حل بصدام حسين، رحمه الله، فسارع ككل جبان رعديد بتسليم أسلحته النووية، وأعلن وهو يلهث لهاث الكلاب من أجل إرضاء أسياده الجدد أنه تخلى عن أحلامه وطموحاته فيما يتعلق بالمجال النووي، فسارع إلى إظهار الخضوع، وكل ما من شأنه التدليل على توقفه عن المضى في طريق التسلح النووي، غير آبه بحجم الثروة التي أهدرها في مشروعه الفاشل هذا. 

ولم يتوقف مسلسل هزائم الإرهابي القذافي، فانهزم مرة رابعة حين سلم أحد عملائه، عبد الباسط المقرحي إلى سكتلندا، عن يد وهو صاغر، بعد اتهامه بعملية لوكربي الإرهابية التي قتل فيها 259 من 20 دولة، وعوض عائلات الذين قتلوا في تلكم الطائرة المنكوبة بملايين الدولارات، وكان هذا حادثا نادرا في تاريخ الحكومات الطاغوتية، لكن الجبان حين أدرك أن الغرب مصمم على ملاحقته نسي موضوع الكرامة الوطنية، وضحى بعميله المقرحي، وهذا هو ديدن اللئام أمثال القذافي عبر التاريخ، فحين يشرئب الخطر برأسه المخيف، لا تهمهم عندئذ سوى نفوسهم السقيمة، ولايرون لأحد قيمة سوى شخوصهم الخبيثة، ويتقون الخطر الداهم بأي ثمن ولسان حالهم يقول: نفسي نفسي!. لكن هؤلاء اللئام لا يتورعون عن ارتكاب أشد الجرائم فظاعة ضد الغافلين العزل. 

مما ذكرنا من أمثلة على جبن هذا المجرم، فإنه ينطبق عليه ما قيل في الحجاج بن يوسف يوم بارزته غزالة الخارجية زوجة شبيب الشيباني، أحد أشهر فرسان الخوارج، ففر من أمامها، فعيره أحد الشعراء بهذين البيتين: 

أسدٌ على وفي الحـروب نـعـامـة... فتخاء تنفر من صفير الصافر 

هلا برزت إلى غزالة في الوغى ... بل كان قلبك في جناحي طائر 



لا بد هنا ومن باب الإنصاف أن أقول إن الفرق شاسعٌ بين الحجاج بن يوسف، وبين الإرهابي القذافي. الحجاج بن يوسف كان آية في الفصاحة، أما الأخرق الذي ابتلى شعبنا به فقد نال قصب السبق في الهذر والهذيان، إلى درجة تثير الشعور بالغثيان. ولقد كتبت منذ عشرين سنة تقريبا خاطرة في مجلة طلابية معارضة عن تزكية الله لبعض الصالحين بأسمائهم، وفضح بعض المجرمين بأسمائهم كذلك. وضربت مثالا على الذين يحس الإنسان أن اسماءهم ترمز إلى نفاسة معادنهم، وخيرية نفوسهم بالمبروك غيث رحمه الله، فاسم المبروك مشتق من البركة-لا يقال في اللغة العربية مبروك، بل مبارك، أو المبارك، لكن الذين يختارون هذا الاسم إنما أرادوا هذا المعنى- و اسم غيث من الغيث وهو المطر الذي ينزل فتحيا به الأرض القاحلة. وقد كانت حياة الرجل رحمه الله كالغيث الذي نزل على حياة الكثيرين بالخير والبركة، إلى أن اغتالته أيدي عملاء الإرهابي القذافي الآثمة في أرض الحرمين، أقول هذا مع ما عندي من اعتراضات على منهج جماعة التبليغ والدعوة والتي كان الشيخ رحمه الله أحد أقطابها في أمريكا. 

ثم استشهدت في تلكم الخاطرة بالإرهابي القذافي كمثال على المجرمين الذين فضحهم الله بأسمائهم، فقلت إن اسم معمر يعني المملوء، والقذافي مشتقة من القذاف. قال ابن شميل: "ما قبضت بيدك مما يملأُ الكف فرميت به، فهو قذاف". وقد استعمل الليبيون هذه الكلمة لما يخرج من الإنسان عندما يتقيأ، أي أن اسم معمر القذافي يساوى اسم: المملوء قذافاً ،ويشهد الله أني تخيلت كلمات المعتوه القذافي في آحايين كثيرة وهو يخطب، أو بتعبير أدق ، يهذي، تخيلت كلماته وهى تخرج من فمه كالقيء. 

فتح ابن عم الحجاج بن يوسف، محمد بن القاسم الثقفي رحمه الله، بأمر من الحجاج بلاد السند، وأرسل قتيبة بن مسلم الباهلي، رحمه الله، ففتح بلخ وبخارى وخوارزم، وممالك أخرى بلغت حدود الصين، أما السفاح الجبان القذافي فيستعرض بطولاته ضد شعب مسلم شبه أعزل. يدك المدن، ويقصف المساجد، وتغتصب مرتزقته حرائر بلادنا، فهل سمعتم بلئيم شرير مثله؟ 

إن الذي لا نشك فيه أن هزيمة الإرهابي القذافي تلوح في الأفق، وأنها ستكون الأخيرة إن شاء الله. سوف تنقله هذه الهزيمة إلى مزبلة التاريخ، كما دفن فيها إخوانه من قبل، موسليني وتشاوتشيسكو، فلعنة الله عليه حين ولد وحين يقتل وحين يبعث حيا، وأرانا الله فيه وفي أسرته الآثمة المجرمة يوما أسود كيوم عاد وثمود. ندعو الله أن يرحم أبناء شعبنا، وينزل السكينة في قلوب ثوارنا الأبطال في الزاوية وفي مصراتة وأجدابيا والزنتان ويفرن وطرابلس ونالوت وكل مدن وقرى بلادنا الحبيبة. 


سالم بن عمار 

Suhyb11@yahoo.com 







هناك تعليقان (2):