الجمعة، 8 أبريل 2011

هدية القذافي لشعبه: القتل، والدمار، والاغتصاب!





حفل تاريخ البشرية بزعماء ظالمين، وحكام مستبدين عبر عصوره المتلاحقة، وأطواره المتتابعة، ولكن لم تر البشرية حكاما كحكام العرب! ولا زعماء كزعمائهم، الذين لا كرامة لهم، ولا مسحة حياء في وجوههم، ولا رحمة في قلوبهم، إذ أعمى الطغيان قلوبهم، وأصم الظلم أذانهم...

لقد كشفت المظاهرات والاحتجاجات التي عمت مدن الدول العربية منادية بالحرية والكرامة عوار الزعماء وبلادة القادة العرب وقلة حيائهم،  بعدما فقدوا شعوبهم، وتخلى عنهم حلفاؤهم. فهذا زين العابدين أولهم سقوطا أذله الله إذ أخرجه شعبه مذموما مدحورا، ولم يلبث أن لحق به حسني مبارك فأهانه شعبه في أرذل عمره.
أما كبيرهم الذي علمهم السحر.. وعميدهم الذي درسهم الطغيان.. وأطولهم عمرا في السلطة.. وأكثرهم استبدادا ومكرا.. وأحقرهم.. وأشدهم نذالة.. الذي جمع المتناقضات من أطرافها، ولملم الجنون والحمق من أقطارها، فجمع لشعبه بين الفقر والاستبداد، وبين الظلم والكراهية، فهو طاغوت ليبيا الذي أبى إلا أن يجلس على جماجم شعبه، وأن يحرق بلده  قبل أن يغادرها، مقتديا بنيرون روما!
فحين تقاطعت رياح الحرية القادمة من جهتي الشرق والغرب فوق سماء ليبيا اشتاق اللييبون إلى الحرية والكرامة المسلوبة منهم، فخرج الأطفال والنساء والرجال في مدينة بنغازي ليستنشقوا عبيقها، ويشموا أريج الكرامة مطالبين بالحرية والإصلاح، ولم تلبث أن عمت تلك المظاهرات والاحتجاجات السلمية مدن ليبيا. أرسل إليهم القذافي ابنه سيف الإسلام سرّ أبيه الذي ورث عنه حمقه ونرجسيته وطغيانه، فأزاح قناع الإصلاح عن وجهه، ونزع ثوب الإصلاح الذي تدثر به حينا من الدهر، وظهر على حقيقته. فجعل يتوعد الشعب الليبي ويهدده بالعقاب والسحق إن لم يرجعوا إلى بيت الطاعة، ويعودوا تحت حذاء أبيه، فوصفهم بالسكارى والحشاشين..
 وحين لم يفلح الجرذ الصغير في بث الرعب في قلوب الشعب الليبي خرج كبير الجرذان من سردابه ونفقه المظلم الذي حفره لنفسه منذ زمن بعيد فاقدا عقله، فزاد على تهديدات ابنه تهديدا، وعلى وعيده وعيدا، ورماهم بدائه وانسل! ثم أصدر أوامره لكتائبه وميليشيته، ومرتزقته بسحق شعبه وتخريب بلده وحرقها كما جاء على لسانه! وكما نقل عنه موسى كوسا وزير خارجيته المنشق حين قال أن القذافي أصدر أوامره لضباطه قائلا: "اقتلوا.. دمروا.. خربوا.. اغتصبوا"
ثم انقلب إلى جحره ليتخذه بيتا، بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت،  فأذله الله وأخزاه، وصيره معرة هو وأسرته، وشؤم على العرب والمسلمين.. فلم تر البشرية حاكما معتوها أشأم من القذافي وأسرته على شعبه وأمته!

عبد الله جمال

هناك تعليقان (2):

  1. و ازيدك من القصيد بيتا. فهذا المخلوق ولا اقول الانسان لم يعد يرى نفسه بشرا وانما اله يطاع بدون اي شك في تشريعه, فهو يتبع خطوة بخطوة طريق فرعون الذي قال ( ما اريكم الا ماارى وما اهديكم الا شبيل الرشاد). اخيرا فرعن هذا الزمان قال ( ايها الشعب الليبي العظيم) عندما دنت نهايته, وقبله فرعون مصر اعترف و قال ( امنت بالذي امنت به بنوا اسرائيل) بعد عناد سنين. و نرجوا ان يكون هذا آخر رمق لطاغية العصر.

    ردحذف