ذنبهم أنهم ثوار

أطل علينا المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي في اليومين الأخيرين بوظيفة جديدة إستحدثها ضمن المهام المناطة إليه والمتعارف عليها سلفاً, فهذه الأيام لم يعد للمجلس مايقوم به في ظل الركود الاقتصادي في ليبيا بسبب ثورتنا المجيدة , سوي ملاحقة من يصفهم بالمرتدين أو الكلاب الضالة من طلاب دورة الدبلوماسية في كلا من بريطانيا والولايات المتحدة بعد إنضمامهم  وتأيديهم لثورة "17" السابع عشر من فبراير المجيدة.

وليثبت  بعض العاملين في المجلس ثوريتهم  وولائهم ألا منتهي للنظام فما كان منهم إلا أن يقدموا قربان عهد ومبايعة لسيدهم السفاح القذافي, فكان الزميلين "وليد الحراري" و "خالد عثمان" كبش الفداء الأول حيث قام المجلس الوطني بقطع منحتهم الدراسية  ليس لسبب إلا لأنهم صرحا على القنوات الفضائية, كونهم إعلاميين أنهم من جنود ثورة فبراير, بطردهم من المدرسة و السكن ليكون مصيرهم الشارع ويكونا عبرة لمن لايعتبر لغيرهم من طلاب الدبلوماسية إذا مافكر أحدهم السير على طريق وليد وخالد إلا أن هذه الإجراءات التعسفية لم تزد الطلاب الثوار إلا عزماً وتصميماً في المضى على مسار ثورة 17 فبراير.

وحيث رأى المجلس أن التضحية بوليد الحراري وخالد عثمان لا تلبي الحد الأدني  لمعدل إثبات الولاء لسيدهم المجنون القذافي فما كان من المجلس الموقر, إلا تقديم المزيد من القرابين وهذه المرة من طلاب الدبلوماسية في الساحة الأمريكية , حيث راسل المجلس الجامعات الأمريكية طالباً منها إرسال 6 من طلاب دورة الدبلوسية بحجة أن الحكومة الليبية في حاجة إليهم, مع العلم أن معظم المطلوبين لايعملون في السلك الحكومي الليبي ولكن نظام القذافي متعطش لدمائهم وعلى رأسهم عبد السلام خالد ماضي كونه رأس الأفعى في الولايات المتحدة على حد وصف المجلس.

كيف لا وهم من عول سيف الإسلام عليهم وبعث بهم لأرقى مداس اللغات في بريطانيا والولايات المتحدة ليكونوا ذراعه السياسي, لكنهم لم يستطيعوا مقاومة نداء الثورة لأنهم ليبيون حتى النخاع.

يامن كنتم مجرد زملاء فأصبحتم أصدقاء وها نحن أخوة  وأضحت ثورة 17 فبراير أمنا الحنون , أقولها لكم وعلى الملىء, خالد عثمان , وليد الحراري, مي بوشناف الأخت والصديقة, حسونة , كمال  وو غيرهم من الزملاء الذين لم يسعفني إلهام وحي الكتابة لتذكرهم أنا عبدالمنعم عبدالكريم عبدالقادر الورفلي أبن بنغازي الثورة أساندكم وأشد على أيديكم وأنا معكم لأخر رمق فأننا منتصرون بأذن الله الواحد الأحد , وسحقاً لزبانية القذافي في المجلس , سحقا لأولئك الذين يحشدون إخوتنا في طرابلس لتأييد نظام أفلت شمس طغيانه.

سلامي لكم من لندن أيها الثوار ولقائنا في الغد القريب في عاصمتنا الأبدية طرابلس

عبد المنعم عبد الكريم الورفلي