الخميس، 31 مارس 2011

خالد الغول : ليرفع أطفال مصراتة روؤسهم عاليا


شاهدت تقريرا قدمه مراسل الجزيرة في مصراتة من داخل الملجأ الذي تتحصن في العائلات من دمار السفاح القذافي وزمرته وأعوانه من المناطق المجاورة. لم يلفت انتباهي كثيرا ماقالوه عن الخطف والتدمير والقتل والتجويع من قبل قوات السفاح لأنه لم
يغب عني يوما شخصية القذافي التي حاولت مذكرا الليبيين عن مخرج للتعامل معها وذلك في مقالي"لو تحكمكم هذه الشخصية يوما ما 2" ، فأنا متوقع منه هذه الفعال وأكثر؛ لكن ماشد انتباهي أن بعض  الفتيات الصغار يحاولن تغطية وجوههن حتى لاتصورهن الكاميرا، وسببه في نظري أمران فهن لم يتعودن على الكاميرا ولايعشقن الظهور فيها كما يعشقها بعض كبارنا اليوم في شتى الأماكن والمناسبات. والأمر الأخر وهو الذي أخشاه عليهن سببه وجودهن في الملجأ ، فهن لم يتصورن أن يصبحن في ملاجئ يتصدق عليهن بالسكن والمال والرعاية خارج بيوتهن، فليس من شيمة أهل مصراتة أن يظل فقير بينهم، فمن عاش في عز من العيش ، ومن ذاق الكرامة تضيق عليه الدنيا أن يصبح في هذا المكان أو غيره، وهذا قد يسبب لهم العار في يوم من الأيام ممن لايحسنون وزن الأمور ولايعرفون معاني التضحية والبذل ولايعرفون قيمة الوطن. ولهذا أحب أن أقول لهولاء الفتيات وغيرهن ممن هن في ربوع الوطن ، وكذلك بقية الأطفال والشباب ممن يرون أنفسهم في موضع ذل وهم ليسوا كذلك:
1- وجودكم في الملجأ هو وجود عزة وكرامة، فبني قومكم حفاظا عليكم من القتل والدمار وضعوكم هناك، وأيضا كي يقوموا بواجبهم
بالدفاع عن المدينة.
2- ثانيا أن ماتعانونه هو الذي سيجلب العزة لكم غدا، فمنذ أن حكم هذا الطاغية لم تعرفوا طعما للعزة والحرية، صدقوني لايعرف طعم الحرية إلا من رفع صوته أمام كل ظالم يحمل أقل منصب إلى أعلاه، فمن خاف أن يقول كلمة الحق لأي شخص  كان ،صغيرا أو كبيرا لايعرف طعم الحرية. فأنتم اليوم تعانون والذين يدافعون عنكم يريدون منكم أن تتصدروا المجالس وتقفوا مع الكبار لتقولوا كلمتكم ، فالمستقبل مستقبلكم فلا تدعوا غيركم يقرره لكم. فعليه يجب أن ترفعوا رؤسكم عاليا لتقولوا بفخر: انتصر شبابنا، انتصر أباؤنا، انتصرت أمهاتنا، انتصرت جداتنا، كل بالصمود ، فعلا صيت مدينتنا، وعلا صوت العزة والكرامة في كل مكان وعرف الناس قدرنا وشموخنا.
3- تذكروا في النهاية أنها أقدار الله، فهو خالق البشر وهو يفعل مايشاء، ومن مشيئته أن العزة لاتوهب إلا لمن يستحقها، وميراث الأرض بالتمكين  لتحقيق العدل حسب المقدور البشري لايعطى إلا لمن استكمل الشروط، فالله خالق البشر وهو إليه سيعودوا، فنحن لم نخلق لنبقى على هذه الأرض، فكل الناس يموتون ولكن تختلف طرق الموت كما قال سيد قطب، فهناك من يموت عزيزا كشهداء ليبيا اليوم في وجه السفاح، وهناك من يموت ذليلا عابدا لشخص لم يقدم للوطن اي قيمة تذكر بما فيها نظريته، فمن يموت ذليلا هاتفا " الله ومعمر وليبيا بس" ناسيا أن الله باقي إلى الأبد ، وليبيا باقية ببقاء الخليقة على وجه الحياة قبل القيامة، أما معمر فهو ميت وسوف يموت عاجلا أم أجلا ،فلماذا يستظلون بميت ويريدون من الشعب التضحية من أجله؟.

4- لابد للذين يقودون العمل الميداني، أن يحادثوا هولاء الفتيان والفتيان، ويعرفون أولا مابداخلهم ومايختلج صدورهم ، ثم يجمعون ماقالوا من كل أطراف المدينة الأن( وبعد الثورة من كل ليبيا)، ثم تعرض على التربويين وعلى المشايخ (المربين) والربانيين لا الحافظين للنصوص فقط ومردديها، ثم تقام دروس وحلقات نقاش معهم ، ثم تبيين الأفاق لهم وتبصيرهم بدورهم وحثهم على التفكير في أعمال، ،  فأنا لاأؤمن بدور الوصاية من الكبار، فالإبداع يجيده كل من فكر وكل من فتح الله عليه وليس مرتبطا بحروف(الدال) قبل الإسم. حتما حينها سيرفعون رؤسهم ولايكونوا نادمين على ماحصل لهم أو لذويهم، وسيصبّر بعضهم بعضا وسيدركون أن الفخر الحقيقي هو الذي يثمر العمل لا التشدق والتعالي.
وأدعو الله أن يزيل عنا هذه الغمة، وأن يرفع من قلوبنا وعقولنا كليبيين : الحسد والعناد والمكابرة والفردية. آمين

هناك 4 تعليقات:

  1. أن ما دفع تلك الفتيات المصراتيات على إخفاء وجههن عن الكاميرات ليس الخجل ولكنه أمر أخر تماما أسمه "الحياء".
    نحن نبات مصراته الشريفات لا يوجد لدينا أسباب للخجل رجالنا أحرار وأبنائنا أبطال، وعلمنا الزمان أن دوام الحال من المحال، ولا يعيب المرء نقص الاموال أو ضياعها ولكن يخزيه نقص المروة وضياع الشرف.
    المال يمكن ان يعود او يعوض أما الشرف فإنه لا يسترد أبدا بعد فقده.

    ردحذف
  2. إن ما تعوّدت عليه فتيات مصراتة هي عفة و حياء الاسلام و لم يتعودن الظهور أمام الملأ و خاصة و أن القدر وضعهن في ملجأ لم يتخيلنه يوما من الأيام ، فاللهم انصر أهل مصراتة و زدهم ثباتا و ارفع المصيبة عنهم و عن أهل ليبيا إنهم من أهل القرآن و العلم ،و لك الله يا مصراتة يا غزة ليبيا و يا مفخرة كل المسلمين ، و ليعلم الجميع أن الجهاد ليس بغريب على أهلنا في مصراتة و بقدر التضحيات تعظُم النتائج و سينصف التاريخ ذلك. و دامت مصراتة و أهلها في خدمة الدين و الوطن، و الله أكبر الله أكبر الله أكبر يا مصراتة على كل من طغى و تجبر.

    ردحذف
  3. الي الاخ الغول : انا ليبي مندو الاحداث ونا موجود في ابريطانيا لدراسة ولاكن تحولت الي مدون الاحداث واريد ان اذكر الغول كيف صار مش انتا قلت لتذهب برقة وحدها فان ولاية طرابلس لاتريد الثورة و الي اخر المقالة. واهجمة الاخوان الذين من الشرق .
    يرجو من الغول ان يفهمنا ماذا يريد وان يكون صاحب مبدا مش ( معاكم معاكم... عليكم عليكم...
    وشكرا

    ردحذف
  4. الحياء والتربية الإسلامية يا أخي، وليس عدم التعود على الظهور أمام الكاميرات. سلامي.

    ردحذف