الأربعاء، 30 مارس 2011

بدائل للكفاح


في إطار كفاح الشعب الليبي من أجل تحقيق الحرية والتخلص من الطغيان نمر في الوقت الحالي بمرحلة جمود نسبي، فتارة تتقدم الفئة المناضلة من أبناء الشعب الليبي باتجاه الغرب وتارة تتراجع، وفي كل يوم يسقط المزيد من أبناء وطننا وتزداد الآلام  والأحزان ويزداد الوضع تعقيدًا. مما لا شك فيه أن الحل العسكري، المتمثل في تسليح هذه الفئة وتدريبها والدخول في المدن الواحدة تلو الأخرى في اتجاه
طرابلس الغرب،  يمكن تحقيقه إلا أنه مكلف بشريًا وماديًا ويهدد النسيج الاجتماعي الليبي بالتفكك كما ينتج عنه ترسبات أحقاد قد يكون من الصعب التخلص منها كلما طال أمد الاقتتال. إضافة إلى ذلك فاستمرار الأحداث العسكرية سيصرف، ولو بعد حين، أنظار الإعلام والعالم من حولنا عن مجريات الأمور في البلاد، إذ أن الأمرسيصبح شبيهًا بحرب أهليه لها أحداث يومية متشابهة من سقوط الضحايا ودمار المدن، وما العراق وأفغانستان عنا ببعيد، إذ أصبح ما يحدث فيهما ينقل إلينا في النشرات على هيئة أرقام من الموتي والجرحى بشكل شبه يومي إلى أن اعتدنا سماع مثل هذه الأخبار ولم يعد لها وقع ملموس في نفوسنا مع الأسف. مما لا شك فيه أن المقاومة يجب أن لا تفتر في مصراته ومدن الجبل الغربي وبالأخص الزنتان فصمودها ضمانة لوحدة التراب الليبي وإثبات لشمولية الحركة الشعبية الليبية، وطالما استمر الاعتداء العسكري على هذه المدن ينبغي الدفاع بكافة السبل المتاحة عنها ومدها بكل ما من شأنه دعم أهلها. أما في المناطق الأخرى فاعتقد أنه ينبغي علينا وقف الزحف نحو الغرب والاكتفاء بالدفاع عن الخطوط الأمامية وإيجاد بدائل سلمية للكفاح الشعبي تجلب أنظار شعبنا في المدن الواقعة تحت الأسر أولًا و شعوب العالم ثانيًا إلى أحداث ليبيا وتؤكد على سلمية انتفاضة الشعب الليبي وعموميتها ورقيها ومشروعية المطالب المنادى بها. المجال هنا مفتوح للإبداع إذ لا ينبغي أن يقتصر الأمرعلى المظاهرات، رغم أهميتها، بل يجب أن يتعداها إلى بدائل أخرى، ربما كالمهرجانات الشعرية والفنية والخطابية والدينية التي تؤكد على وحدة الوطن وحرمة الدماء.  هذه هي اللغة التي تخاطب ضمير الإنسانية وتؤكد زيف المزاعم القائلة بأن ما يحدث في ليبيا حركة تمرد عسكري لشريحة محدودة من المجتمع تسعى لزعزعة استقرار البلاد. علينا أن ندرك أن  في ليبيا فئة لا يستهان بعددها مترددة لم تحسم أمرها بعد بخصوص حركة التحرر ولها تساؤلات مثل:
1. هل يجوز شرعًا الوقوف في وجه الحاكم؟ ألا يتعين علينا السمع والطاعة لمن تولى أمرنا؟
2. ما الذي ينقصنا في ليبيا اليوم  حتى ننتفض أو بالأحرى هل يمكن أن يحقق لنا التغيير نظام أفضل من النظام الحالي؟
3. هل يسعى الثوار إلى الدخول إلى مدننا عنوة وإهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض؟ هل هم فعلًا عملاء خونة استعانوا بالغرب الصليبي ويسعون إلى تسليم البلاد وثرواتها إلى الاستعمار أو ربما إلى تقسيم البلاد؟

يمكن أن نضيف على ذلك توجسات العالم الخارجي من حولنا بخصوص ماهية الحركة الشعبية في ليبيا ومرجعيتها وأهدافها وهل هي انعكاس لطموحات جل الشعب الليبي أم لفئة قليلة منه لا تمثل إلا نفسها، وحسب اعتقادي أن الإجابة عن كل هذه التساؤلات يمكن أن يتحقق بحراك شعبي سلمي في المدن المحررة الآمنة أترك للقراء تحديد معالمه وشكله. وأختم بالقول أني أدرك أن هناك بعض النشاطات تجري في الوقت الحالي ولكن يجب تكثيف الجهود وتوسيع النطاق والحرص على أن تدور البوصلة ليصبح لهذه الأخبار الأولية  في النقل الإعلامي.

علاء بوسويق

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    انا معك..يجب علي اهل الزنتان ومصراته الصمود للحفاظ علي وحدة التراب.....لكن اختلف معك في حكاية زحف الثوار علي العكس يجب ان يستمروا في زحفهم الي طرابلس حتي اخراج الطاغية ويجب ان يتم ذلك بسرعة حتي لايحدث مثل ماتفضلت اليه من حروب ونزاعات لانه لايتورع عن قتل شعبه ولا ننسي طرابلس المحاصرة..وبالنسبة للمترددين بالتأكيد سيغيرو رأيهم عندما يسقط الطاغية

    ردحذف
  2. نظرية الشعب الليبي كلة جنود بنادقهم ترحي بارود وانا معاهم طربان انغني.

    كيف تطلب منا ترك مدن مصراتة والزاوية وغريان وطرابلس وغيرها للقذافي واعوانه يهلكون الحرث والنسل ونتفرغ نحن للغناء والاحتفالات , يازارع الفتن يامجرم ياعميل القوذافي والله ان طرحك واضح مفضوح واعلم اننا لن نترك اخواننا ولو فنينا جميعا

    ردحذف
  3. السلام عليكم أخي الكريم أولا دعني اقول شي : في أعتقادي ان هذه التساؤلات التي ذكرت لا توجد الا عند فئة قليلة حقيقة وحتى عندما يتحجج به البعض هو أول من يعرف انه يخدع نفسه!! يا أخي من الذي يعتبر معمر ولي امر ويتسآل عنه مشروعية الخروج عليه عددهم كم في ليبيا ؟؟؟ واللي يقول ليبيا ما ناقصها شي عددهم كبير يعني !! وبعدين الثوار هل هم عملاء ما في غير اللجان الثورية يقولوا في هالكلام .. بصراحة اصحاب هالتساؤلات الجادين هم فئة قليلة وليس لها تأثير فاعل ,, الذي يحدث هو ان الشعب الليبي بين منتفض خرج بصدر عاري يجابه الرصاص وبين من لايزال يخاف من بطش القذافي ,هذه هي الصراحة وما يجب علينا الان هو حث الصامتين على الكلام والانتفاضة في وجه الطاغية .. وأعتقد ان هناك رسائل بدأت تصل لبعض المناطق الصامته أن الثوار لن يتقدموا للمناطق الغربية ,, وان التحالف لن يتدخل الا بضربات جوية وهذا بالتأكيد سوف لن يحسم المعركة ,, هذا يجعلهم امام خيار وحيد وهو وجوب تحركهم هم والتخلص من زبانية النظام في مدنهم ,ربما هذه الرسائل تحرك فيهم البقية الباقية من روح الجهاد التي ورثوها عن أبائهم .

    ردحذف
  4. بسويق خليك في جبنك الى ان يطلعوك من حوشك.
    ولا تدس السم في العسل.

    ردحذف
  5. ياسيد بو سويق إن كفاحنا ضد القذافي ليس مهرجانا الهدف منه شد إنتباه الرأي العالمي و إنما كفاحنا من أجل الوطن و الحرية ... حرية أحسست بها فقط من بعد 17 فبراير 2011 و الله لن أفرط فيها بعد اليوم

    ردحذف