الأحد، 13 فبراير 2011

خالد الغول : حملة بعض الأنظمة على قناة الجزيرة....لماذا؟*


يتهمها نظام دولة ما، بأنها تريد زعزعة النظام وقلبه ودولة أخرى عبر إعلامها قالت أن قناة الجزيرة شرعت في إعداد برامج تحريضية موجهة تستهدف زعزعة الاستقرار والأمن الذي ينعم به شارعها، وأن القناة أيضا تستعد لإعداد برامج تعتمد في بثها على الإثارة لغرض التأثير على تحركات شبابها ** ، بل ذهبت عبر كثير من كتابها ***لأن تقول كي تصرف المشاهدين عن القناة بالتذكير بأن الدولة التي تبث منها الجزيرة لها علاقات مع العدو الصهيوني ونسيت أن تلك الدولة الراعية للقناة لم تخفي علاقتها مع العدو الصهيوني ونسيت قول رئيس
مجلس وزرائها ووزير خارجيتها الشيح حمد بن جاسم "بأننا اقمنا علاقات في العلن ولكن غيرنا يقيمها في السر ويدعي خلافها" وقوله أيضا :"دولة قطر تؤمن بان علاقتها مع اسرائيل لا يجب أن تكون في الخفاء انطلاقا من احترامها لشعبها حيث يجب اطلاعهم على الأمر بكل صراحة..... أن أي مسئول قطري يتقابل مع مسئول إسرائيلي تقوم الدولة بإعلان ذلك بينما البعض الأخر يقابل الإسرائيليين في السر ويتم معرفة ذلك عبر تسريبات وسائل الإعلام."، ونسوا أو تناسوا أن يقولوا أن الدولة هذه صاحبة العلاقة مع العدو الصهيوني قد دعمت القضية الفلسطينية وخاصة أثناء الحرب على غزة بما لم تقدمه تلك الدولة التي تزعم أن الجزيرة تعد برامج لزعزعة أمنها ، ونست أن ماقدمته دولتهم سوى الكلام والشعارات البراقة وطرد الشعب الفلسطيني ورميه على الحدود كما حدث ذات مرة!!. في نظري إن هذه الحملة من الأنظمة على قناة الجزيرة والدولة التي تبث منها لايدل إلا على شئ واحد وهو: أن هذه الأنظمة هشة؛ هذه الأنظمة ليست على صلة بشعوبها؛ ليست على وئام مع شعوبها؛ ليست في خدمة شعوبها، إذ لوكانت في وصال ووئام وخدمة شعوبها لماخافت من قناة إعلامية ؛لأنه حين تعتزم أي وسيلة إعلامية لزعزعة نظام يحبه شعبه ،يهب الشعب لنصرة النظام ويقف معه ويسانده ويدافع عنه دفاع المستميت. فياترى متى تدرك الأنظمة التي تعيش في رعب من وسيلة إعلامية حتى ولو كانت تحريضية أن غالبية الشعوب لايهمها من يحكمها ولاتسعى للإنقلاب على حكامها ، إذ كل مايهمها حكومة تخدمها وتسهر على راحتها ،تعطف عليها، تؤمّن لها لقمة عيش بقدر نعم الله عليها وبقدر وسعها، حكومة تسعى لرفعتها والرقي بها****. وفي الختام لاأجد تفسيرا لما يحدث من هجوم على قناة الجزيرة سوى إتباع اسلوب فر عون وعطفه الكاذب على شعبه وذلك حين قال " ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد"ولذا فلتتنبه الشعوب.
---------------------------------------------------

* تم نشره في جريدة الشرق القطرية يوم السبت ٩ ربيع الأول ١٤٣٢ ه - ١٢ فبراير ٢٠١١ م - العدد ٨٢٧٦
** إشارة إلى مقال صحيفة قورينا الصادر يوم 1 فبراير 2011 وبعنوان " قناة الجزيرة القطرية تستعد لبث برامج تحريضية موجهة تستهدف ليبيا"http://quryna.com/27578.html
*** إشارة إلى بعض ماكتبه مايسمى مثقفون مدمنون للكذب والمراوغة حتى نفى أحدهم بقوله أنه لم يصف أحمد منصور بالطفل الرضيع مع أن ماكتبه لايحتمل فهمه على غير ذلك حيث قال بالنص"فهل يعقل أن يتحول الإعلامي بالقناة من موظف يحرر أو ينقل الخبر إلى أداة نتفيذية حركية لصالح أجندات سياسية مكشوفة لا تنطلي حتى على طفل رضيع مثل أحمد منصور ؟

**** هناك جملة بعد تلك الكلمات كنت أود من المحرر أن يبقيها ولكن ربما لضيق المساحة تركها وهذه الجملة هي " حكومة تسعى لرفعتها والرقي بها...تفرح عندما ترى البسمة عليها، وتحزن إذا ألم بها سوء، توطنها على الحرية لتبدع وتنتج فالحر مبدع وخلاق ويبني ولايهدم لأن الحر إذا رأى إعوجاجا حاول أن يقومه بنفسه أو يرفعه لمن يستطيع تقويمه، واذا رأى تقصيرا سدده، فالحر لايرى نفسه مفصولا عن الحكومة بل الإثنان سيان، فإذا احتاجت الحكومة أعانها سواء بالمال أوالوقت وإذا ضعفت قواها ومد يده لها فهي منه وهو منها.”

فحين يكون انفصام بين الحكومة والشعب فماذا تنتظر الحكومة؟ وحين تعطي الشعوب فرصة لقوم أدمنوا الكذب وتبدير الثروة واحتقار الشعب بأن يصلحوا من أمرهم ولو ببقاء من في السلطان في السلطان ولم يستفيدوا من الفرصة فحتما ستقول الشعوب قول الشاعر وتونس ومصر خير شاهد :

اعطني حريتي أطلق يدي** *إنني أعطيت ما استبقت شيء
آه من قيدك أدمى معصمي***** * لم َ أُبقيه وما أبقى علي
ما إحتفاظي بعهود لم تصنها ****وإلام الأسرُ والدنيا لدي


خالد الغول


هناك 3 تعليقات:

  1. اعتقد ان المقال كان المفروض يكون حملة الجزيرة على بعض الانظمة وليس العكس والا لماذا لا تلتفت الجزيرة حتى قليلا على القواعد الامريكية التي عبت اراضي قطر المحدودة

    ردحذف
  2. والنبي خليك في بزنس السراويل. مش ليكم الكتابة ياليبيين.

    ردحذف
  3. ما لقيت الا أغنية أم كلثوم لتتمثل بها في هذا الظرف العصيب.
    حب الظور يقصم الظهور.

    ردحذف