الأربعاء، 16 فبراير 2011

انتفاضة المختار


السلام عليكم


الرجاء من كل الليبيين فعل ما يلي لكي تنجح الانتفاضة المباركة


الحمد لله بشائر النصر أخذت تفوح، والفرحة العارمة بسقوط الطاغية بدأت تقترب، ويوم التحرر أزف، فلك الحمد والمنة يا ألله.



إخواني وأخواتي، كل واحد فينا لا بد في يوم من أيام حياته السابقة عمل عملا حسنا وخيرا لم يقصد به غير وجه الله تعالى، من مثل مساعدة محتاج، ومعاونة جار، ومد يد العون لمضطر، وكف أذى عن مظلوم، ومسح رأس يتيم، وإغاثة ملهوف، أو قيام على شؤون أرملة أصابها القدر في معيلها ومعيل أولادها، بل ومساعدة أعمى أو طفل أو شيخ أو امرأة عجوز على عبور طريق، هذا ناهيك عن إقامة الصلاة في وقتها، وبعضها يكون في وقت يحلو فيه النوم، وتميل فيه النفس للاستمرار في الاسترخاء، لولا باعث قوله تعالى: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع"، وناهيك عن الصوم في رمضان وغيره، وبعض الصوم يكون في أيام شديدة الحرارة والطول، ليس يمنع الإنسان فيها من الفطر وتسكين العطش والجوع غير تقوى الله. أقول: كل واحد فينا لا بد عمل عملا أو أكثر في سابق حياته خالصا لوجه الله الكريم، فتعالوا نستثمر هذه الأعمال ونجعلها وسيلتنا إلى الله سبحانه وتعالى لكي يحقق لبلادنا سرعة الخلاص من الطاغوت، وأن يوفقنا ويوفق شبابنا ورجالنا ونساءنا وكافة أهلينا في انتفاضتنا المباركة إن شاء الله تعالى، وأن يجنب بلادنا الفتن والمحن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يبدلنا بالطغمة الحاكمة من هم خير وأشرف وأفضل منهم.


الرجاء من كل ليبي وليبية في هذه الأيام المملوءة بالرجاء والأمل أن يتوضأ وضوءا حسنا، وأن يصلي ركعتين في خشوع وخضوع قدر إمكانه، بحيث يكون متوجها فيها إلى الله بالكلية، ثم بعد انتهائه من الصلاة يرفع كفيه للسماء، ويحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ويصلي ويسلم على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يقول: اللهم إنك تعلم أني عملت عملا في سابق حياتي وهو: (وهنا يذكر عمله الصالح أو أعماله الصالحة التي يعلم يقينا أنه عملها خالصة لوجه الله الكريم) وأنت تعلم أني ما عملته إلا لمرضاتك، أو خوفا منك، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا، وأزل عنا دولة الظلم، وأرحنا من الطاغية وأولاده وأذنابه، وجنب بلادنا الفتن والمحن والحروب، ويسر لنا الانتفاضة، وسهل تحقيق الغايات المرجوة منها، دون خسائر، أو بأقلها، وألق الرعب في قلوب من يريد وأدها أو الوقوف في وجهها، وأعطف قلوب رجال الشرطة والأمن على إخوانهم وأخواتهم فلا يتعرضوا لهم بسوء، واحفظ كل أولادنا وشبابنا ورجالنا ونساءنا. الله ول علينا خيارنا، وأبدلنا بحكامنا من هم خير منهم. آمين. أو يدعو بدعاء قريب من هذا، فالغاية هي الدعاء، وليس بالضرورة أن تكون بهذه الكلمات، لكن ينبغي أن تكون بهذا المعنى. وإن استطاع كل واحد من أن تكون هذه الصلاة في جوف الليل، في الثلث الأخير منه فذلك أفضل وأحسن وأدعى لإجابة الدعاء.


الرجاء من جميع الإخوة أن يفعلوا هذا بسرعة قدر الإمكان، وأن يعتقدوا اعتقادا جازما أن الدعاء سيستجاب، فقد روى البخاري و مسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:" بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه ناء بي الشجر فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحِلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء. وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فلقيتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله، اتق الله ولا تفتح الخاتم، فقمت عنها، اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها، ففرج لهم فرجة. وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفَرَقِ أَرُزٍّ، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه حقه، فتركه ورغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها، فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني وأعطني حقي، فقلت: اذهب إلى ذلك البقر وراعيها، فقال: اتق الله ولا تهزأ بي، فقلت: إني لا أهزأ بك فخذ ذلك البقر وراعيها، فأخذه فانطلق بها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي، ففرج الله عنهم".


أدعو كل ليبي وليبية أن يفعل هذا، وليجرب حتى أولئك الذين ليس لهم ميل ديني، ولن يخسروا شيئا.


اللهم يسر ولا تعسر.


والسلام عليكم.


عبد الله عبد الرحمن


 أستاذ جامعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق