الجمعة، 11 فبراير 2011

سالم بن عمار : جوع كلبك يتبعك



لست من مقتني الكلاب، ولا أعلم كثيرا عن طباعها عدا ما يعرفه جل الناس مما اشتهر عنها من طاعة ووفاء، لكني مع ذلك أجزم أن المثل القائل (جوع كلبك يتبعك) مثل صحيح، لما نراه من أثر هذا الأسلوب في ترويض هذه الكلاب على رغبات أصحابها حتى تصبح تعتمد عليهم اعتماد كليا، وتخضع لسلطانهم خضوعا تاما
.
ولعل كثيرا من البشر يتبعون حكامهم حينما يجوعونهم، لكن النزعة الفطرية الكامنة في نفوسهم ضد الظلم لا بد أن تثور يوما فتكون كحمم البركان الهادر الذي في آحايين كثيرة تحرق الأخضر واليابس.
رحم الله الشاعر الفذ الراحل هاشم الرفاعي القائل:
ومن العواصف ما يكـون هبوبهـا ... بعـد الهـدوء وراحـة الربـان
إن احتـدام النـار فـي جـوف الثرى ... أمـر يثيـر حفيـظـة البـركـان
وتتابـع القطـرات ينـزل بـعـده ... سيـل يليـه تـدفـق الطـوفـان
فيموج يقتلـع الطغاة مزمجـرا ... أقوى مـن الجبـروت والسلطـان
لم أسمع بثورة قامت بها الكلاب على أصحابها من الجوع، لكن ثورات بني آدم ضد الطغاة الظالمين الذين يقهرونهم ويجوعونهم، ويمارسون عليهم الإذلال والاستبداد، لم تتوقف منذ بدء الخليقة، ولا أحسبها تتوقف إلى يوم القيامة.
مما يؤثر عن الصحابي أبي ذر الغفاري رضى الله عنه، قوله: "عجباً لمن لا يجد قوت يومه ولم يشهر سيفه".
ليت شعرى كيف يهنأ الطغاة أمثال حسني مبارك وأبناؤه بنوم هانئ، والمال الذي سرقوه من خزينة الشعب يبلغ عشرات المليارات، وكان هذا النهب سببا في افتراش الملايين من الشعب المصري الغبراء والتحاف السماء، حتى بلغ بالملايين منهم العوز درجة أصبحوا يزاحمون الموتى في قبورهم!
أتسأل أحيانا عما إذا كانت قلوب هؤلاء الطغاة قد قضمت من حجارة صماء أم من لحم ودم كبقية بني آدم!
هل يتعظ المفسدون في الأرض ممن يتلاعب بأموال شعوبهم وكأنهم قبضوها من ملائكة الرحمن في صحاف من ذهب، فأصبحت حقهم الذي لا ينبغي لأحد أن ينازعهم فيه؟
هل يرعوي أولئك الذين يجلدون ظهور الناس، ويصفعون وجوههم، بل ويعلقونهم من أرجلهم كالأنعام، بسبب كلمة قالوها أو كتبوها ضد النظام وزمرته؟
في تهديد مبطن أجاب أبو لؤلؤة المجوسي حينما طلب منه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يصنع له رحى، فأجابه قائلا: "سأصنع لك رحىً ما سُمع بمثلها"، وعلم الفقيه الذكي عمر ـ رضى الله عنه ـ أن كلمات ذلك المجرم الجبان تحمل في طياتها ما تحمله من تهديد ووعيد، ومع هذا لم يفعل له شيئا، ولم يتعرض له، حتى تمكن المجرم من تنفيذ فعلته النكراء، وقتل رجلا هو من أعظم رجالات التاريخ، وهو يصلي...
أيظن ضباط الأجهزة الأمنية أن رتبهم وألقابهم، وحقد نظراتهم النارية، وقسوة كلماتهم القاسية التي طالما نشرت الرعب في القلوب ستخيف ملك الموت وأعوانه حين تحين آجالهم، أو أنها ستشفع لهم إذا وقفوا أمام الجبار سبحانه وتعالى يوم القيامة، ولمّا يتوبوا؟
أدعو الله أن يلهم قادة بلادنا رشدهم فيسارعوا لإعادة الملايين التي تنفق في هوليوود، أو في الحفلات الماجنة، إلى الشعب الليبي وأن يتوقفوا فورا عن قهر الرجال، وتعذيب الأحرار، وسحل أباة الضيم، الأبرياء ويعلموا أنهم أضعف أمام الله من ضعف شعوبهم أمامهم-كما يخيل إليهم-، وهو القادر سبحانه وتعالى على سلبهم ملكهم بين عشية وضحاها بل أقل من ذلك.


سالم بن عمار

هناك تعليقان (2):

  1. لست من مقتني الكلاب!!, تقصد انك لست من مربيي الكلاب, فهي ليست مقتنيات

    ردحذف
  2. تشبيه حقير للشعوب العربيه

    ردحذف