الأربعاء، 16 فبراير 2011

أحداث 17 فبراير... (شر البلية ما يضحك)


أحداث 17 فبراير... (شر البلية ما يضحك)
بقلم : عبد الخالق الفيتوري

يبدو أن الحراك المتصاعد على شبكة الإنترنت الخاص بأحداث 17 فبراير 2006 الدامي, قد فرض نفسه على بعض الصحف الليبية, مما يدل -وللمرة الأولى- على اختراق حقيقي لبنية النظام الليبي الإعلامية التي كانت لا تسمح لأي هبة ريح معاكسة لتياره أن تدخل من نافذته الضيقة, لكن (لعنة الإنترنت) التي تصيب الحكام العرب هذه الأيام بدأت بوادرها في ليبيا -على ما يبدو-, وإن كان تناول هذه الصحف لهذا الأمر يبدو وكأنه توجهٌ جديد في التعاطي مع أزمات الوطن
.
سننحي سبب تصدي هذه الصحف لهذا الشأن جانبا, رغم جزمي بأنها مجبرة لا مختارة, على خلفية ذلك الاختراق الذي ذكرناه آنفا, وسنناقش بعض زوايا ذلك التناول, إذ أن الملفت في الأمر هو الطريقة التي تعاطت به هذه الصحف مع هذا الحدث الجلل, فقد نشرت صحيفتا قورينا وأويا أكثر من أربعة مواضيع حول الحدث,  كانت مليئة بالتناقض والتضارب, فتارة عدد الشهداء تسعة وتارة اثنا عشر ومرة ثالثة أربعة عشر, وأغرب ما في الأمر أن قورينا ذكرت أنها الذكرى الخامسة فيما ذكرت أويا إلى أنها الذكرى الرابعة, أما ما لم أتمالك نفسي منه من شدة الضحك حتى سقطت على ظهري (وشر البلية ما يضحك) قول إحدى الصحيفتين أن الحدث كان يوم الجمعة 17 فبراير 2006, فيما ذهبت الأخرى إلى أنه وافق يوم الثلاثاء!!!!!
ترى هل كتب هذه المواضيع صحافيون محترفون مدققون متمعنون مقتنعون مراجعون لما يكتبون, أم تُراهم أُمروا بكتابة ما كتبوا فزلت أقلامهم وشطت عقولهم فصاروا لا يحسنون عدا ولا يتقنون حسابا، ولا يفرقون بين جمعة وثلاثاء, أم أن من أغفل يوم الجمعة قد أخذ بنصيحة ذلك الزعيم العرب الذي تشاءم من ذلك اليوم الذي أُطيح فيه برأسين ثقيلين فألغاه من أجندة الأسبوع!!!
هذا عن الشكل, أما المضمون فهو أكثر غرابة وأعجبُ منطقا وأضل عن سواء السبيل, فالقارئ للمواضيع المنشورة في الصحيفتين, سيدرك بجﻻء مدى تحقير كتابها للعقلية الليبية, إذ لا كلام لهم إلا عن ترضية الدولة لأسر الشهداء بالمال الوفير, الذي امتلأت به خزائن البلاد لتعويض كل جرمٍ اقتُرِف وقُيِدَ ضد مجهول, وبتعويض معنوي وهو إطلاق صفة الشهداء على أولئك المغدورين، من قبل الدولة ممثلة في منسق القيادات الشعبية (سيد قذافي الدم), وغبطة الأهالي بهذا الأمر، وكأن إطلاق صفة شهداء عليهم يحتاج إلى توقيع أو صك غفران من أولئك الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون, فالشهادة كرامة من الله يمنحها لمن يشاء وفق ظوابط وشروط لا يعلمها إلا أولو العلم والتقى (ونحسبهم شهداء بإذن الله من غير جميلكم).
أما أغرب ما خطت يد أولئك الصحافيين فهي البرقية التي أرسل بها أهالي الشهداء إلى الأخ القائد حيث هنؤوه.... ولم يذكر الكاتب ما هي المناسبة التي استحق بها التهنئة!!! وذكرى دماء أولادهم ستحين بعد أيام... وناشدوا سيف الإسلام الضغط على الحكومة الإيطالية لتعويض أسر الضحايا لأنهم كانوا السبب... منطقٌ مقلوب وحسٌ متبلد وعقلٌ بائس... هل رجال الأمن الإيطاليين هم الذين أطلقوا النار بهذه الهمجية على المتظاهرين!!! أقسم بالله موقنا لو أن ما حدث حدث في إيطاليا لما سقط قتيلٌ واحد... فلماذا تحملون أخطاءكم للآخرين, وللأسف هذه هي عادة الضعفاء الجبناء الذين لا يقوون على الاعتراف بأخطائهم ويعملون دائما على إيجاد شماعة يعلقون عليها ملابسهم الملوثة...
وكتب الكاتب فيما كتب معددا من حكمت عليهم المحاكم الليبية كعقاب لما اقترفته إيدي من هم تحت إمرتهم, وكانت كلها بالسجن لسنة واحدة منهم من حكم عليه مع وقف التنفيذ ومنهم من حكم عليه مع النفاذ, هل يعقل أن تصدر أحكام على عدة أشخاص في قضية خطيرة كهذه وكأنها (ربطات معدنوس أو كسبر) أو كأنها حصة تموينية في جمعية استهلاكية!!! ما هذا العبث وما هذا الاستخفاف والتقزيم لعقل القارئ الليبي.
إن دعوة الحوار التي أطلقها مقال رأي قورينا الأخير (بئس التجارة البائرة) قد تجلى بوضوح في اعتقال الصحافيين وسرقة الصحف والتشويش على بعض القنوات وسلب البعض الآخر, إن المسيرة التنموية التي تحدث عنها تتجلى في أبهى صورها في البنى التحتية المنهارة في أرقى مناطق مدينة بنغازي فضلا عن باقي المدن. إن التنمية البشرية التي يتغنى بها الكاتب تبدت في أقبح صورها مع الكاتب الشاعر السنوسي حبيب, الذي رفضت الدولة الاستمرار في علاجه من مرض السرطان الذي أصاب رئته, مما ألجأ المسكين لأموال التبرع, وعاد إلى بلاده التي ما فتئ يحلم بنهضتها ورفعتها, عاد ولم يستكمل العلاج والشفاء بعد.
إن الشعب الليبي شعبٌ طيبٌ ومسالمٌ وبسيطٌ وكريم لا يبحث عن سلطة يستلمها ولا عن مشاكل تُفتعل له, لكنه ينشد حياة هانئة كريمة مثل باقي بني البشر, فأعطوه ما ينشد ولا تمتهنوا كرامته وتحجموا طموحه ولا تستخفوا عقله, فتخالون أنه يحيا فقط بالمال... هذا إن وُجد...
حُرر بتاريخ 15/2/2011

هناك 7 تعليقات:

  1. بارك الله فيك وجزاك الله كل خير وأرجوا من الله تعالى أن يمد فى أعمار الأحرار ليروا بلادنا حرة أبية وقد كنس عن أرضها قذارة القذافى واتباعه الذين خانوا وطنهم وباعوا ذمتهم ودنسوا أرضنا الغالية وامتهنوا كرامتنا فحسبنا الله ونعم الوكيل ونصر الله شبابنا بأذنه تعالى

    ردحذف
  2. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا"

    ردحذف
  3. بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

    ردحذف
  4. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا"

    ردحذف
  5. الموت والدمار للامن الداخلي والخارجى واللجان الثورية الفاسدين..

    هؤلاء فعلا خنازير لانهم يقلون اخوانهم الليبين.

    جايك يوم ياقذافي انت وحزبك الفاسد.. لو كنت ما تقول صحيح وتقول اني موش رئيس.. اترك ليبيا الان وارحل من غير سفك دماء يا حقير.

    الموت لمعمر القذافي ولابنائه الفاسدين ولاعضاء الامن الداخلي والخارجي واللجان الثورية الفاسدين.

    ارحل يا قذافي واغرب بوجهك يا ضالم.. اللهم اقبض روحه شر قبضة وادخله في الدرك الاسفل من النار..امين

    ردحذف
  6. (بنت ازوية) ليبيا عزيزة علي كل ليبي حر وفي لها نحن جميعا ليبيين شرفاء مستحيل بيع ليبيا باي ثمن رخيص .نحن نقاتل بدماءنا و اروحنا من اجل حرية ليبيا من ابن الصهيونية و أبناءه الفاصقيين الطاغيين في الارض و مكثرين فيها الفساد

    ردحذف
  7. (بنت ازوية ليبياحرة)عبدالباري عطوان قل خير انت وزمرتك والا فصمت ليبيا لا تحتاج تحليلك الزائف ايضا نجن لا ننسي مدح للقذافي في السابق نجن ليبيين متفائليين و ان شاء الله تعود أفضل من عهد القذافي البالي و الله يوفق الثوار ويحمي ليبا من أطماع الغرب والله كفيل بحماية ليبيا و ثرواتها و أبناءها وأقول تفاءلوا خير تجدوه وأقول لليبين الدعاء بحماية ليبيا من أطماع الغرب و تذكير الغرب بعدم تدخل العسكري او انشاء قواعد داخل ليبيا الحبيبة فقط يوجه ضربات الي مقر القذافي العزيزية اذا هو موجود فيها أصلا

    ردحذف

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...