الجماعة الليبية المقاتلة حلت نفسها واختلف قادتها بل وانقسموا ، فكثير منهم انخرط في أحزاب سياسية متنافسة وخاض الانتخابات تحت عناوين هذه الأحزاب ، مما يدل دلالة لا تقبل الشك على زوال تنظيم المقاتلة وتخلي عناصره عن أسلوب العنف المسلح ، ومع ذلك مازال رموزها وقادتها السابقون ينعتون بوصف المقاتلة ويُحاسبون على مواقفهم السياسية الحالية باعتبارهم مقاتلة وتنظيما مسلحا أو بتعبير العدو (إرهابيا) .
وفي نفس الوقت كان تنظيم الجبهة الوطنية للإنقاذ تنظيما مسلحا واتخذ العنف وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية ثم بعد فبراير سلك سبيل المقاتلة في ترك العنف واعتماد الوسائل السلمية والانتخابات لتحقيق الأهداف .
في المقابل لا أعرف أن جماعة الإخوان الليبية تبنت في تاريخها العنف كوسيلة بل وأهم سبب لخلافها مع الجبهة الوطنية للإنقاذ هو تبني الإخوان المنهج الإصلاحي السلمي مع النظام في حين أصرت الجبهة على المضي في طريق العنف .
فلماذا التصقت صفة العنف والإرهاب بالمقاتلة ولم تنفك منها في أذهان الناس ثم ألصقت تهمة العنف والإرهاب بالإخوان زورا وبهتانا رغم أنهم لم يسبق لهم تبني العنف في تاريخهم في حين قُبلت (توبة) الجبهة من العنف والإرهاب .
#الفارق الوحيد هو المرجعية الإسلامية للمقاتلة والإخوان .
فالذين يظنون أنهم بحل جماعة الإخوان سيسحبون ذريعة حرب الإسلام من يد أعدائه وسيوقفون الحرب على الإسلام واهمون واهمون واهمون .
وإنما هي مصالح لتيار الصخيرات في الإخوان ورؤية خاطئة وخطوة تزلف نحو العدو لعله يقبلهم في المرحلة القادمة بعد أن أحرقوا سفنهم وكسروا مجاديفهم .
فمن استطاع أن يلقي إليهم حبل النجاة ويردهم إلى شاطئ فبراير فليفعل فإنهم سيغرقون ولن تشفع لهم عند العدو تنازلاتهم المجانية .
فالعدو أبصر بهم من أنفسهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق