لا شك ان اي ليبي غيور ويهمه حقن الدم الليبي سيرحب بأي اتفاق او اتفاقية من شأنها انهاء الحروب والنزاعات العبثية وتحقن دماء شباب ليبيا (من كل الاطراف) وتهيىء الاجواء لحل سياسي شامل وعادل لا يقصي اي طرف .. ولمصالحة وطنية طال انتظارها
ولكن ورغم ترحيبنا .. و "تكبيرنا" (المبكر) بالاتفاق وبعد قراءتنا للبنود . لدينا بعض الملاحظات على الاتفاق الموقع اليوم .. ندرجها كالآتي:
- فبدءا بالديباجة (وفي التوقيعات) كما هو في الصورة .. رأينا ان "الجيش الليبي" (في الغرب) تم ذكر تبعيته ل"حكومة الوفاق الوطني" .. بينما تم ذكر تبعية "الجيش الوطني الليبي" بانه تابع "للقيادة العامة" .. وليس لمجلس النواب كما يفترض (وهذا يذكرنا بمقولة السيد حفتر في باليرمو الذي طالب بان يكون القائد الاعلى للحيش هو القائد العام .. وانه لا يعترف بأي سلطة عليه سوى سلطة منتخبة من الشعب!!) ..
- النقطة رقم 2 من بنود الاتفاق كان من المفترض تضبط المصطلحات وان تذكر بوضوح ما هي جماعات "المرتزقة والمقاتلين الاجانب" التي طلب منها مغادرة ليبيا بعد 90 يوم من توقيع هذا الاتفاق ؟ هل هم "السوريين" الذين جلبتهم تركيا او العسكريين النظاميين الاتراك مثلا .. ام مرتزقة الفاغنر الذين لا تعترف بوجودهم روسيا او "القيادة العامة" .. ام هم السودانيين الذين اتوا عبر الامارات ام السوريين الذي اتوا عبر اجنحة الشام بواسطة الفاغنر (كما ذكرت تقارير وزارة الدفاع الامريكية وتقارير خبراء الامم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الانسان وغيرها من التقارير) ...
- ليس هناك للاسف فقرة واضحة بخصوص توحيد المؤسسة العسكرية على مستوى ليبيا وهل الخطوات اعلاه سوف تتخذ قبل توحيد هذه المؤسسة او بعدها .. وهل يمكن في الواقع توقع خروج اي شكل من اشكال التواجد الاجنبي قبل توحيد المؤسسة العسكرية في ظل انعدام تام من #الثقة بين الاطراف؟! .. ام ان الخروج سيكون بعد توحيد السلطة التنفيذية ، سلطة تمثل كل ليبيا ، كما اشترط لافروف (وزير خارجية روسيا) منذ عدة اسابيع ؟! ..
- هذا يقودنا الى انه ليست هناك خطوات تراتبية او اوليات في اتفاق اليوم .. واي خطوات ستنفذ اولا ؟!
بالطبع نتمنى لهذا الاتفاق كل النجاح والتوفيق .. خاصة في موضوع الوقف الدائم لاطلاق النار والتوقيع عليه ولاول مرة .. وكذلك في اجراءات وتدابير بناء الثقة .. ولكن نتمنى ان تضبط المصطلحات .. وتوضع الاولويات .. حتى يكون اتفاق متين غير قابل للتأويلات كما رأينا في بعض التصريحات المتضاربة نوعا ما والصادرة اليوم من الاطراف المشاركة في الحوار نفسها التي من شأنها ان تعرقل تطبيقه بتفسيرات حسب مايراه البعض وليس كما هو مضبوط بالنص .. او تحاول بعض الاطراف استغلال هذا القصور في ضبط المصطلحات وفي الصغة القانونية .. لنسفه .. لا قدر الله ...
وللحديث بقية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق