تراجع خليفة حفتر بعد أن تمت مواجهته وصد هجومه على طرابلس، وذلك بفعل صمود قوات حكومة الوفاق، فتحطمت طموحاته في حكم ليبيا، وتلاشت أحلامه واستنفد جميع الفرص العسكرية والسياسية واستنزف كافة إمكانياته وجنوده ورجع لمقره بالرجمة رغم دعم فرنسا وروسيا والإمارات له دعما غير محدود.
جرائم دولية
خلال هذا الهجوم اقترفت عدة مجازر في حق الليبين، في مقدمتها مجزرة الكلية العسكرية التي وقع ضحيتها قرابة الثلاثين طالبا كانو يستعدون لحفل التخرج، ولكن الماكينة العسكرية قضت على أحلامهم، وكذلك قصف مطار معيتيقة الدولي وفي أوقات كانت تسير فيه رحلات دولية تنقل بعض المرضي والجرحى للعلاج، ناهيك عن تهجير مائة ألف شخص من بيوتهم في ضواحي العاصمة طرابلس وتركهم يفترشون الأرض بالمدارس ومؤسسات الدولة في مشاهد يصعب تخيلها في دولة نفطية مثل ليببا. ومجازر ومقابر ترهونة الجماعية أكبر دليل على ما مورس من وحشية. وكون التشكيلات العسكرية (من مرتزقة وغير مرتزقة) كانت تعمل تحت إمرة حفتر فهذا يجعله مسؤولا عن أعمالها. وقد صدرت مؤخرا عقوبات أوروربية ضد أشخاص مقربين من حفتر .
محاولات حفتر للاستحواذ على السلطة
بعد سقوط نظام رفيقه معمر القذافي حاول أن يجد له دورا، فقام بإعلان انقلاب علي ثورة فبراير تلفزيونيا وذلك بإعلانه عبر قناة العربية تجميد الإعلان الدستوري. إلا أنه لم ينجح.
بعد ذلك، وجد في البرلمان الذي يترأسه عقيلة صالح غايته حيث تمت ترقيته عسكريا الي رتبة مشير ومع هذا مارس ضغوطا على البرلمان، وذلك بعد أن طلب من أنصاره بتفويضه لقيادة ليبيا وتعطيل البرلمان الليبي، إلا أنه لم ينل تأييد سوى بضع عشرات.
يرحل أو يرحل
كل المؤشرات تشير إلى أنه لن يكون هناك أي دور لخليفة حفتر في المشهد السياسي الليبي، لأنه فقد شرعية محاربة الإرهاب التي تحصل عليها في بداية انتشار داعش الإرهابي في ليبيا، حليفتاه روسيا والإمارات تخلتا عنه، وأصبح عقيلة صالح يستقبل ممثلا للمنطقة الشرقية في جل عواصم العالم وذلك للتنسيق لأية عملية سياسية مرتقبة في ليبيا.
ولا شك قد تبين له ولمستشاريه أنه لم يعد يمسك بأية أوراق تُذكر ليفاوض بها، وخاصة بعد إجباره على فتح حقول النفط.
والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه الآن: هل يفعلها حفتر ويغادر مسرح الأحداث، أو حتى تراب ليبيا ليعيش ربما في أحد المنافي سواء في العاصمة الأردنية أو في فنزويلا أو الإمارات العربية المتحدة أو يعود ربما لضواحي فرجينيا الأمريكية.
نقلا عن موقع بوابة الوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق