ما أن غرزت قوى الثورة المضادة انيابها في جسم الربيع العربي و نشبت اظافرها في أوصاله، حتى جعلت من جماعة الإخوان المسلمين العجلة التي تلتف حولها والشيطان الذي تنسب له كل فشل وفساد وخراب يقوم به على ايدي عملائها وأذرعها المتغلغلة والمختبئة في زوايا الربيع.
ولم تكن ليبيا بدعا عن هذه الموجة بل هي من أكثر الدول التي تأثرت بهذه الفوبيا المدعومة بحملة إعلامية كبيرة مع اسطول كبير من الذباب الالكتروني الممول من دول الثولة المضادة.
أصبح كل خطاء بل أصبح اسم الاخوان المسلمين تهمة جزافية تطلق على في أي حوار بين مختلفين، وكانت سلاح لإسقاط الطرف الاخر حتى صارت " بعبع " يخشاه ويستعمله كل الفرقاء السياسيين، وأصبح الكثير من المسؤولين يؤكد على عدم انتمائه للإخوان أو يفتتح كلامه بالتنقيص من الاخوان حتي يُكسب كلامه مصداقية وينفي إي شبة علاقة له بالإخوان، ويقطع الطريق على خصومه من الصاق هذه التهمة.
فالإخوان والاخونة اصبحت محور مزايدة وتهم بين المسؤولين الليبيين لدرجة الهذيان والإسفاف والتهرب من المسؤولية، وعدم احترام الشعب الذي أصبح يدرك جزء كبير منه أن الاخوان - سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا – هم بعيدون إلى حد كبير عن السلطة الفعلية والتواجد في المراكز التنفيذية في حكومة الوفاق, وتقريبا حتى خالد المشري حين انتخب رئيساً للمجلس الاعلى للدولة – وهو منصب غير تنفيذي – اعلن استقالته من جماعة الاخوان المسلمين.
ومما يلفت النظر أنه بعد بروز مظاهر الفساد حول الحكومة وخروج الخلافات داخل اعضاء المجلس الرئاسي للسطح برزت الأصوات من داخله للزج باسم الاخوان في هذه الصراعات على النفوذ والجاه والمكاسب من اجل تحقيق مكاسب أخرى، وتوجيه الرأي العام الذي يطالب الرئاسي بتقديم الخدمات أو التنحي للسلطة، ويهدد بالخروج في تظاهرات سلمية، مما دفع بالرئاسي للهروب للأمام وتحميل الاخوان فشل ليخفي الفساد الداخلي المستشري، و حرك كل أذرعه لتحويل الانظار نحو الاخوان بدلا من معالجة المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن ، كما زج ببعض امراء الكتائب والتشكيلات العسكرية في نفس المضمار.
فالحقيقة أن "دسكة" الإخوان أو العداء للإخوان أصبحت شماعة كل مسؤول فاشل أو فاسد ويريد أن يداري على هذا الفساد، بخلق عدو وهمي يرمي عليه كل إخفاقاته، وبداعي مواجهته يستمر في منصبه إلى أبد الآبدين.
نقلا عن ليبيا تايمز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق