الأربعاء، 8 يناير 2020

الشيخ ونيس المبروك كتب : حاجتنا لمشروع إنقاذ وطني


 

السكوت عن جريمةِ الكلية العسكرية، جريمةٌ أخرى ولكنها أدق وأخفى .
والاكتفاء بالغضب والتأسف قد يكون نوع من المخدرات النفسية، التي تجعل الحادثة تمر دون أي إجراء عملي وقائي لمنع حدوث كوارث أخرى
لن تتوقف الدول الداعمة لحفتر عن قتل أبنائنا، وحرقهم بدم بارد، مادام الأمر سيُحسن من قدرتهم على التفاوض السياسي لنهب مزيد من المكاسب الاقتصادية والسياسية.
ولن يتوقف غسان سلامة عن التأسف والتنديد ، فهذا ديدن ممثلي الأمم المتحدة مع مذابح وقضايا المسلمين قديما وحديثا ,
يؤسفني القول بأن كوارث أكبر وجرائم أبشع قد تحدث، مالم تتوحد كلمة أحرار ليبيا على مشروع وطني لإنقاذ البلاد ، وتُرض صفوفهم على اختلاف توجهاتهم واقاليمهم على مقاومة مشروع عسكرة الدولة وإعادتها لحكم الاستبداد والاستعباد من جديد .
حكومة الوفاق ، قد تنجح جزئيا في تسيير إدارات الدولة الداخلية ، وتدبير حاجات الناس ، ولكنها- بحكم ظروف تكوينها، وبحسب مستوى بعض رجالاتها ؛ عاجزة عن قيادة مشروع إنقاذ وطني حقيقي، وهذا يحتم علينا جميعا البحث عن صيغة أخرى تحقق هذا الحلم ، وتنسق جهود المخلصين، لسد العجز والفراغ الذي تركته.
( في مثل هذا الظرف ) ينبغي أن يكون للعمل الأهلي ، والمبادرات الوطنية دورا رياديا، في إنقاذ الأوطان، دون تصادم أو تقاطع مع الإدارات الحكومية التي تدبر أمر الناس، وتمثلهم أمام المحافل الدولية، شريطة أن تنطلق هذه المبادرات من رؤية واضحة المعالم ، متكاملة الأركان ، وجبهة موحدة تنظم الجهود وتقودها لتحقيق هذا الواجب العاجل الأكبر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق