السبت، 12 نوفمبر 2016

د. فرج دردور : رسالتي: أبدأوا بأنفسكم قبل أن تطلبوا من غيركم وكونوا واضحين في مواقفكم






جماعة النظرة القاصرة التي تحتفل بالسيطرة على بوابة في الصحراء لاتباعها، حباً في اشباع رغبة العنف المتأصلة في تربيتهم الأولى، ماذا ستجنون من الحروب؟!
جماعة البرلمان وبعضكم شريك قديم في تأسيس ظاهرة جضران وكان سبباً معه في انهيار اقتصاد ليبيا وتجويع شعبها، اليوم خلصتم وفق إدعائكم بأنكم وطنيون متناسين ماضيكم التخريبي القريب. والدليل أن حرس المنشآت النفطية اتضح أنه تابع لشيخ القبيلة الاطويش وأن الجضران أحد ابنائه المتمردين عليه.
ما علينا.........ماذا تريدون اليوم بالضبط؟؟؟!!
ماذا تريدون بالضبط، فمن جهة تعلو أصواتكم بوصف الليبيين الذين لم يجدوا ملجأ سوى التوافق الوطني، بالخيانة والعمالة، والفرقاطة.....إلخ، حتى شملتم بقذفكم هذا الأمم المتحدة والعالم كله، وكأنكم شعب مستقيم لا ينقصه إلا سيادة من تحبونهم.
ومن جهة أخرى تقولون أننا ننتظر حكومة الوحدة الوطنية لاعتمادها واستئناف تصدير النفط لصالح الليبيين، ونحن هجمنا على المنشآت النفطية للحفاظ على ثروة الشعب الليبي، وسيصدر بواسطة المؤسسة الوطنية للنفط التي يحدد طبيعة عملها ومكانه خبرائها ومهندسيها، ولا دخل لنا في عملها.
المطلوب منكم حتى تستطيعوا الحديث عن أخطاء غيركم فعل الآتي :
1 ـ الاعتراف صراحة بالاتفاق السياسي كونه الخيار الوحيد المطروح، والذي جاء نتيجة لفشل البرلمان في حكم ليبيا موحدة. وخصوصاً أن بديل هذا التوافق هو حكومتان في الشرق والغرب، تكرسان الانقسام، وتضيع في ظل حكمهما البلاد، أكثر مما هي ضاعت.
2 ـ الاعتراف بأن الأمم المتحدة كراعية للاتفاق لم تتدخل طوعاً في دولة متفق شعبها، وإنما أنتم من طلبها، وعليه فإن كوبلر شرعي أكثر من عقيلة صالح وذلك من وجهين:
أ ـ كوبلر مبعوث أممي فرضته رسائل عقيلة صالح الذي كان يرسلها طالباً التدخل عندما كان البرلمان جسم شرعي، واليوم انتهت شرعية البرلمان وذهبت معه رئاسة عقيلة صالح، وبقى كوبلر صالحاً.
ب ـ كوبلر استمد صلاحية أخرى من قرارات مجلس الأمن بخصوص ليبيا منذ 2011، ومن له القدرة على رفضها، فليعلنها صراحة في وجوههم، ولا يعكس رفضه بمشاكل يفرضها على أهل بيته الضعفاء؟ هكذا هي الشجاعة وما تتطلبه الرجولة.
3 ـ مع احترامي لأهلنا المتحضرين في المنطقة الشرقية والذين يعرفون حقوقهم ووجباتهم، وما دام الجهويون يلحون على تطبيق نظام المحاصصة المتخلف، ويضعون العراقيل من أجل فرضه على الشعب الليبي بطرق الابتزاز النفطي. عليهم الإعتراف بأن شمال برقة لا يساوي نصف ليبيا ولا حتى ربعه وإنما خمسه، وأن شمال برقة ليس هو جنوبه من حيث التوجه وتوفر الموارد. لا بل أن شمال برقة ليسو طيفاً واحداً، وإنما هم مختلفون مثلما عليه ليبيا كلها. وعليه ليس من حقهم الحديث باسم برقة.
4 ـ نفي كل البيانات السابقة وآخرها بيان حكومة الثني الذي وصفه بالعادل وفيه منح شمال برقة حقوق زائدة عن الشعب ليس من حقها.
5 ـ سحب كل ابناء القبائل الذين تم تعيينهم بالقوة في المؤسسة الوطنية للنفط تحت اسم حرس المنشآت النفطية وغيرها، مما أثر سلباً على عمل المؤسسة من حيث العبء المالي والتدخل في شؤون عملها، وتحويلهم إلى وزارة الضمان الاجتماعي لتصرف لهم منح إلى أن يحصلوا على عمل بعرق جبينهم.
6 ـ اعتراف السيد عقيلة صالح بأن ليبيا دولة مدنية موحدة لا دور فيها لسلطة القبائل، ويتحمل المسؤولية عن أي أموال أهدرها من خزانة الدولة تخص الجانب القبلي.
7 ـ الموافقة على قانون تجريم الجهوية والعنصرية، واعتبارها تهدد وحدة البلاد، وتعرض الأمن القومي للخطر، ويعاقب عليها بأشد العقوبات.
8 ـ الاعتراف بأن الجيش والشرطة هم ذلك الرجال الذين يحملون أرقام عسكرية قبل 2011، وأن كل من تم اعدادهم وتخريجهم بعد ذلك هم مليشيات جهوية ومناطقية لا تقبل في الهيكل العسكري والأمني إلا بعد إعادة اختيارهم وتدريبهم من جديد بشكل علمي، ووفق حاجة المجتمع لهذه العناصر حسب نسبة عدد السكان.
9 ـ تقديم أعضاء البرلمان الذين اعتدوا على زملائهم بالضرب إلى محاكمة عادلة، وخصوصاً أنهم هددوا وحدة البلاد واستخفوا بمعاناة الشعب الليبي، وبعضهم متهم بنهب الأموال.
10 ـ إذا وافقتم على هذه المبادئ الوطنية، وكنتم جزءاً منها، عندها يمكن أن يقبل منكم الحديث عن مقاتلة وإخوان ومليشيات في طرابلس.
ولا أظن أنكم تستطيعون فعل أي شيء من هذا، ولهذا عليكم التوقف عن اجترار الماضي الذي أنتم جزء من مشاكله، والقبول بالاتفاق السياسي صراحة وهو المخرج الوحيد الذي يحفظ ماء وجهكم، بعد أن سئم العالم عنادكم وتحجر عقولكم.
أبدؤوا بأنفسكم حتى تكون طلباتكم مستساغة ومقبولة من الجميع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق