الخميس، 10 نوفمبر 2016

غموض في سياسة ترامب المنتظرة بليبيا



طرابلس ــ عبدالله الشريف
شكلت الأزمة الليبية إحدى أهم نقاط الخلاف في حملات تنافس مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلال الأشهر الماضية، فقد أعلن المرشح الجمهوري الفائز، دونالد ترامب، في أحد خطاباته أمام ناخبيه أن "ليبيا تعتبر إحدى الكوارث التي تسببت بها هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية"، مؤكداً أنه "في حال فوزه سيعمل على قصف ليبيا للقضاء على التنظيمات الإرهابية، خصوصاً تنظيم داعش".
وكان موقع وكيلكس قد فجّر قضية علاقة "كلينتون" بتأزم الأوضاع في ليبيا، بعيد سقوط نظام القذافي، من خلال مئات الرسائل التي سربها الموقع من بريدها الإلكتروني.
وحول تأثير تغير القيادة السياسية في الولايات المتحدة على المشهد المضطرب في ليبيا، اعتبر المراقبون للشأن الليبي أن "الأزمة في بلادهم لا تمكن حلحلتها من الخارج"، وأن "تأثير تغير قيادة سياسية لدولة كبرى كأميركا على قراراتها لن يكون بالكبير، فليس بوسعها تغيير موقفها من الاتفاق السياسي ومعارضيه في البلاد".
وقال النعاس حمودة، وهو خبير ليبي أمني، إن "هاجس أميركا والعالم في ليبيا هو الإرهاب، وتحديداً تنظيم داعش الذي لم ينته وجوده، فهناك مناطق أخرى مهددة من قبله دخل ليبيا بل ويتهدد خطره دول الجوار أيضاً وأميركا حسمت موقفها من ليبيا عندما وقفت عسكرياً بجانب حكومة الوفاق".
وأضاف حمودة في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الحكومات هي جهات تنفيذية لسياسيات ترسمها مخابرات ومؤسسات تشريعية، وتربع الجمهوريين على كرسي الحكم لا يعني تغيراً كبير في سياسة أميركا تجاه الملف الليبي أو غيره من ملفات العالم العربي".
ويشترك في الرأي مع الخبير اللييبي الصحافي، زين العابدين بركة، والذي قال "تصريحات مرشحي الحزبين خلال الحملات الانتحابية لا تشير إلى فرق كبير، فكلينتون كانت ستوسع من دعمها لمحاربة الإرهاب في ليبيا لتلافي القصور المتهمة به، في توفير الحماية لمقراتها الدبلوماسية في بنغازي، والتي أدت لمقتل السفير الأميركي في عام 2012، وهو ذات الاتجاه الذي عبر عنه ترامب بشكل جلي عندما توعد بقصف ليبيا للقضاء على داعش".
وعن إمكانية انحياز ترامب لأحد أطراف الصراع في ليبيا استبعد بركة أن يكون ذلك صحيحاً، وقال بركة في حديث لـ"العربي الجديد" إن "حديث ترامب عن القذافي وحكم العسكر لم يفهم بالشكل الصحيح، فهو كان في معرض اتهامه لخصمه الديمقراطي بإغراق ليبيا في الفوضى، بدعمها، أي كلينتون، لعملية إسقاط حكم القذافي، ولكن الأميركيين أنفسهم يعرفون أن موقف أميركا كان متأخراً جداً حيال الثورة التي أسقطت القذافي".
وقال بركة "إعلان البنتاغون يوم أمس عن استعداده لتلبية طلب جديد لحكومة الوفاق لدعمها عسكرياً يمكن قراءته أيضاً ضمن الحديث عن مساعي الأخيرة لاستعادة موانئ النفط، من قبضة قوات حفتر".
واعتبر الخبير حمودة من جانبه أنه "لا يمكن لأميركا أن تسمح لدول متربصة بليبيا كفرنسا وإيطاليا وبريطانيا بأن تقتطف ثمرة جهودها في ليبيا على مدى الثلاثة أشهر الماضية"، وتابع "فوز الجمهوريين لا يعني أنهم سيصنعون القرار لوحدهم فلن يسمح لهم بالنكوص وترك الساحة الليبية بعد مشاركة جوية في قصف مقرات داعش وهي على وشك الانهيار الآن، ومن المتوقع أن تزيد وتيرة التدخل العسكري الأميركي في ليبيا أكثر".
وأضاف "أعتقد أن وصول ترامب إلى الحكم سيضاعف أزمة ليبيا بشكل أكبر، فلن يخفي ترامب منافسته لدول مثل فرنسا وروسيا داخل ليبيا، وبالتالي ستدعم هذه الدول أطرافاً ليبية لتصفية حساباتها، وكمؤشر جديد تكاثفت الأنباء عن وصول دعم عسكري روسي لحفتر في شرق البلاد".
ومن جانبه يرى الصحافي بركة أن "المسار الأميركي والدولي حيال الملف الليبي سيزيد حدة فدول مثل إيطاليا وفرنسا ترى نفسها ذات أحقية تاريخية في دول شمال أفريقيا، والحديث عن وجود قواعد أميركية في تونس لقصف داعش في ليبيا يؤشر إلى دخول منافسة أميركية، وبالتالي إمكانية تدخل عسكري مباشر من أكثر من دولة تحت مظلة محاربة داعش، والذي من المتوقع أن يلجأ مقاتلوه الهاربون من العراق وسورية إلى ليبيا حيث تتوفر البيئة المناسبة لهم".

العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق