الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

محمد عمر اطلوبة : هل اخترق القذافي المجلس الانتقالي في غفلة منه ؟


في ليلة مقتل اللواء عبد الفتاح يونس وما إن انتهى المؤتمر الصحفي المقتضب للسيد رئيس المجلس الانتقالي حتى طفت إلى السطح أسئلة محيرة حول المجلس الانتقالي وحول أداءه وقيادته للأزمة منذ ستة أشهر .

في المؤتمر الصحفي لرئيس المجلس الانتقالي بدت الفوضى تعم القاعة لدرجة أن وزير المالية بلباس غير رسمي يقف بجانب الحراسات العسكرية وكان كلام رئيس المجلس الانتقالي يثير الريبة والشك أكثر مما يجيب على أسئلة حول ملابسات مقتل اللواء .

نعلم بداهة أن اللواء عبد الفتاح يحظى بشعبية وثقة كبيرة بين قوات الصاعقة على الأقل ويحرسه مابين ثلاثين إلى أربعين من رجاله المقربين والموثوقين ؛ فكيف يمكن لمسلحين اقتياده واغتياله ، فالمنطق والعقل يقولان أن اغتيال رجل بهذا المنصب يحتاج لسرية عسكرية متكاملة تشتبك في عملية يسقط فيها      عشرات بين قتلى وجرحى وتستمر فيها  الاشتباكات لساعات  فكيف يمكن أن يقتل غدراً مع اثنين فقط من مرافقيه ؟!!
هل القتل كان بعد التحقيق أم قبله ؟ وهل يعني هذا أن من يقف وراء اغتيال يونس هي الجهة المكلفة بإحضاره ؟ وهل من أوعز إلى المجلس بالتحقيق مع اللواء هو من يقف وراء العملية ؟ فإذا أضفنا إلى ذلك بث تلفزيون القذافي في فترات سابقة لمقاطع فيديو تظهر اجتماعات للمجلس وأخرى لغرفة    عمليات الجبهة !! فهل يدل مقتل اللواء بغض النظر عن الفاعل هل يدل على أن المجلس مخترق إلى هذا الحد من قبل النظام ؟
لقد أوضحت حادثة مقتل اللواء أن المجلس يحتاج للكثير من ترتيب الأوراق وإعادة النظر في كثير من الإجراءات وأولها الإجراءات الأمنية والإجراءات الاستباقية ، حتى المؤتمر الصحفي المنعقد لإعلان مقتل اللواء لم يكن منتظماً ولم يكن تصريح السيد مصطفى عبد الجليل موفقاً إذ بحديثه عن المجموعات التي        لم تنضوي تحت قيادة المجلس أوحى بأنه لا يسيطر على القوات العسكرية المنتشرة ما قد يعرقل جهوداً دبلوماسية تبذل من أجل الاعتراف به .
لو كان اغتيال اللواء يونس تم عن طريق إطلاق النار على موكبه من قبل مسلحين لكان ذلك متوقعاً وطبيعياً إلى حد ما لكن أن يتم اغتياله بهذه الطريقة فهذا يترك أسئلة عديدة تحتاج إلى إجابة واضحة وشفافة .
 في المؤتمر الصحفي بدى المجلس في ارتباك كبير وواضح حتى وزير المالية يقف بلباس غير رسمي مع العساكر والحراسات حائراً ومندهشا من الحدث .
إن المجلس مطلوب منه الإجابة على أسئلة عدة ومن أهمها كيف تم اختراقه من قبل القذافي إلى درجة أن يقتادوا ويغتالوا قائد أركان الجيش في معقل الثوار !
إذا استمر أداء المجلس بهذه الوتيرة فإنه سيواجه الكثير من الصعاب أمام العالم في إيصال صوته ولن يستطيع تسيير أمور البلد بعد دخوله للعاصمة قريبا بحول الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق