الأحد، 24 يوليو 2011

محمد بالروين : رسالة مفتوحة (5): نعم للمفاوضات من أجل إنجاح ثورتنا المباركة... بشــرط


الاخوات رئيس وأعضاء مجلسنا الوطني المؤقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 من المُحزن حقا ان السياسيين والدبلوماسيين العرب اليوم عندما يفشلوا في حل مشاكل بلدانهم وخدمة شعوبهم يُقدموا أنفسهم كخبراء دوليين للدول الكبري وإستعدادهم للعمل مع هذه الدول من أجل تحقيق مصالحها حتى ولو قاد ذلك الي  تمكين وإستمرار ظلم الانظمة الدكتاتورية في أوطانهم. ولعل السيد عبد الإله الخطيب المبعوث الدولي إلى ليبيا هذه الأيام هو أكبر ذليل علي ما نقول. فقد كَشفَ لنا مبادرته الدوليَّة بشأن ليبيا والتى تشمل "وقف لإطلاق النار وتشكيل سلطة انتقاليَّة علي أساس المناصفة بين الحكومة والمعارضة (يقصد الثوار)." وكأن الاوضاع في ليبيا اليوم – بالنسبة للسيد الخطيب -- يسودها حالة ما تُعرف بـــ "دولة لا غالب ولا مغلوب." وفي أعتقادي إن هذا التحرك (يعني هذه المبادرة الدولية) لم ياتي من فراغ بل قد يكون أحد نتائج مؤتمر مجموعة الاتصال الذي انعقد في تركيا يوم 15 يوليو 2011. ولعل المهم بالنسبة لشعبنا الليبي وثوارنا في الخنادق وعلي جبهات القتال هو الانتباه والاهتمام لهذا الأمور الخطير والاستعداد لهذا السيناريو الذي تعتبره دول التحالف اليوم هو أحد الاساليب الرئيسية للخروج من الازمة الليبية التى كانوا يعتقدوا بأنها ستنتهي في بضعت أسابيع. وعليه فمناشدتى لمجلسنا الوطني المؤقر في هذا الرسالة هو التذكير بمجموعة من المبادي التى لابد من التمسك بها وتأكيد عليها عند الحديت مع الدول التى تريد -- لإسباب تتعلق بمصالحها – التفاوض مع بقايا حكم القدافي الشرير. ولعل من أهم هذه المبادي والمنطلقات هو ان شعبنا المجاهد لا يرفض من حيت المبذأ فكرة التفاوض مع الخصم والايمان بان كل الخيارات مفتوحة بشرط:
1. لا لوقف إطلاق النار قبل تنحي القذافي وأبنائه وعصابته من المسرح السياسي الليبي. فالحل العدل لا يفرضه الا السلاح. فكل العالم اليوم يعلم بأن القدافي وعصابته ظلموا شعبنا زإنتهكوا أعراضه ودمروا ممتلكاته... فماذا  بقاء لهم أن يفعلوا الا الرحيل.
2. لا للمفاوضات مع بقايا النظام قبل تنحي القذافي وأبنائه وعصابته من المسرح السياسي الليبي. وفي هذا الصدد نقول للقدافي ما قاله هو نفسه لشعبنا "نحن ليس بيننا وبينك كلام الي يوم القيامة." وسوف يرد عليك شعبنا باللغة التى تفهمها , فانت تخاف لا تستحى.
3. لا لتشكيل سلطة انتقاليَّة علي أساس مبذا المناصفة أوالمحاصصة بين الحكومة والثوار.وذلك لان إقتسام السلطة –       بعد كل هذه الدماء الزكية التى سالت – هي ببساطة محاولة خبيتة للإتفاف علي ثورة شعبنا المباركة والعمل علي سرقتها.
4. لا للقبول بأي مبادرة تدعوا الى تنحي القذافي مع بقاءه في ليبيا بضمانات دولية أو ان يكون فوق القانون الليبي. بمعني اذا أختار القدافي البقاء في ليبيا فسيكون عُرضة للقانون كأي مواطن آخر وسيشاهد العالم كيف ستكون دولتنا الجديدة   عادلة معه.
5. لا للمفاوضات مع بقايا النظام الا بوجود ممثل لثوار الخنادق فيها. بمعني لابد من إستشارة المجاهدين في جبهات القتال وان يكون لهم ممثل في كل هذه المفاوضات وخصوصا التى تتعلق بمصير الوطن. فهم الذين صنعوا هذه الثورة المباركة وهم الذين سيكونوا – بإذن الله -- حراسها في المستقبل.
6. لا للمفاوضات السرية ولا للمفاوضات الشخصية ويجب ان تكون كل المفاوضات بموافقة ورعاية مجلسنا الوطني.
7. لا للمفاوضات بإسم الشعب الليبي أو الحديت بإسمه من أي طرف آخر مهما كانت مصداقيته أو حرصه علي مصالح   شعبنا وثورتنا المباركة.
سيداتى سادتي
أدعو مجلسنا الوطني المؤقر ان يشكل فريق مؤهل وقادر ومستعد للتفاوض مع من تبقى من نطام الحكم في حالة تنحي المجرم القذافي وأبنائه وعصابته من المسرح السياسي الليبي. وان يكون هذا الفريق هو الفريق الوحيد المُكلف من قِبل المجلس الوطني بالتفاوض مع كل الاطراف. وبشرط ان تكون كل المفاوضات علنية ولها إستراتيجية واضحة ومتفق عليها مسبقا.
أخيرا أيها السادة الكرام أرجوا من مجلسنا المؤقر أن لا يسمح لإي شخص إنشق علي نظام القدافي -- مهما كانت إمكانياته – ان يكون عضوا في فريق التفاوض. وذلك لانه يبدوا أن بعض عناصر النظام قد إنشقوا ليخترقوا صفوف ثوارنا وينقضوا علي ثورتنا المباركة من الداخل. أنا أدعو -- وبكل صدق وأحترام --- كل هؤلاء السادة الذين أنشقوا علي هذا الحاكم الشرير أو كانوا طرف رئيسي في مشروع سيف أن ينسحبوا من عملية التفاوض مع بقايا النظام. أدعو الله عز وجل أن يحمى ثوارنا وأن ينصر ثورتنا وان يخلصنا من كل الشريرين والانتهازيين ... والله المستعان.

محمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com
   

هناك تعليق واحد:

  1. اوفقك الراى اخى العزيز فاكثر مايؤلمنى ويحزننى ان نرى الغرب هم من يطرحون المبادرات والاراء والقرارات اكثر من المجلس الانتقالى ولا نرى من يردعهم او يوقفهم ولا نرى ردا صريحا من المجلس الانتقالى يرد على مثل هذه المبادرات الخبيثه فلابد لنا ان نقول بصوت واحد وواضح لا لعناصر النظام السابق فى مستقبل ليبيا من ينشق يمكن ان نعفو عنه ولكن لا مكان له فى مستقبل ليبيا ولا لتواجد القذافى فى ليبيا الا فى قبره محاكما من قبل محاكمنا ارجو ان تنال كلماتك الاهتمام الاكبر من قبل الليبيين والمجلس الانتقالى
    تحياتى

    ردحذف