الخميس، 30 يونيو 2011

القذافي يناضل من أجل آخر لقب، فلا تمنعوه، تقديرا لظروفه النفسية.



 ليس ثمة شك في أن أحد مكونات كأس الكبر التي أثملت عقيدنا المتكبر،وقائدنا المتسلط المتجبر، هو ذلك العنصر الذي لا يبالي القذافي في أن يدفع فيه أي ثمن، ولو كان هذا الثمن هو العبث بوجود دولة اسمها ليبيا، أو شعب اسمه الشعب الليبي. إن ذلك العنصر الباهظ التكاليف هو؛ اللقب العجيب الغريب المتميز.

آمل أن يأتي ذلك اليوم الذي أرى فيه رجلا بكفاءة وأمانة الأستاذ محمد يوسف المقريف، أستاذنا بكلية الاقتصاد، معتليا جهاز ديوان المحاسبة، وليقوم، ولو من باب العظة والاعتبار، باحتساب التكلفة الحقيقية لألقاب معمر القذافي، وكذا تكلفة أسماء أجهزة الدولة ومؤسساتها التي احتكر القذافي سلطة تسميتها، بدءا من الاسم الفوضوي للدولة، الجماهيرية، الذي أرهق المعاجم، وانتهاء باسم الوحدة الصغرى في منظومة الإدارة المحلية كالكومونة، وغير ذلك من أسماء كثيرة كان القذافي يتعمد الخوض فيها بمناسبة وبدونها، متأثرا، وبكل تأكيد، بما يعانيه من وطأة عاهة الذكاء الفطري التي غرستها فيه نشأته وثقافته البدوية البسيطة، ثم ما حظيت به هذه العلة بعد ذلك  من دعم عندما فاز هذا الشاب المعدم بضربة الحظ التي لم يكن يتوقعها، بحصوله على الورقة الرابحة في لعبة القمار السياسي الدولية، وتربعه في حلكة الليل على كرسي الدكتاتور، وهو في بواكير سني شبابه، ولم يتخلص بعدُ من موروثه الصبياني الذي لازمه، وبكل أسف، حتى حينه.

كأنني أرى القذافي ينظر إلى حبل المشنقة، ويتمنى على جلاديه أن يحققوا له رغبته الأخيرة، متعللا بما تعارف عليه في حالات كهذه، وهو تحقيق الأمنية الأخيرة للمحكوم عليهم بالإعدام.

وكأنني أرى أيضا تجاوب الناس والأحداث مع هذا الدكتاتور المحظوظ الذي لم يحقق أي أمنية لضحاياه، وهم يقادون  بأمره شبابا أبرياء إلى حبال المشانق أمام زملائهم وأصدقائهم، أو يسلخون سلخا جماعيا بسكاكين من جمر، أوقدوا تحتها زبانية القائد الخائن كل نار حقده وانتقامه في مثل هذا اليوم 29. 6 من عام 1996 ، أو بعده في مناسبات كثيرة، آخرها ما يشنه ولي أمرنا من حرب ضد مواطنيه العزل، والذين سرق منهم قوتهم ليشتري به هذه السكاكين، ويستأجر به هؤلاء الجزارين.

هدأت حدة أحداث اليمن بتشويه معالم جسم ووجه دكتاتور اليمن، وأجبرته الملامح البشعة لخلقته المشوهة على التواري عن العيون ربما إلى الأبد. كما بدأت أحداث سوريا تتجه نحو الطريق الذي كلف مئات القتلى، وهو ما كان متاحا بلا ثمن، لولا غريزة التسلط التي استحوذ الحكام العرب على معظم مخزونها الأرضي.

كل تلك الأحداث تتجمع لتفسح المجال أمام ملك الملوك كي يحقق أمنيته الأخيرة؛ خاتم ( ..........

صدقوني إذا قلت لكم أن الذي دفعني إلى فتح القوس عاليه، وحشوه بالنقط إلى ما لا نهاية، هو شعوري بالعجز التام عن الإتيان بالمضاف لكلمة خاتم، والتي لا أشك أبدا في أن نفسية معمر القذافي تتعلق بها وبمضافها حتى الجنون.

ساعدوني، رجاء، في حصر كل الصفات الذميمة التي اتصف بها معمر القذافي ، والتي تصلح بأن تكون مضافة لكلمة خاتم، كما تصلح بأن تكتب على شاهد قبر معمر القذافي عندما نزوره يوما، مسبحين لله قاهر الطغاة والمستبدين، وخاتم الدكتاتوريين الآدميين.

أجل إن معمر القذافي هو خاتم الدكتاتوريين بدون منازع.    

محمد الشيباني
aa10zz100@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق