( عنتريات وطزطزة في الرخاء ... تمتمة وتوسل في الشدة )
عادةً ما كان يظهر لنا القديس معمر القذافي -كما نعى نفسه في خطابه الأخير- بخطاباته الطويلة المثيرة للإشمئزاز. هكذا عرفناه، بشطحات جوفاء ... يظهر من خلالها أنه يحمل هم القاصي والداني، بلباسه المزركش وتسريحة شعرة الإصطناعي، وسط جموع غفيرة، أجبروا على المجيئ رغما عن أنفهم، فهم طلبة أو موظفين مغلوب على امرهم أو ممن لايملكون قوت يومهم و ينظرون بفارغ الصبر، عله يأتي بجديد يفرحهم، ولكنهم دائما يعودوا وهم مثقلين بعد أن امطرهم بوابل من الشتائم، فينقلبوا إلى ديارهم جاثمين.
هذا هو الحال منذ أكثر من أربعة عقود، يهتفون ويطبلون ويزمرون رغم أنفهم، ويلقبونه الألقاب تلو الألقاب دونما جدوى.
هذه حقيقته ... دائما يلهث خلف الألقاب ... بداية بالقائد والفاتح مرورا برسول الصحراء... انتهاء بملك الملوك، والضريبة دائما هي ثروات الشعب الليبي.
ماذا بعد؟ لم يكتفي بهذا الحد !!! فقد قال في خطابة الاخير انه يحظي بقداسه وانه مجد ليبيا ... بل انه ليبيا بعينها، وان ليبيا ومواطنيها هم نكرة لا يعرفهم احد، حتى إذا ما ذكر القذافي !!! هذا على حد تعبيره.
نعم... لقد صدقكم وهو كذوب... فقد حاول هذا المخلوق، وعمل ليل نهار وبكل خبث، طيلة سنوات حكمه ألاثنتي وأربعون من اجل دفن وطمس كل ما من شانه أن يرقى بالبلاد والعباد، وان يبقى هو وفقط هو على سدة الحكم... فهو القائد الذي قادنا الى الطريق المسدود، والمفكر صاحب الكتاب الأخضر الذي من خلاله فقط عرفنا ان المرأة تحيض بينما لا يحيض الرجل، وأنها تاكل وتشرب مثلما يأكل الرجل ويشرب، وهو الطبيب والمهندس صاحب النهر الأضحوكة الذي جر البلاد بل واغرقها في الديون التي أثقلت كاهلها، ولم يتوقف عند هذا الحد، فقد قام بسدادها على حساب المواطن تحت مسمى ضريبة النهر. وهو المفتي الذي نصوم ونفطر ونحج على مزاجة المتقلب. وهو الرياضي الأول الذي منع حتى ذكر أسماء اللاعبين أثناء التعليق واكتفى بأرقام الغلالة بحسب قوله، فهو فقط من يحظى بان ينادى باسمه وبالألقاب البراقة، وهو فقط من يدندن له ولابنه المعتوه الرياضي كذلك ... عفوا ... فهو ليس رياضي فحسب!!! إنما وكما يناديه المعلقين عكس غيره من اللاعبين انه: اللاعب العقيد المهندس الموهوب : الساعدي.
وليس الساعدي فحسب : بل الساعدي معمر بومنيار القذافي، كما نسمع من خلال شاشاتنا الموقرة. يا له من رعب وترهيب حتى في الملاعب.
معذرة عن الخروج عمن خصيته بهذا المقالة... ولكن المرء لا يستطيع ذكر هذا المخلوق دون التورط في ذكر ابنائه. فهم كثر ... والمواطن الليبي يصطدم بهم بشكل مثير للسخط، فأينما نول فثمة احد أبناءه.
وهو المعلم والملهم والمجد والزعيم كما يزعم، والرسول كما قالها ويصر عليها دونما استحياء في محاولة منه صريحة لان يحشر نفسة في زمرة الانبياء والرسل حينما سئل : أنت من البادية فهل كنت ترعى الغنم؟!! فأجاب وبكل وقاحة ما من نبي إلا وقد رعى الغنم.
مسميات كثيرا تاخذ فترتها وما تلبث ان تغدوا الى ان استقر به الحال على ألقاب لاقت قبول في نفسه أكثر من غيرها هذه المره، فهو ملك ملوك افريقيا وامام المسلمين وعميد الحكام العرب.
نعم فعميد الحكام العرب لم يتحلى بالحكمة طيلة فترة حكمة، ولم نرى منه طيلة العقود الاربعة سوى وعود كوعود المرءة التي تطبخ حجرا لأبنائها، وعنتريات وطز لأمريكا، وأخرى لبريطانيا، بل وللغرب اجمع، وطز أخرى لحلف الناتو.
هكذا عرفناه... أما في هذا المرة، فيخرج لنا ملك الملوك في خطاب باهت، يملؤه التوسل والاستعطاف من جهة والكذب والتدليس من جهة أخرى، دون أن نسمع له نصف طز. نعم لقد خرج بمنظر البائس المستجدي للهتاف، والمتعطش للحشود الغفيرة، عندما حاول ان يوحي للرائي انه يكلم أحدا. فلا يدري احدنا ما إذا كان ملك الملوك يخاطب الملايين من الامم الاخرى الميتافيزيقية؟
لقد حاول أن يثير الفتنة بين القبائل ويهدد بالحرب الاهلية ، رغم بطلان مفعول هذه الفزاعة في محاولات سابقة. يبدو انه لم يستفق من هلوسته ، فلا يزال ينعث الثوار الشرفاء بالمتمردين تاره وبالارهابيين تاره اخرى.
نراه يهدد الغرب بصوت خافت خجول من جهة ثم يدعوهم للحوار من جهة أخرى. يقول سأموت دون النفط ناسياً الوطن.. ثم يدعوا الناتو لوقف إطلاق النار، في محاولة منه يائسة لتضليل الرئي العام.
تخيلوا أن هذا الأرعن يطلب من حلف الناتو عدم قصف قواته، الموجه نحو شعبه، الذين ما انفك يمطرهم بصواريخ الجراد والأسلحة الثقيلة.
فهل ولى عهد الطزطزة أم انك أسد علينا وفي الحروب نعامة.
هكذا هو كما عهدناه .. لم يأت بجديد ... كل ما في الأمر أن نبرة صوته تغيرت فلم يعد يزعق ... وكثر ظهوره في التلفاز دونما صوت كأنما هو اخرق.
فيا من تدعي انك قمت بثورة، اعلم أن الثورات تبدأ من الأسفل وتنتهي برأس الهرم – اعني رأس الفساد- وما عدا ذلك فهي انقلابات، لا تعطي لأصحابها الشرعية. فهل من طزيزة على استحياء قبل أن ترحل؟.
عبدالقادر القطعاني.
الموافق: 2/5/2011 ف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق