الثلاثاء، 17 مايو 2011

سمية الامين بالحاج : ثلاث أشهر ... من الصمود



17-05-2011

يا صبحــــا يختلف عن كل صباح ... و يا اشراقة شمس .. تنير الدروب ... تمحي الظلام ... و يا وطنا .. تتقزم امامه الحروف و الكلمات ... و يا أما لشهيد .. ذرفت دمعة ، فسقت ارضا متعطشة للانتصار ...

و يا ويح قلب ... عاش سنين العمر في فرقة و اغتراب ... حائرا ما بين الأمل و الانتظار ... و يظل يظل ، تتابع دقاته .. و كأنه يعلن للدنيا ... أن ها هنا ... يسكن الوطن .. اشواق أنّ لكلماتي ان تصفهــا .. و أنّ لقلبي المحزون أن يحتملها ... غريبة هي الدنيا ... بقدر غربتنا فيها .. و قوية هي الاشواق كانت .. منذ ولادتهـــا ..



كل تيك الأيام التي مضت .. منذ أعلن الوطن عن ثورته .. بالرغم من بطئ مرورها ... و تزاحم آلامهـــا ... و كثرة هموهـــا .. اراها اليوم .. تتجسد أمامي من جديد ، تسطر صفحاتها صفحة صفحة ، و يوما بيوم ، لتُشهد العالم أن ثلاثة أشهر من الصمود ، و البطولات قد مرّت ...
بطولات ، ما كان لأحد أن يتصور حدوثهـــا على أي بقعة من بقاع العالم ، و لم يكن لأحد أن يتخيل بأن هناك من بني البشر من هم بهذه الشجاعة و التحدي ...
فأبطال هم ، يوم أن أعلنوا عن ثورتهم .. و أبطال هم يوم خرجوا الى الساحات مكبرين ، يحملون روحـــا تحمل من الأمال الكثير .... يحملون روحـــا على أكفهم .... يهدونها للوطن ..

فحينما يُعشق الوطن .. وحينما تعصف رياح الشوق ... و ينتفض القلب معلنا .. بأن لا مكان للظلم بعد اليوم
حينها ... فقط ... يصبح الموت مُرادا .. و الصعب سهلا .. .. وكل عسير قد تيّسر ...
وحينها ... ينتفض شعب بأكمله .... حتى الرضيع الذي ... لم يعرف من الدنيا سوى " أمه "

ليعلنوا للدنيا أجمع .. بأن الموت .. الخوف .. الدمار .. الرعب ... لا يرهبهم .. و لن يثنيهم عن مواصلة مشوارهم الذي بدؤوه .... فدم أول شهيد قد سال على أرض ليبيا ... وحتى اخر شهيد ... لن يكون هباء منثورا ...
بل مع كل قطرة دم .... ستُسقى ليبيا بكرامة و عزة .... لتبقى مدى العمر .. حية ... لا تموت ...
نعم ... ليبيا ، لن تموت مادام شبانهــا ينتفضون لأجلهــا ، ومادمنـــا كشعب نرفض الذل و الهوان ...

ليبيا لن تموت ... و قد عاشت طيلة الثلاثة الاشهر الماضية ، أجمل أيام حياتهــا بالرغم من كل ألم ... فطعم الحرية ، و نشوة الانتصار يغطي على كل شيء .. و يمحي كل حزن و هم ..


فتحية ... الى كل ليبي عشق الحرية ، ودافع عنها
الى كل ليبي ... عاف الحياة ذليلة .. و أبى الا العيش بعزة و كرامة ..
الى كل ليبية ... علّمت أبناءها معنا أن يُعشق الوطن
و كانت كالخنساء .. في تضحياتهـــا ..
و الى ليبيا .. التي ... تستحق منا كل هذه التضحيات
سمية الأمين بالحاج
صفحة ليبيات

هناك تعليق واحد:

  1. الله الله علي الكلام الذي يجبر الخاطر ويهدئ النفس,, بارك الله فيك ياسمية .

    ردحذف