الأحد، 10 أبريل 2011

ولو خان الخائنون

على الخلاف من نموذج ربيع الثورات العربية المتكرر عبر العالم العربي لعملية "تغيير نظام حاكم" أو استبدال حزب بآخر أو حتى عائلة حاكمة بأخرى, استلزمت تقديم بعض التضحيات بما لا يجاوز عدة مئات من القتلى وأضعافهم من الجرحى وعدة أيام بدون دراسة و أعمال ..

 وينتهى الأمر بإعلان الطاغية عن رحلة عمرة أو اجازة على شواطئ شرم الشيخ, جاء النموذج الليبي أشبه ما يكون بشتاء صحراوي قارص, فما كان جزاء الليبيين بعد ما يقارب النصف قرن من تسليم أنفسهم وبلادهم ومقدراتهم بل وحتى ارواح ابنائهم لعائلة السفاحين وقبيلة القذاذفة وحكم سرت, امتهنت عائلة القذافي الخبيثة كرامة ليبيا لسنيين, فأولاد القذافي الفاسدين بدروا اموال الليبيين على حفلات الفجور والعربدة وعلاقات الشدود, بعد ما ضيعها ابوهم من قبل على دعم الارهاب وارضاء نزواته بصنع مجد وهمي لا يتعدى مخيلته المريضة المليء بآثار النبذ والدونية التي عاشها قبل تولى حكم ليبيا , ويوم ان استفاق الليبيين وطالبو بكرامتهم وحريتهم وعتق رقابهم من عبودية عائلة القذافي الظالمة, كان أول ردود عائلة الطغيان طلقات مضادات الطائرات وجهت لصدور المتظاهرين العزل ومداهمة بيوتهم وخطفهم من بين أسرهم , مروراً بالحصار والتجويع وقصف المدن وهدم البيوت والاعمال , وترويع الآمنيين من الشيوخ والنساء والاطفال, بل وحتى قتل الجرحى في المستشفيات وسرقة الجثث, بل وصل الأمر الى اباحة أعراض الليبيات الحرائر لمرتزقة القذافي الافارقة و حثالات الكتائب, ولم ينتهي بهم الأمر بزرع الفتن بين الليبيين لعلهم يستجيبون بحرب أهلية تطحن جماجمهم وتدمر مستقبل ابنائهم لسنيين وتكون دريعة لتعريض ليبيا لاحتلال أجنبي.

ما يخوضه الليبيون اليوم هو مقاومة استعمار تعدى ابشع النماذج الاستعمارية قسوة ودموية, ما يقاومه الليبيون اليوم هو أكبر تحدى شمولي لوجودهم, تعدى تهديد انسانيتهم وكرامتهم ليصل حتى لأبسط حاجاتهم من أكل ومياه قابلة للشرب ومكان يأمنون فيه على نسائهم وأطفالهم. فعائلة القذافي اليوم جلبت على الليبيين كل الوان الويلات وانهاء حكم هده العائلة المجرمة يجب أن يكون غاية كفاح الليبيين وسبب وجودهم في الحياة حتى سقوط الطغاة, فلا مكان في هده البلاد يسعنا واياهم, فإما الليبيين و إما عائلة القذافي, و إما "الليبيين" وإما "القدادفة" اذا اختاروا الانحياز لصف الشيطان, بل سنقول إما الليبيين و إما "سرت" ادا اختارت ايضا صف العائلة المجرمة. وأوجه سؤالي هنا للقذاذفة (وأهل سرت وسبها بشكل عام) مادا قدم لكم القذافي وعائلته......؟ وما المجد الدي صنعه لكم ......؟ اجدادكم كانوا أبطال القرضابية وشهداء الجهاد ضد الاستعمار الايطالي, فمن أنتم ؟ أنتم من جلبتم المرتزقة لقتل أهلكم في ليبيا, أنتم من استعملتم الليبيين دروعاً بشرية, أنتم من اغتصبتم الليبية الحرة ايمان العبيدي, أنتم من تقتحمون بيوت الليبيين في الزاوية , أنتم من تغدرون بمدن الجبل الغربي, أنتم من تدحرون كل يوم عن أسوار مصراتة المخلصة لدماء اجدادهم رمضان و سعدون, أنتم من تريدون تقسيم ليبيا بعد أن وحدها الملك , أنتم من تعرضون ليبيا "المستقلة أيام الملك " على المحتل ثمنا لبقاء حكم مجنون قريتكم الذي تطاول على دين الله فحرف القرءان, وسفه شعيرة الحج, وقلل من شأن سنة نبينا الكريم , ودبح الشباب الملتزم في أبوسليم, ومازال مرتزقته يهدمون المساجد في الزاوية ومصراتة, وهومن أجمع عقلاء العالم على جنونه وسفاهته, بمظهره ذو الألوان الفاقعة و الأسمال الأفريقية القبيحة والألفاظ المبتذلة التي جعلته محط سخرية الصغار والكبار فأخزاه الله من مهرج, وهو من بين العلماء دناءته وكدبه وقالو عنه "شيطان رجيم" و "ملعون", فهنؤا بما جمع لكم آل معمر القذافي من الفضائح والمخازي , وما الصقوا بكم من الدناءة والعار, وما سطرو في صفحات التاريخ من صور الغدر والخسة والدناءة التي ستلتصق "بالقدادفة" أبد الآبدين ما لم يسارعوا لإستنكارها والتبرؤ من فاعليها, فبعداً لهم ولمن والاهم وسحقا لمن رضي قبيح فعالهم , وفي مزبلة التاريخ متسع له ولهم.

والأغرب من حال أهل سرت هو حال بعض أهل ورفلة, الدين باعوا دماء أولادهم الدين قتلهم الشيطان في 1993 بدراهم معدودة, ورضوا بأن يكونوا قوم تبع للقدادفة, وقد والله جعلهم القدادفة ممسحة لقدارتهم, فكلما أرادو الايغار في الخسة والدناءة, أوجدو لهم ورفلياً ينفدها, فقد رأى الليبيون فيديو القدادفة وقوفاً والشاب الورفلي "يسجد" لصورة القدافي, فلا إله إلا الله كم أدللتم أنفسكم, و لا إله إلا الله كم حططتم من كرامتكم, ولا إله إلا الله ما عرفتم حق خالقكم, بل وصل الأمر للتفريط في الأعراض والله المستعان, , فعاثت أيادي المرتزقة القدرة يتلمسون أجساد الشابات الورفليات وهم "يعلموهن الرماية " في مفازات الصحاري, حتى يددن عن عرش عائلة القدافي, ونساء القدادفة مصونات في الخدور ودون عروضهن تسيل دماء "الحرس والخدم" الورفليين, والورفليات يهتفن في الخلاء بحياة "سيدهم القدافي", ويا ليته حتى سترهم, بل عرضت الفضيحة على تلفزيون آل القدافي كي يرى العالم أجمع لأي حضيض يصل عبدة الدرهم والدينار, فياليت شعري كيف يرضى أحرار ورفلة بعد عز الاجداد بالذلة, و كيف يستبدلوا تاريخ المريض و بلخير بهكذا مذمة, وليت شعري أي ثمن دفع القذافي حتى يحول أحفاد الابطال لقتلة مأجورين يخوضون حروب "القدادفة" بالوكالة, جنباً لجنب مع المرتزقة الأفارقة, وليت شعري أي ثمن دفع القدافي ليجعل منهم ذئاب مسعورين يولغون في دماء إخوانهم الليبيين,  وليت شعري أي ثمن دفع القذافي حتى حول رجال ورفلة الى خوال أسترخصو الأعراض فقدموا نسائهم حرساً لآل القذافي يضحين "بكل ما يملكن", وليت شعري أي ثمن دفع القدافي كي يعبده شباب ورفلة ويمرغوا جباههم في الاسفلت تعظيماً لشأنه... فبئس البيع .. ووكس الثمن. و لكنهم ولله الحمد ليسو كل أهل ورفلة, فورفلة مازال فيها الشرفاء, وورفلة مازال فيها الرجال, سمعنا من سمعنا منهم ورأينا من رأينا منهم, وسيكون لهم بإذن الله شأن وسيكون لهم كلمة, وسيكون لهم يوم يغسلون فيه عاراً ألصق بورفلة, ويعتدرون عن فعل السفهاء منهم.
وغير بعيد عن موقف ورفلة كان موقف أهل ترهونة التي ابنائها قوام الجيش الليبي المغيب بفعل كتائب آل القدافي, ترهونة التي أغتيل لفيف من ابنائها الشرفاء في مظاهرات الهضبة, ترهونة التي كبلها بعض ابنائها 
العاقين رهينة لآل القذافي وقرروا لها أن تدس رأسها في التراب كم النعام متجاهلة ألام إخوانها في المدن المجاهدة, وحرموها من كتابة اسمها في تاريخ كفاح ليبيا الحديث, وتاجروا بأبنائها ليقاتلوا مع خدم القدادفة في حربه ضد أحرار ليبيا. فقوموا يا أحرار ترهونة, وهبوا ياجنود القوات الليبية المسلحة, فما أنتم بعبيد آل القدافي, بل أنتم جيش الوطن, جيش ليبيا البطل الدي لا يشترى ولائه كما يشترى المرتزقة الأفارقة, بل يقاتل من أجل قضية وطنه ويدود عن حياض الليبيين, ويجيبوا استغاثة اخوانهم في المدن المحاصرة.


وجاء أبعد في الغدر والخيانة وعلى غير المتوقع, موقف سجل على ابناء تاورغاء, التي يراد لها أن تباع وتشترى من جديد, فيرمى ابنائها لأتون حرب القدادفة كما يلقى العبد ليحارب من أجل سيده, في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل, تاورغاء التي تحرر اجدادها من أغلال الدل والعبودية يتاجر اليوم ابناء القدافي بها في أدنى أسواق النخاسة ليغدروا بجيرانهم ويسرقو أموالهم, يغدرو بأهل مصراتة الشرفاء أهل العزة والخير والإحسان على أهل الحاجة والعوز, أحفاد المجاهدين, و أبطال الأمس و اليوم والغد, من رفعو هامات الليبيين كأشم الجبال حتى صار كل ليبي يعتز أن يكون من بلد انجبت مصراتة. فما عرفناكم أهل غدر ولؤم ونكران للمعرف يا أهل تاورغاء, ما عرفناكم إلا بالطيبة وصفاء السريرة, فارجعو لقديم عهدكم وسابق صدقكم وتواضعكم, ودعوا عنكم أعمال السرقة والخسة, وارجعو لماضي أجدادكم الشرفاء الدين عرفو بأمانتهم التي كانت مضرب الأمثال وأكتفائهم بعرق جبينهم فما طعموا الحرام, فقد أوغرتم في خيانة جيرانكم ولا تعرضو أنفسكم لما لا تحمد عقباه من الطرد والتهجير عن الديار بعد سقوط الطاغية فإنه بإدن الله لا محالة هالك,.


أما الليبيين الشرفاء فهم اليوم يد واحدة, و على قلب رجل واحد, لا فرق بين شرق وغرب, ولا موضع لقبلية أو و عصبية, تركوا أعمالهم وهجرو مضاجعهم, وتركوا ورائهم المال والعيال, ونفضوا غبار الدل والنسيان عن بنادق الاجداد, وعقدوا العزم الا يضعوا العتاد حتى يحكم بينهم رب العباد, فالمهدد هدا اليوم هو ليبيا و حيوات كل الليبيين, المهدد اليوم هو مستقبل ابنائنا وارواح شبابنا, المهدد اليوم هو كرامتنا, المهدد اليوم هو رجولة الدكور, وعفة النساء, وتعليم الاطفال, وصحة العجائز والشيوخ, بل وحتى وحدة التراب و استقلال البلاد.


كامل الزايدي

هناك 6 تعليقات:

  1. أأأأأأه لقد أوغلت حتى أبكيت. سلمت يدك وصح لسانك

    ردحذف
  2. أصبت وليت أبناء ورفلة المجاهدة يستفيق فوالله يعلم القذافي أنه لو قامت ورفلة ضده فلن يبقى يوم في ليبيا ، يا معين أعنهم على النهوض

    ردحذف
  3. لا فض فوك, اتمنى ان يجد آذان صاغية.إضافة عن ماقلت مافعل بالزاوية وتهاون المدن المحيطة بها عندما حوصرت ورمي اهلها

    ردحذف
  4. و الله مسحت على قلبي..و على كل غيور من هذه القباءل ان ينتفض او يخسأ في الذل ما بقي على قيد الحياة

    ردحذف
  5. حياك الله

    ردحذف
  6. العار أطول من العمر .. خسر وخاب من أعان هذا الكافر اللعين على قتل أحرار ليبيا .

    مصراتية من بنغازي ولي الفخر

    ردحذف