الجمعة، 29 أبريل 2011

رضيع ليبيا ….و ..ايمان بن حجو

فى جنة وارفة الظلال تقابلا ….احتفت الجنة بهما ….
إنها الجنة وكفى ….وعد الشهيد و الدعاء المرتجى …
ولكن الجنة اليوم فى أمر جلل …
يدخلها رضيع موحد من ذرارى المسلمين ..
ويستقبله رضيع سبقه من ذرارى المسلمين ….!
أمر جلل ….جلل …جلل !!

ما الشيء الذى وحد الاثنين …؟
لماذا يستقبل أحدهما الآخر ويبكى أحدهما ويواسيه الآخر ؟؟
قالت إيمان بابتسامة رضيع وديعة :
من بلاد ى الحبيبة جئت يا صديقة ..؟؟
_قالت أو ربما قال ( لم تخبرنا  عدسات الاعلام رضيع ام رضيعة ):
من بلاد أخرى ليس بها يهود أو أذناب يهود ….
من بلاد حررها الأجداد منذ عشرات العقود …
من بلاد قال فيها جدى لمحتل حقود : اقتل من شئت منا ..إننا لا نستسلم ..ننتصر أو نموت ………..
قالت ايمان وقد بدا على وجهها نور ونور :
إننى من بلاد يحتلها قتلة يهود ..استقرت فى قلبى ثمار  كره حقود …
جئت للجنة أحمل بين ضلوعى الصغيرة قذيفة الحقد العنيد..
ولكنى- كما ترين - فى الجنة أنتظر الرفيقا …
 قولى يا رفيقة الدرب من اذن يقتل فى بلادكم غير اليهود ؟؟
قولى يارفيقة الدرب من غيرهم يقتل بالسلاح حتى طفل رضيع تحمله القلوب قبل أن تحمله حتى الأيادى والعيون ؟؟
 خبرينى كيف استطاع من يملك سلاحا أن يوجهه الى صدر ضعيف …. صدر طفل لم يستطع حتى تحريك الأنامل …
لم يستطع إلا تمييز أمه من بين الحضور ؟؟
خبرينى أين أرضك ياصغيرة ….إنها أرضى وقد أخطأت العنوان من هول المصيبة !!
أذهلك الشوق لحضن أم رؤؤم وهدهدة الجدة الحنونة ؟؟
لا تحزنى فى الجنة اليوم لا حزن هناك ولا ألم …لا تدمع العين منك ولا يقتلك شوق أو يقاربك الملل .. 
 ولكن يا صغيرة صححى ما ناله الخطأ منك حتى لا يلتصق بالحقيقة …
لا تقولى قد تحررت بلادى منذ عشرات العقود ….
لا تقولى ليس فى بلادى قتلة فجرة يهود …
لا تقولى قد تحررنا منذ عشرات العقود ….
أين الحرية يا صغيرة  وللسلاح على جسدك الصغير آثار كثيرة ؟؟
كيف يمكن للعقل أن يقبل أن يقتل مثلك فى أرض حررها مثل جدك المختار ياخير صديقة …
لا تقولى أن جدك المختار لن تبكى عيناه من هول الجريمة ؟؟
لا تقولى إن من غسلوك لم ينادوا التاريخ كى يلتقط صورة ………..
لا تقولى إن من حملوك لم يبكوا ولم ينادوا العالم يشهدأن فى بلادهم يقبع يهود بأعدادكثيرة  ….
لا تقولى إنهم لم يقسموا أن يغسلوا الأرض من رجس اليهود ……..!!
 خففى الحزن عنك واصبرى غدا تلقين أما رؤؤما حانية ….
غدا تستقبلين الأهل بالأحضان الغالية ..
غدا يأتون اليك …
لن ينسوك..
إنك فى القلب …
فى التاريخ … فى القلوب النابضة ..
غدا …تنظرين الى القاتل يساق الى النيران الحارقة …
غدا تنظرين الى الملائك يحتفون بك فى الظلال الوارفة …
أختاه لا تبكى …فحضن الأم قد عوضنا الله عنه بكل الجنان العالية …
غدا لقانا بكل الأحبة والعيون النازفة ….غدا نراهم ..فاحمدى الرحمن وانتظرى العاقبة …
كتبها سلوي عبد المعبود قدرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق