الأحد، 24 أبريل 2011

عبد الحكيم محمد: ما وراء تصريح نظام القذافي بأن القبائل ستتولى أمر مصراتة؟


ما وراء تصريح  نظام القذافي  بأن القبائل ستتولى أمر مصراتة؟

 بعد أن فشلت قوات القذافي في إحتلال مصراتة , وبالتالي قتل رجالها أو اعتقالهم و قهر اهلها وتركيعهم واغتصاب نساءها, كما حدث لأهلنا  في الزاوية واجدابيا وطرابلس وزوارة وغيرها.. اضطر نظام  القذافي  مهزوماً مدحوراً أن يأمر بسحب قواته منها, ثم ليعلن على لسان البوق المأجور الحقير خالد كعيم بأننا تركنا مصراتة لتقوم القبائل بحسم المعركة فيها مع المتمردين هناك.    السؤال هو :  ما المقصود من هذا التصريح وعلى أي شي ينطوي؟
 هذا التصريح جاء بعد هزيمة منكرة شهد احداث معركتها العالم  اجمع طيلة شهرين.. لقد استمات نظام القذافي, واستعمل اقذر واحقر حرب يمكن أن تُشن على مدينة , وتزداد حقارة وبشاعة هذه الحرب لكونها حرب من نظام حاكم على شعبه وعلى مدينة تتبعه. فلقد صمد شباب ورجال مصراتة المقاتلين الشجعان رغم قلة عددهم وقلة عتادهم وإمكانياتهم وهم أناس مدنييون ليس لهم من سلاح الا سلاح خفيف معه الايمان والصبر وليست لهم من دراية وتدريب من قبل الا ما أستفادوه من خبرة وأساليب حروب عصابات في هذه الحرب.  وعلى العكس من ذلك, فأن كتائب القذافي, كما هو معلوم, قوات عسكرية مدربة ومعززة بجنود مرتزقة وقناصة  تم إستجلابهم من دول اخرى مثل كولومبيا وموريتانيا وروسيا والجزائر ( يوجد اسرى منهم لدى الثوار).. وكانت هذه القوات مجهزة بكافة أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة التي استعملتها بروح إجرامية حقودة إنتقامية, تجلت هذه  في ايام يأسها الاخيرة عندما كانت تقصف براجمات الصواريخ قصفاً عشوائياً  على المدينة, لتوقع خسائر هائلة بين الاهالي من اطفال ونساء وشيوخ ورجال.  ولكن النتيجة كانت دحراُ وهزيمة لقوات القذافي, وهي كذلك فضيحة ووصمة عار أمام العالم, وُصمت بها قوات ونظام القذافي وأظهرت عجزها وضعفها, الأمر الذي لابد أن تتحرك فيه الآلة الاعلامية والدعائية لنظام القذافي لتبدأعملية غسيل لهذا العار من جهة أو محاولة ستره , ولتشوه الحقائق, ولتحاول تدبير أمر آخر غاية في الخسة والخطورة.
 السؤال: ماذا وراء تصريح نظام القذافي بأن قواتنا انسحبت  وتركت أمر مصراتة للقبائل؟
 في نظري, وراء هذا التصريح  عدة أمور :

أولا: محاولة تصوير القوة المقاتلة في مدينة مصراتة أنها فئة قليلة منشقة ليس فقط على نظام القذافي, وإنما على قبائلها التي تنتمي إليها!!  ومحاولة تغييب الحقيقة أن أهل مصراتة  وما حولها من المناطق والقرى هي جميعها إنتفضت في ثورة سلمية  تطالب بالتغيير ورحيل القذافي. فلقد كانت مصراتة منذ إنطلاق ثورة 17فبراير في مدن الشرق, سباقة في الخروج لتلتحم مع هذه الثورة, ولترفع نفس الشعارات, ولقد رأى العالم على شاشات التلفزيون الاعداد الكبيرة للناس في  المسيرات التي تؤيد الثورة في مصراتة منذ بدايتها.
مقولة أن الثوار هم فئة قليلة في كل مدينة وفي كل أرجاء ليبيا , هي محاولة من القذافي لتغييب الحقيقة أن الشعب كله إنتفض, ومحاولة منه لإيجاد المبرر الشرعي لحربه ضد مدن ليبيا.

ثانياً : في نظري هناك تكتيك جديد لكتائب القذافي, وهو أن تعود هذه القوات بلباس مدني  وتقوم بأعمال قتالية في مناطق حول مصراتة, وعندها تتحرك آلة الاعلام والدعاية للنظام الليبي لتصور للعالم أن ما يجري في مصراتة بأنه حرب أهلية بين القبائل و(المتمردين) . ففي نظري, لم يكن قرار الانسحاب إنسحاباً بل هو يرمي الى الآتي:
1-     إيجاد تبرير لتراجعٌ وإندحارٌ قوات القذافي نتيجة الخسائر والهزيمة التي لحقت كتائب القذافي وعدم قدرة على المواصلة داخل المدينة.
2-    إنسحاب  ننتيجة الخوف من تهديدات النيتو للقيام بعمل عسكري لتسهيل تقديم إمدادات وأعمال الانسانية للمدينة. زاد هذا التخوف بعد دخول طائرات بدون طيار الامريكية .

3-    تكتيك جديد لمحاولة إشعال فتنة القبلية .  نذكر هنا, أن النظام الليبي سعى منذ أمد بعيد على إحياة القبلية في البلاد, وسعيه أن يجعل نظامه قائماً على أساس تحالفات قبلية أكثر منها سياسية.. ونخص بالذكر هنا محاولته للتحالف مع ثلاث قبائل وهي القذاذفة بسرت, وورفلة في بني وليد وما حولها , والمقارحة بالجنوب .  وجدير بالذكر هنا, أن نظام القذافي قام مبكراً بتحرك قبيل مظاهرة 17 فبراير خشية أن تنتقل عدوى الإنتفاضة الشعبية من تونس , و لإحتواء اي تفاعل قد يحدث في المدن الليبية.  يومها قام المدعو حسن الكبير القذافي آمر الجحافل العسكرية الأمنية( قوة ثورية مسلحة) ، مكلفا من القذافي- كما صرح هوشخصيا في حديثه- بدعوة اعيان وعدد من سكان مدينة بني وليد الى اجتماع عقد في مقر الهندسة الألكترونية يوم 13 يناير 2011م، وقد ابلغ حسن الكبير المدعوين رغبة القذافي شخصيا في ان يلعب ابناء قبيلة ورفلة دوراً فعالاً في ما يسمى "بسلطة الشعب" أي الحكم ، وان القذافي أبدى استعداداً كامل لأن يلبي كل مطالب اهالي بن وليد لكي تكون بن وليد بعيده عن الأعمال المضادة لسلطة الشعب. وقام في نهاية الإجتماع بالاستجداء وبإلحاح لاهالي بن وليد للتعاون معه في ردع اي تحرك ضد "سلطة الشعب" في المستقبل لو قامت إنتفاضة شعبية كالتي حدثت في تونس. ولكن كانت ردود أفعال الأهالي والأعيان يومها غير مقبوله لدي مبعوث القذافي.
تكرر الامر في بداية ثورة17 فبراير بأن أرسل القذافي مبعوثين لبني وليد وهذه المرة معهم المال  والسلاح.. وتكررت مطالبة القذافي لهم بأن ينصروه مقابل وعود بالمشاركة في الحكم, وفعلاً عرض تسليح الرجال, وعرض منح 7000 دينار لكل رجل.. ولكن معظم قبيلة بني وليد رفضوا عرضه, ولم يستجب إلا بعض الموالين له  وبعض ضعاف النفوس.
إن خطورة ما يسعى له نظام القذافي اليوم, هو محاولة توريط بعض أهل ورفلة في حمل السلاح والقتال الى جانبه ضد مصراتة. في نظري, وكما اسلفت في البداية, خسر القذافي الحرب في مدينة مصراتة ولم يستطع الصمود, وقرر اللعب بطريقة اخرى, وهي بجعل الحرب بين القبائل ومدينة مصراتة.. وهذا ما بدا واضحاً من تصريح كعيم عندما قال ( نترك مصراتة لتقوم القبائل بحسم المعركة  فيها مع المتمردين). 
 لقد بدأ القذافي في اللعب بالورقة النهائية فيما يخص مصراتة وهي أن يلبس قواته اللباس المدني, ويجعلها تلتحم مع من كان موالياً له من قبيلة ورفلة و زليتطن وترهونة ويجعلها على ثخوم  هذه المدن حماية لها ولتقوم كذلك بعمليات قتالية ضد أهل مصراتة, فيكسب بذلك  أمرين:

 أولهما : تحصين هذه المناطق من إنتقال الأعمال القتالية إليها (أو من داخلها) بعد تحرر
          مصراتة من قبضته .
 ثانياً: تصوير أن القتال الدائر في المستقبل هو قتال القبائل لفئة منشقة عنها ومتمردة
       على النظام الليبي الجماهيري. هذا النظام الدموي لا يقدر على  العيش – كغيره من
      الانظمة الطاغوتية- إلا في مناخ الفرقة والتشتت والانقسام والتي- لو نجحت-  يكون   
       سببها دائما النظام نفسه عملاً بمبدأ ( فرق تسد)  

 الشي الذي يريد أن يزوره  القذافي ويوهم به الرأي العام الخارجي أن مصراتة عبارة عن تجمع من القبائل يحكمها العرف القبلي وليست هي تجمع حضري.. وهذا غير صحيح.  فالحقيقة أن مصراتة كمدينة  ومناطق وقرى من حولها بمساحتها الكبيرة هي عبارة عن تجمع حضري مدني لا وجود للقبيلة فيه, بل نسيج اجتماعي مكون من قبائل شتى انصهروا في مكون حضري اسمه مصراتة .

  لقد هدد سيف ابن القذافي بذلك في بداية التظاهرات, فهدد بأنه ستكون هناك حرب
   بين القبائل.. وها هو يعلنها اليوم, ويبدأ في القيام بلعبته القذرة  وهي محاولة الفتنة
   والوقيعة بين القبائل والتي لن يفلح فيها بإذن الله. فليحذر أخواننا في قبيلة ورفلة وقبائل ترهونة وزليطن مما يُحاك, ولتكن هذه فرصتهم للإنتفاض من جديد, والاعداد لحرب قوات القذافي التي تريد أن تورط بعض من أبنائها في قتال مصراتة أو غيرها من المناطق, وليعلموا أن القذافي اليوم في حالة ضعف وتقهقر وأن ساعة النصر قد اقتربت ان شاء الله.

عبد الحكيم محمد  رجل قانون ليبي

هناك 8 تعليقات:

  1. دخول طائرات بدون طيار هذا هو المتغير الجديد على الساحة وهو السبب الرئيسى فى الانسحاب وطبعا العودة بملابس مدنية {رجال القبائل}

    ردحذف
  2. لعبه القردافي في مصراته ماهي الا مؤامرة قذره ينوي فيها قصف مصراته بما يملكه من سلاح بعد قصه القبائل التى تكلم عليها النذل كعيم ارجوا من الله العلي القذير ان يجعل كيد القدافي في نحره هو ومن معه

    ردحذف
  3. very nice comment
    I pray Allah that the Gadafi will be unable to beat Misrata and the Libyan at all.
    May Allah help them and send his angels to protect them and fight the Gidafi until his end.

    ردحذف
  4. تحليل مميز جداً ، فعلاً تصريح غريب لكن بعد قراءتي للمقال فهمت كيف يفكر نظام الطاغية

    ردحذف
  5. سامحنى الكثبر منهم قبلواو ليس القليل التاريخ لا يرحم زمان زوروا التاريخ لانه مافيش انترنت ولا من يسجل لكن توه الحمد لله فيه الاتصالات وكل وسائل العلمية . نامل منكم عندما تكتبوا على بن وليد قولوا قوموا ياقبائل ورفلة ولا تقول ان قبائل ورفلة معضمهاخرجت وتزوروا التاريخ والله مادابين قبائل ورفلة تنظم الى التورة لان انظمامها معناه القردافي سقط

    ردحذف
  6. بسم الله الرحمن الرحيم
    ان تحليلاتك مقبولة الى حد ما ولكن القذافي لا يعتمد فقظ على ثالوت القبائل الذي ذكرت انما معظم قبائل ليبيا اما ان تكون محايدة او مشاركة فعليا في قواته.اضافة الى القبائل التي ذكرت هناك قبيلة اولاد سليمان والفرجان التواجدين في منطقة سرت وهراوة وسبها, اما بالنسبة للجنوب كمنطقة فهو قلبا وقالبا مع القذافي وذلك ليس حبا فيه وانما لخوفهم من القادم الذي وصفهم بالمرتزقة وذلك فقط للون بشرتهم.ولعلك اسقطت سهوا قبائل ورشفانة التي توازي في العدد قبائل ورفلة وترهونة وهم اناس حضريون وليسوا بدوا بطبيعتهم وثقلهم معروف. كذلك قبائل المنطقة الغربية التي تشمل صبراتة وصرمان والعجيلات والرحيبات وقبائل الجميل فهم سندا للقذافي.هناك مناطق مازالت محايدة كقبائل غريان. ما اود قوله ان انحياز هذه القبائل الليبية الاصيلة ليس لكونها متخاذلة او ان الخيانة متجدرة في دمائهم بل لضعف في الدور الاعلامي للمجلس الوطني فلم نسمع منادة ولا مناشدة لهذه القبائل بالانظمام للثورة.ابعدوا المصطلحات الكريهة التي يستخدمها الكثيرين من (ازلام اعوان وعبيد القذافي) واوضحوا لهم الهدف من الثورة واضمنوا لأهل الجنوب وطنيتهم وازيلزا صفة المرتزقة عنهم وسترون كيف تتغير الاوضاع....لا احد يحب القذافي او يتنى بقائه لأنه حاكم مناسب بل خوفا من الاتي الغامض, بالنسبة لمصراتة اعتقد انها هي التي تحفظ ليبيا الى حد الان فلو لم تتحرك مصراتة وتنتفض فأن اهل الشرق حتما سيطالبون بالانفصال واقامة ليبيا الشرقية. رحم الله شهداء مصراتة وشهداء ليبيا اجمعين

    ردحذف
  7. كاتب المقال يحاول التسويق لشيء في منتصف الكلام وهو أن من اجتمع بهم حسن الكبير القذافي قبل ثورة 17 فبراير رفضوا المال والسلطة التي عرضها عليهم مبعوث القذافي .... يريد أن يقول أن بني وليد ثارت قبل ثورة 17 فبراير ورفضت عروض القذافي ... نقول للكاتب والله والله والله لو تجيب الكعبة بين إيديك ماني مصدقك وياسركم من محاولة تاريخ لازال يحدث ونشاهده بأعيننا كل يوم ومعروف من دفع الليبيين لطلب النجدة من المسيحي لن ابن البلد باعهم بالمال ... وإياك أعني فاسمعي يا جارة

    ردحذف
  8. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف