أفادت يومية (ليبيراسيون) الفرنسية، الثلاثاء 26 أبريل، نقلا عن شاهد عيان، بأن سيدة مغربية حامل في شهرها السابع تعرضت للمعاملة السيئة ولاعتداء وحشي حتى الموت على يد مرتزقة من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، موالين للقذافي، وذلك خلال حصار مدينة مصراتة الليبية.
وقد تم احتجاز أحلام، التي كانت تشتغل كطباخة بمطعم (الامتياز) المعروف بشارع طرابلس بمصراتة، كرهينة بمكان عملها، إلى جانب واحد من زملائها ويدعى عزيز يحيى، فضلا عن أسرته.
وقد قدم رب هذه الأسرة المغربية، الذي نجا من هذه المأساة رفقة زوجته وابنه، شهادة صادمة حول الأعمال الشنيعة والاعتداءات والاغتصاب الذي تعرضوا له أثناء احتجازهم الذي استمر أكثر من شهر، إلى حين وصول الثوار.
وأوضح أنه يوم 18 مارس الماضي، اقتحم حوالي عشرين جنديا من قوات القذافي المطعم بعدما أطلقوا النار في اتجاهه لدقائق طويلة.
وسرد للمبعوث الخاص ل(ليبيراسيون) جون لوي لو توزي كيف "أنهم احتلوا الطابقين لخمسة وثلاثين يوما، كانوا يعاملوننا خلالها كحيوانات ، أنا وزوجتي حورية ، وابني أمين الذي يبلغ من العمر 12 عاما ".
وقال عزيز إنه في اليوم الثاني تعرضت أحلام، وهي في الثلاثينات من عمرها، "للصفع والدفع بعنف من قبل ثلاثة مرتزقة كانوا ضمن مجموعة من عشرين شخصا، في قاعة كانت مخصصة لشرب الشاي"، وأضاف أنه تعرف من بين الجنود على ثلاثة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، "وهم نيجيري ومالي وتشادي". وهذا الأخير، زعيمهم، كان أقسى شخص ضمن المجموعة ويدعى "خولا".
وأضاف أن "الطباخة، وقبيل تعرضها للتعنيف، طلبت باسم الله الرحمن الرحيم أن لا تتم إساءة معاملتها بسبب حالتها الصحية: حيث كان من الممكن أن تلد في أية لحظة. دقائق طويلة بعد ذلك، خرج المرتزقة الثلاثة من الغرفة. كانت أحلام تمسك بطنها بكلتا يديها، وهي تبكي، عندما توجه التشادي نحوهها وركلها، كما لو أنه يقذف بكرة".
ووصف عزيز كيف أن "أحلام سقطت على ظهرها، قبل أن يعاود التشادي ضربها في بطنها. وقد بدأت تتقيأ الدم، ثم لم تتحرك بعدها. كل هذا حدث أمام ابني (12 عاما) وزوجتي. ولم يكن بإمكاننا فعل أي شيء. إذا كنا تحركنا، كانوا سيقتلوننا ".
وأضاف عزيز أن "التشادي قال لرفيقيه باللغة العربية" "ابحثا عن مجرفة وادفناها". وقد سحبا السيدة من قدميها في الدرج"، مضيفا أنه يتذكر صوت رأس أحلام وهو يرتطم بالدرج، قائلا "قاموا بعد ذلك بقذفها داخل شاحنة صغيرة كما لو أنها كانت كيسا".
بعد وفاة أحلام، عاشت أسرة يحيى محنة لمدة تزيد عن الشهر ، إلى غاية يوم الخميس 21 أبريل ، اليوم الذي سيطر فيه الثوار على المدينة. وبعدما رآهم يدخلون العمارة، صاح عزيز "أنا مغربي، طباخ ومعي زوجتي وابني".
وقد طلب منهم الثوار بمطلع الدرج النزول وقال عزيز "جرينا مسافة 200 متر للاختباء. اعتقدت أننا سنموت"، موضحا أن جنود القذافي كانوا قد رحلوا.
وحسب صحافي (ليبيراسيون)، فإن عزيز وأسرته كانا الاثنين 25 أبريل بمصحة الحكمة، ويسعيان بشكل عاجل إلى مغادرة مصراتة، بل وليبيا كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق