الثلاثاء، 19 أبريل 2011

الغارديان – المقاومة السرية في طرابلس


لقد كان يتظاهر بتفتيش حقيبة سيارته عندما مرورنا بقربه :" تابعو السير للأمام " قال لنا هامسا بطرف شفتيه "سوف الحق بكما بعد برهة ". اخذ يلف عدة مرات بسيارته قبل أن يتوقف, في حديث سريع معه بالهاتف اخبرنا بأنه كان يخشي أن يكون تحت المراقبة.
 بعد أن أحس ببعض الثقة اقترب " ترغبان بالذهاب لسوق السمك ؟ " خاط...بنا من نافذة سيارته المسدولة " اركبا إذا ".

 بالطبع لم تكن عندنا أية نية للتوجه لسوق السمك, و لكن لكوننا صحفيين أجنبين مقيدي الحركة في العاصمة كان لابد لنا من إيجاد حجة لنا ولي مرافقنا تبرر وجودنا في سيارته الليبية.
 شاهدنا كان ناشط معارض في متوسط العمر من قلب حصن ألقذافي, الخوف و المجازفة كبيرتان فكل الاحتمالات واردة بشدة.
 في سياق حوارنا الذي امتد لحوالي ساعة, اخبرنا مرافقنا بأن الثوار في طرابلس عانوا كثيراً من أساليب القمع البشعة التي تواجه بها احتجاجاتهم السلمية, لذلك فقد قرروا اللجوء لتكتيك حرب العصابات في مسعىً منهم لإسقاط النظام. بل أن خيار القيام بعمليات استشهادية 
مأخوذ بعين الاعتبار, حسب قوله.
 طبعاً لم يكن بإمكاننا التحقق من ادعاءاته أو تقييمها بشكل مستقل, و لكن ما قاله هو صدى لأقاويل و حكايات مشابهة ذكرها العديد من الصحفيين و تناولوها في تقاريرهم, أما 
بالنسبة لنا فأن ما يقوله يساهم في تجميع صورة واضحة لوجود حركة مقاومة سرية بالعاصمة طرابلس.
 اصطحبنا مرافقنا إلي منزل امن على مسافة من وسط العاصمة, " لن أخبركم بأسمى, و لا أريد معرفة اسميكما " قال مخاطباً إيانا, و قبل مغادرتنا أصر أن نقوم بإزالة رقمه من هواتفنا المحمولة.
 " سوف يلقون القبض علي قريبا " قال و هو يهز كتفيه بلا مبالاة, لقد كان يشك بأن يكون جاره احد جواسيس النظام, استخدم مصطلح "سوبرغراس" البريطاني, ليعكس حقيقة انه قضى فترة من حياته في المملكة المتحدة.
 " اسمي موجود ضمن قائمة المطلوبين, يبدو أن ثلاثة أو أربعة من أبنائه مهتمون جداً بأمري", لقد كان خلال سياق حديثه نادراً ما يذكر ألقذافي بالاسم.
 " ليس لدى عائلتي أي علم بما أقوم به- كذلك الأمر بالنسبة لزوجتي" , انه يتواصل مع الناشطين الآخرين من رفاقه بواسطة شفرات دولية أخذوها من العمال الأجانب الذين غادروا البلاد, أنهم يتكلمون مستخدمين لغة مشفرة وقليلاً ما يجتمعون بعضهم ببعض, كما أن لديهم " بعض الأصدقاء ببنغازي " قلب الشرق الخاضع للثوار, و الذين هم على اتصال متقطع بهم.
 بعد فترة قصيرة من اندلاع الانتفاضة في شرق البلاد منتصف فبراير, حاول الناشطون في الغرب تصعيد الاحتجاجات في الساحة الخضراء بوسط العاصمة طرابلس, و لكن هذه المحاولات قوبلت برد عنيف من النظام. الأمر الذي اضطر الثوار للتراجع و مراجعة تكتيكاتهم.
 ألان, حسب قول مرافقنا, لجاء الثوار إلي أسلوب حرب العصابات. لقد قاموا بالهجوم على عديد نقاط التفتيش المنتشرة حول العاصمة, ليقتلوا أعضاء المليشيات الموالية ألقذافي 
و يستحوذوا على أسلحتهم, إن دوي إطلاق الرصاص الذي يتردد صداه في أرجاء المدينة ليلاً, و الذي تدعي الجهات الرسمية للنظام انه عبارة عن تعبير للفرح من قبل مناصري ألقذافي, هو في حقيقته نتاج المقاومة السرية. اخبرنا قائلاً " أنهم ( النظام) يخفون الحقيقة,... هناك هجمات كل ليلة,لقد أصاب الشباب ( العاملين في نقاط التفتيش) الذعر, إنهم يتقاضون حوالي 40 دينار (يعادل 20 باوند ) مقابل الليلة, و ألان هم يقولون انه لم يعد عندهم رغبة للقيام بهذا العمل القذر بعد ألان" لقد تناقص بالفعل عدد نقاط التفتيش منذ بدء هجمات الثوار حسب قوله.
 لقد أخبرته ما هو شعوره و هو يقتل رفاقه من الليبيين, رد قائلاً" إذا لم نقم بقتلهم سيقومون هم بقتلنا".
 اخبرنا بأن الثوار يخططون لضرب محطات البنزين. و قد تم حرق 15 مركز شرطة بالعاصمة منذ بدء الثورة إلي ألان, أردف قائلاً.
 بل أن المقاومة السرية تخطط للقيام بهجمات اكبر, " الشباب مستعدون للقيام بهجمات استشهادية انتحارية", اخبرني بأن الثوار استطاعوا الحصول على متفجرات من النوع الذي يستخدمه صيادو السمك في البحر.
 بل أن الزعيم الليبي بذاته هو احد أهدافهم الرئيسية, حسب قوله. كيف يمكنك الاقتراب منه ؟ " سنفعل, بإمكاننا الاقتراب منه".
 بل لقد ادعى أيضا بأن ألقذافي سيواجه عاجلاً أو أجلا تهديد من الحلقة الداخلية المحيطة به, " الأفراد المحيطين به ليسو معه 100%, إنهم فقط ينتظرون الشرارة, نحن ننتظر أن ينقلب عليه واحد أو اثنين من قادته العسكريين, عندها سوف نتمكن منه "
 يستحيل علينا بالطبع التأكد من مصداقية هذه الأقوال, لقد تم حرمان المراسلين من حرية التحرك و التواصل في الجزء الغربي الواقع تحت سيطرة النظام, و لكن اتصالات مماثلة قام بها صحافيون آخرون في طرابلس أعطت معلومات متقاربة.
 لقد قدمت " الرويترز " هذا الأسبوع تقريراً عن المقاومة في طرابلس تقول فيه بأن قد سجلت هجمات متعددة على نقاط تفتيش و مراكز للشرطة خلال الأسبوع المنصرم. و قد اقتبست قول احد المؤيدين للمعارضة من الذين يقطنون بالخارج و لكن على اتصال دائم بالثوار بالعاصمة قوله" لقد كان هناك العديد من الهجمات التي قام بها الثوار بالعاصمة استطاعة إلحاق خسائر بشرية كبيرة في جانب الكتائب العسكرية ".
 و ضمن مقتطفات من الحوارات العابرة تم الإشارة لحدوث العديد من الانشقاقات تحت السطح, في احد أزقة المدينة القديمة لطرابلس, قال رجل يبلغ من العمر 33 سنة بأنه يحتفظ بعلم الثوار مخفياً في منزله, و هو ينتظر اليوم الذي ينتهي فيه ألقذافي " بحوزتي العلم الثلاثي الألوان داخل منزلي, و سوف أخرجه عندما نصبح أحرارا ".
 و في تبادل أخر للهمسات الجانبية في احد المحلات اخبرنا البائع: “ أغلبية الناس ضد النظام, و لكن لا يمكننا أن نصرح عن ذلك علانية". بينما وصف شخص أخر ألقذافي بأنه" غبي و شخص مخبول, لقد قتل الكثير من الناس".
 لقد قتل العديد من ثوار المقاومة السرية على يدي قوات النظام أو اختفوا !! قال لنا شاهدنا الناشط.
 في الـ25 من فبراير بعد حوالي عشرة أيام من بدء الانتفاضة, اتجه الثوار المعارضون للشوارع بعد صلاة الجمعة." لقد تم إطلاق الرصاص عليهم فوراً !!, سقط ستة أو سبعة في احد الجوامع, و ثمانية في جامع أخر, من الصعب حصر عدد القتلى, قاموا بتجميع الجثث ثم ادعوا بأن قوات التحالف هي من قتلتهم ؟!"
 " يتم اعتقال الكثير من الشباب الصالح كل يوم" اخبرنا قائلاً. " أنهم ( أي قوات النظام) يدقون على الأبواب, إن لم يفتح لهم, يقومون بتحطيم الباب ".
 " يعتقلون من يتواجد بالمنزل, لقد اعتقلوا ثمانية في هذه المنطقة منذ خمسة أو أربعة أيام, 
أنهم يعتقلون الناس ليلاً, البعض لازال محتجزا منذ ما يقارب الخمسين يوماً".
 من الصعب معرفة مصيرهم أو حتى سؤال السلطات عن ذلك, وفقاً لقوله." إذا تم اعتقالي, فأني لا أريد لأحد أن يستقصي أمري, لأنهم سيقومون باعتقاله هو الأخر".
 شاب أخر في المدينة القديمة اخبرنا بأن ابن عمه اختفى قبل خمسة أيام من حوارنا هذا. لقد قدموا لمنزله و اعتقلوه, قال" لا يمكنني حتى السؤال أو الاستفسار عن مكانه, الأمر ينطوي على الكثير من المجازفة" لقد اختفى المئات من الشباب في طرابلس منذ بدء الأزمة حسب قوله.
 من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة, لقد تم التوثيق الدقيق لعدد 30 حالة خطف في شرق ليبيا, بينما ذكرت منظمة الهيومن رايت 
واتش عن تقارير لوجود موجات من حالات الاختطاف و الاعتقال في العاصمة. لقد قدرت اتصالات شاهدنا من الثوار بأن نسبة كبيرة من سكان طرابلس تعارض وجود ألقذافي" 50% يعارضونه, 25% يؤيدونه, و البقية خائفون" , وقال " ولكن بمجرد أن تتغير الأمور سوف ينقلبون بسرعة".
 و رفض ادعاءات النظام بأن القاعدة هي وراء الانتفاضة في ليبيا " هذا هراء, انه يكذب, 
كل هذا محض سخافات, بروبغاندا, هذه ثورة ليبية نقية, نحن لا نعتمد على القاعدة لتقوم بدورنا, الليبيون هم من يقومون بالثورة".
 قال بأنه كان يبني أمال كبيرة على تدخل الناتو ومساعدته للثوار " لقد كنت سعيداً للغاية, لقد أخذت ابكي فرحاً عندما تم تمرير قرار مجلس الأمن 1973, لقد اعتقدت بأن الموضوع انتهى, الناس كانوا يهللون فرحاً" ألان الناتو لا يقوم بواجبه.
 رغم تعثر الثوار في كسب الأراضي في الشرق, و فشل الثورة إلي الآن في الغرب في إحكام السيطرة على الغرب, فأن الثوار في الغرب لن يستسلموا, حسب قوله." لن يتمكنوا من إيقافنا, المرء لا يموت إلا مرة واحدة" هل أنت جاهز للموت " من اجل الحرية, طبعاً أنا مستعد"
ليبيا المسلمة

هناك 7 تعليقات:

  1. والله كلام مش مفهوم الي افهم يوضح؟؟؟

    ردحذف
  2. الله يحكميكم ويحفظكم يارب

    ردحذف
  3. i'm sorry but i couldn't find the article in official web sit can u send me the link .tnx

    ردحذف
  4. (اخت الاحرار) قتل الله القذافي الف مرة. قتل شبابنا و ادمي قلوب امهاتنا وارعب اطفالنا. ان مايحدث الان شي لا يصدق شي مخجل حقا سيذكره التاريخ سيذكر مالذي فعله هذا الظالم بشعبه ولكنه سيذكر ايضا شجاعة وبسالة هؤلاء الابطال الذين لا يخشون الموت مادام كان هذا الموت يسأخذه الي الخلود الابدي وهو جنات النعيم فهو مجاهد يدافع عن عرضه و حريته ويحارب الفساد في بلاده. يحميكم الله وسدد خطاكم.

    ردحذف
  5. المجد لأبطال طرابلس الشرفاء، أسأل الله العلي العظيم أن يربط على قلوبكم ويثبت أقدامكم ويسسدد خطاكم وأن ينصركم على هذا النجس المجرم وعياله وأتباعه وأزلامه، آمين.

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    التاريخ يعيد نفسه في جهاد الليبيين الاحرار .
    وان مافعله القذافي طيلة الاثنى واربعون سنة من بناء للمجد والتاريخ الذي يحكي عليه والتكبر والجبروت الذي كان يعيش على اثرهما اليوم هما الذان سينهيانه نهاية عظيمة بعظمة الخالق الذي قال يمهمل ولا يهمل فبالله عليكم ايها الليبيين والليبيات الاحرار اصبرو وصابروا وكونوا يداً واحدة على الطاغية ولا تحققوا له اماله هوه وابنه في خلق الفتن بين الشرق والغرب وابناء ليبيا جميعا ًوالله المستعان " ليبيا حرة "

    ردحذف
  7. http://www.guardian.co.uk/world/2011/apr/15/libyan-rebels-plan-geurrilla-action?INTCMP=SRCH
    This was posted on the 15th of April ya Zena, I have been looking for it as well

    ردحذف