الثلاثاء، 26 أبريل 2011

منير القعود : سيف القذافي .. قاتل وخاطف..!!


 منير القعود

سيف القذافي .. قاتل وخاطف..!!


كثيراً ما كان يصر البعض أن للسفاح القذافي ثقلا في المجتمع الدولي من خلال سياساته الخارجية ومن خلال ما ينسبونه  له من  براعة وفطنة ودراية، ولكن الأصح أن له ثقلا"غير أخلاقي"يجعله لا يتورع عن ارتكاب الخطايا والمجازر والمساومات الخبيثة لأجل إطالة أمد حكمه لبلدنا وديمومة بقائه وجها من وجوه العالم والتي بانتهاكاته المستمرة لحق الإنسان الليبي في الحياة والحرية تؤكد تجلي وجهه من خلالها  كوجه دميم وكأبرز طغاة القرن الجديد .

هذا الثقل اللاأخلاقي هو الذي يطيل أمد عمر نظام باب العزيزية ويسمح له بالمزيد من الانتهاكات والجرائم في حق شعبنا وفي حق الآلاف من الجاليات غير الليبية التي يحبسها في طرابلس ويمنعها من الخروج خارج البلد خيفة ورعباً من بطش أجهزته الأمنية وكتائبه السادية.
الأيام الماضية شهدنا جميعاً اختفاء الصحفي الفارس"عريش سعيد"رفقة مرافقه"أحمد الكاديكي"بعد تقدمهم في اتجاه المدخل الغربي لمدينة إجدابيا الباسلة لتغطية المواجهات بجبهة القتال الشرقية، انقطعت أخبارهم لمدة قاربت العشرة أيام إلى أن خرج علينا سيف القذافي"النحيف والمرتبك"رفقة عدد من الشباب الأكثر ارتباكاً وارتعاشا، والقاسم المشترك بينهم هو خشيتهم الوقوع ببؤرة الكاميرات التي تصور اللقاء ربما خوفاً من مرحلة ما بعد موت القذافي.
في ذلك اللقاء شاهدنا الصحفي"عريش"موجوداً ضمن الجالسين بذاك الأستوديو الممتلئ بزبانية الكذب والتدجيل،حمدنا الله وهللنا وكبرنا شكراً وحمداً علي سلامته ولم نشعر بامتنان اتجاه سيف القذافي الذي يرجوا أن ينسب له الفضل في إبقاء عريش علي قيد الحياة في الوقت الذي نجهل مصير مرافق عريش السيد"أحمد الكاديكي".
ومباشرة بعد هذا اللقاء دأبت الحية"هالة اسكال"على نفث سمومها الليلية من خلال احتجازها لعريش سعيد مجدداً بأستوديو برنامجها المنفر الليلي، وكما هي العادة واظبت على زرع فتنها وإصرارها أن الشرق الليبي العظيم هو مصدر الشرور ومصدر الفتن،وأن كل قاطنيه من مقاتلين ومرابطين هم ضحايا حبوب الهلوسة والانقياد وراء قنوات فضائية خارجية شريرة،وكما هي العادة تنسى وتتجاهل أن الجبل الغربي والزاوية و مصراتة هي مواطن لثورة الشعب والمحرقة المستعرة لكتائب القذافي ومرتزقته وغير المشمولة طبعا بمسيرة لم الشمل الشيطانية التي يصرخون ليل نهار بجهودها ونبل مبتغاها .
وبعد ذلك انتقلوا ببرنامج آخر إلى مرحلة أخرى من مراحل الكذب والتدجيل من خلال إرغام "عريش"على أن يظهر بمظهر الصحفي المغرر به وغير المدرك لحجم"المؤامرة"التي تتعرض لها إمبراطورية أسرة القذافي من قبل المجتمع الدولي الشرير والمجلس الانتقالي.
من خلال البرنامج وفي حديث"عريش سعيد"ننتبه لوجود سيف القذافي داخل مقر الحكومة الليبية"الفاقدة للشرعية"في الوقت الذي يغيب فيه القصير البغدادي عن الواجهة ، ويثيرنا وجود "رمضان البريكي"محققا ومشرفا على عملية احتجاز عريش وخطفه ضارباً بعرض حائط التاريخ الذي دُوِّنت عليه خيانتُه لشعبه وأهله .
إن كل فصول هذه المسرحية الهزلية فاشلة، وقبلها الفصل المثير للشفقة الذي أُظهِرَت فيه الباسلة الصحفية"رنا العقبانى" كصحفية ثابت إلى رشدها بمعاييرهم الخبيثة بعد أن أذهلت العالم بصمود منطقها ورباطة حجتها وتماسكها حين حققت معها"هالة اسكال"بشكل بوليسي أمام عدسة كاميرا" الليبية"ثم أظهرت بعد أسابيع وكأنها قد تراجعت عن أفكارها وقضيتها وانحيازها لشعبنا الليبي العظيم .
إن سيف القذافي ومن خلفه خبراء الحروب والدمار الإسرائيليين وعناصر جزائرية هم من يلهمونه فكرة الاستفادة من خطف الصحفيين المساندين لقضية شعبنا العادلة واحتجازهم من خلال جعلهم يظهرون أمام كاميرات"إعلامهم الكاذب"والتأكيد على تجلى نظرية مؤامرة وعدالة نضالهم ضدها وإنكار حقيقة وجود مرتزقة وأجانب يقاتلون معهم ويدمرون البلد.
المعلومات والمعطيات التي لديّ تؤكد وجود الكثير من الصحفيين والكتاب الليبيين والأجانب المحتجزين والمعتقلين بسجون نظام باب العزيزية وهم تحت التعذيب ويسعون لإرغامهم على الحديث للإعلام بما يخدم مصالحهم وبما يؤثر في الأصوات الرمادية والمترددين بالمناطق المختطفة والمأسورة بغرب ليبيا وجنوبها، من خلال تضليل هذه الأصوات واستمالتها لهم، ورغم الفشل المتوقع والحاصل في اتجاه هذا المسعى إلى أنهم مصرون على الاستمرار في هذا الاتجاه.
"عريش سعيد"نعرفه جيداً ونعرف تنشئته وأصله الطيب ورغباته الصادقة والداعمة لثورة  17 فبراير فلا يمكن أبدا أن تنطلي علينا هذه المسرحية التي يخرجها سيف القذافي والمهرج موسى إبراهيم، ونثق في أن الرأي العام المحلى والعالمي يثق في عريش ويعي أنه تحت تأثير ضغوط شيطانية تدفعه للحديث بذاك المنطق والأسلوب والتوجه الذي ظهر به وسيظهر به مجددا هو ورنا العقبانى وقد تكون هناك وجوه أخرى في القريب العاجل.
لذلك وجب على منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المدافعة عن الصحفيين أن تعي حقيقة أن نظام باب العزيزية هو أكبر تهديد لحياة الصحفيين والإعلاميين الموجودين بحوزته تحت الاعتقال والحجز، فعريش سعيد يقول إن سيف القذافي قد قال له : أنت حر ويمكنك المغادرة ، وكذلك رنا العقبانى يقولون إنها حرة ، إذن ليدعوهم في عهدة الصليب الأحمر الدولي أو منظمة صحفيين بلا حدود بإحدى عواصم أوروبا أو آسيا ويتكلموا من هناك على حقيقة الوضع بليبيا، فإن حصل ذلك وتكلموا بمثل ما تكلموا به من خلال إظهارهم بالإعلام الليبي فحتما سنعيد كلنا النظر في قضيتنا الوطنية، وحتماً سيعجزون عن الإتيان بمثل هذه الخطوة التي توفر لهم الأمن والأمان والحرية لقول ما يعتقدون به ويؤمنون به .
حتما لن يقبلوا ، ولن يستطيعوا أن يستجيبوا لهذا العرض ؛ لأنهم جُبِلُوا على الكذب والشر،ولأنهم يعرفون أن العالم ملّ كذبهم ، ويعرفون أن الشعب الليبي أدمن إكسير الحرية والبطولة ولم يعد يكترث لكذبهم ودجلهم وشرورهم.
*نشرت هذه المقالة في صحيفة"برنيق".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق