الثوره في ليبيا بين الماضي والحاضر والمستقبل
لقد ظل القذافي اثنتان واربعين عاما في الحكم لم يكن فيها باقل ظلما او اشد بطشا منه عندما قامت الثوره في يوم 15 فبراير و17
فبراير, فما الذي يجعل الشعوب تصبر احيانا وتثور حينا في زمن دون زمن؟ ان الاجابه على هذا السؤال يفسر معنى الثوره التي تجري احداثها على ارضنا الغاليه وانه من الضروري بمكان فهم وتفسير الثوره والنقاش حولها وهذه هي مهمة الشعب الليبي بوجه عام والمثقفين بالدرجه الاولى لان لها ما بعدها , فهي تهدم واقعا مقيتا يكرهه الناس ويرفضونه لتبني مستقبلا يحدد مساره الثوره وفهم الناس لها.
ان الثورات في العالم والتاريخ تحدث نتيجة لتراكم رفض في ضمائر الناس لواقع لم يعد مقبولا على الصعيدين النظري والاخلاقي للمجتمع والواقعي المعاشي للناس فيصبح العيش في ظل ذلك الواقع مستحيلا فيهرق الناس دمائهم وتهون الارواح لتغييره. ويظل ذلك التراكم في طريقه حتى يصل الى مداه في نفوس الناس والى تلك اللحظه التي يصبح الموت في سبيل تغيير ذلك الواقع احب الى الناس من الحياه مع وجوده, وهنا تكون الثوره وموعد ميلادها على ان يتوفر مناخها وظرفها لتكتمل جميع عناصرها.
ومن عناصر الثوره المهمه هو العنصر الفكري الذي به وحده يبنى المستقبل. فكما ان الثوره تهدم فهي لابد لها ان تبني ما ينشده الناس, فتكون عملية طويله تبدا بلحظة اشتعال الغضب لتستمر بوقود الفكر على طول المدى لتثمر مستقبلا متكامل الملامح ومتزن الخطى.
والثوره في ليبيا ليست اشتثناء من ذلك ولا ثورات جيراننا في مصر وتونس ايضا, فلا يجب ان يغلب عنصر الغضب وتطغى فكرة القوه على عنصر التامل وقوة الفكر وبين اتزان هذين العنصرين نصل بثورتنا الى بر الامان وامان الاستقرار والحريه.
ان ماضينا نحن الليبيين فيه ما نحب ونكره مثل اي تاريخ لاي شعب من الشعوب ولكن لا شك ان ذلك التاريخ هو الثقافه التي توجه الناس في تحركهم وان تللك الثقافه قد حركتهم لتصنع ثورة مجيده سوف يتحدث عنها العالم والتاريخ وان اجمل ما في تلك الثقافه وذلك التارخ هو الذي يصنع ثورة كهذه رغم محاولات النظام وأد ذلك الجمال وابراز قبحه هو الذي يريد فرضه على ثقافة الشعب الليبي, ذلك القبح الذي اصطبغ به هذا النظام واستطاع ان يصبغ به بعض اتباعه من بني شعبنا وقد ظهر ذلك في ردة فعله الجافله والمقززه تجاه هذه الثوره فتكشف عن وجه لا يرقب ءالا ولا ذمه ولا يرعى خلق ولا عرف ولا دين فكان الصراع بين الحق والباطل وبين اجمل ما فينا واقبح ما في النظام ليغتسل الشعب الليبي من جميع الادران التي لحقت به على مدى اربعين سنه بدماء شهداءنا الابرار, فكانت ثورة داميه خلافا عن ثورتي مصر وتونس لان الفرق الشاسع بين الشعب الليبي ونظامه كان اكثر في ليبيا منه في مصر او تونس فلا تسمع فيه لغة حوار او مفاوضات او مبادرات سياسيه. فبعد ان راينا قبح هذا النظام والمدى الذي وصل اليه زاد اصرار شعبنا على نيل حريته وتطهير ليبيا منه وبأي ثمن لترجع لهذا الوطن نظارته.
هذا هو الواقع الذي يجري الان وهذه هي المعركه فكلما ازداد الفرق بين قبح النظام وجمال الشعب والثوره كانت الثوره اشد حدة وسالت الدماء بغزاره.
اما المستقبل فسوف يبنيه الثوار ولن يكون الا تجسيدا لجما ثورتنا ولافضل ما في ثقافتنا وانبل ما في اخلاقنا . وعلى مثقفي الوطن مثقفي ليبيا يقع دور مهم في الانبراء لهذه المهمه فعليهم ان يرفعوا اصواتهم ويخاطبوا شعبهم ويقوموا بدورهم فهذا هو وقتهم وواجبهم لكي لا يضيع جهد الثوره ولا يسرقها لص ما,, ولكي يسمع صوت الحرية و الفكر في زحمة المركبات العسكريه وضوضاء اطلاق النار الذي فرض علينا ونحن له كارهون.
بالفكر والنقاش الراقي وانكار الذات والنظر البعيد لمآلات الامور والاهداف المرجوه نوجه بنادقنا في الاتجاه الصحيح ونجمع شعبنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا كله على كلمة سواء يسودها العدل والمساواه والحريه والديمقراطيه نظاما وفكرا وثقافة, فيذهب هذا النظام وياخذ معه جميع اشياءه التي طالما كرهناها ,, وليكن اخر دكتاتور.
د-عبد الله الصفراني
الجمعه 25- مارس-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق