طرابلس تُحصي "شهداءها"
دولفين مينوي (صحيفة لوفيجارو الفرنسية)
ترجمة خالد محمد جهيمة
لا يزال هناك, بعد أكثر من أسبوع من بداية ضربات التحالف, سؤال بدون إجابة, وهو : هل تسببت عملية "فجر الأوديسا" في سقوط ضحايا من المدنيين؟
لقد أعلن موسى إبراهيم أحد ممثلي الحكومة الليبية, "امتلاكه قائمة طويلة بأسماء الضحايا", التي نحن في انتظارها دائما. لقد تسببت الغارات, وفقا لبيان أصدرته السلطات أخيرا, في قتل 114 من العسكريين, والمدنيين, على امتداد البلاد. لعل من الصعب بطبيعة الحال, التشكيك في مثل هذا الرقم؛ لأنه على الرغم من أن الضربات استهدفت فقط أهدافا إستراتيجية بحثة فقط, موانئ, ومطارات, وقواعد عسكرية, فإنه يصعب تجنب "الأضرار الجانبية" في مثل هذه العمليات
لكن يصعب علينا , لعدم القدرة على الوصول إلى المعلومة, وعدم وجود أدلة كافية, تأكيدُ قتل مدنيين, بطريقة مستقلة.
لقد حرصت السلطات, في الأيام الأخيرة, على دعوة الصحفيين المعتمدين من قبل طرابلس, لحضور جنازات من يسمون "بالشهداء", حيث رُددت الشعارات المعتادة, من مثل "ساركوزي قاتل", و"أوباما سارق البترول", لكن المعلومات المتعلقة بكل ضحية على حدة لم تكن متوفرة. هنا, نجد ابن عم مزعوم لأحد الضحايا يفضل أن يصرخ طالبا "الثأر" بدل أن يذكر عمر, ومهنة المتوفى, وهناك أم ثكلى تتمتم ببعض الشكاوى ضد الغرب, محيية في الوقت نفسه صمود "الأخ القائد" معمر القدافي. من المؤشرات المقلقة هنا, عدم وجود أي شخص قريب يحمل صورة لـمن سقط "شهيد".من أهله, على الرغم من أهمية صور الموتى في العالم العربي, والإسلامي
زيارة منظمة
من المستحيل أيضا التحدث إلى أي من الناجين من القصف, كما أن المستشفيات قد ُمنعت من التحدث إلى الصحافة الأجنبية. لقد استطاع بعض المصورين, بفضل إصرارهم, الوصول, تحت الحراسة, إلى إحدى المشارح, لكن الزيارة المنظمة اتََخذت, هنا أيضا, طابعا سريعا مُروِّعا, مما يوحي بأنه قد رتب لها بطريقة مسرحية.
لقد عُرض عليهم في أثناء هذه الرحلة السريعة, التي تمت في الساعة الثانية صباحا, حوالي خمس عشرة جثة, باعتبارهم ضحايا غارة جوية على تاجوراء, وهي إحدى ضواحي طرابلس التي تضم قاعدة عسكرية مهمة استهدفتها قوات التحالف, وقتل فيها بالتأكيد بعض الجنود الموجودين في المكان. أما فيما يتعلق بالمدنيين, فإن الشك يظل قائما, لاسيما أن التاريخ المكتوب على الحقيبة الملفوف فيها أحدهم, 18 مارس 2011, يسبق بداية ضربات التحالف في 20 مارس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق