الخميس، 24 مارس 2011

علي بعيو : مهلا أيها الحاكي



مهلا أيها الحاكي

هل صح قـول مـن الحاكي فنقبله **** أم كــل ذاك أباطيــل وأسمار
نشـر موقع البشير  والذي يشرف عليه الشيخ العودة هذا العنوان المثير للجدل "  ثوار ليبيا يتعهدون بإقامة دولة علمانية وديمقراطية" وهذا الخبر لم يكتب من بنيات أفكارهم وإنما لتصريح جاء عن السيدان علي زيدان  ومنصور سيف النصرالمعارضان المقيمان خارج ليبيا والممثلان للمجلس الانتقالي أو أحدهما كما أعلم . السيدان ردا على أسئلة   مائة صحفي وكاتب ومثقف ووزراء سابقين دعاهم المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي للإطلاع على "مستقبل  ليبيا " ولكن الملتف للانتباه هورد السيد سيف النصر على المخاوف الغربية من تزايد النزعة الإسلامية، قال إن "ليبيا المستقبلية ستكون دولة ديمقراطية وعلمانية. الشعب الليبي معتدل والدولة لن يؤسسها متدينون".

هنا غلبتني المغالِب، وهمهمتِ النَّفس بالصُّعداء ، وأضطررت أن أطرح هذا السؤال البديهي والذي لا أرجو منه الفتنة بأي شكل من أشكالها  خاصة في هذا الوقت الحرج. وإنما حتى لا يُقرر عن الشعب الليبي وعن أرواح الشباب الذين  ارتوت أرضنا الطيبة بدمائهم  أي قرار مصيري يترتب عليه تغير كامل في مسار دولة ، من رأسها حتى أخمص قدميها .
صحيح  هما يمثلان الشعب الليبي في هذه الفترة العصيبة ،  ولكن الشعب لم يقل كلمته بعد حول شكل الدولة المستقبلي . لذا يتوجب عليهما وعلى كل ممثل للشعب الليبي أن يكون دبلوماسيا وهما بحمد لله كذلك ، وأن يزن كلامه جيدا حتى لا يسبب مشاكل لا خارجية نحن في غنى عنها ولا مع أبناء شعبه والذي سوف يشتاط غضبا عند سماعه لمثل هكذا تصريح سوف يحمله العامة  من الشعب على أنه شعب قاصر ويحتاج لوصاية وحجر !!.
وعودًا بعد بدءٍ؛   سوف أحمل هذا التصريح على أنه  نوع من المناورة السياسية والتطمين للغرب وهذا شيء قد يكون مطلوب كرسالة تطمينية للغرب و الذي يكره أي شيء له علاقة بالاسلام . لكن ما نود تأكيده للسيد سيف النصر والسيد علي زيدان ولغيرهم أننا لا نريد دولة طالبانية جديدة ؛  وعلى النقيض من هذا لا يعني أننا نقبل بدولة علمانية بأي شكل من الأشكال . وحتى لا يرميني أحد بثالثة الأثافي - التطرف أقصد - فالفرق بين الدولة الديمقراطية والعلمانية  شاسع .
الديمقراطية في أوبسط  تعاريفها هي تطبيق حكم الأغلبية ... مع إحترام رأي الأقلية ،  مما يعني أن يشترك الأغلبية  في اتخاذ القرار . ونوكد نحن هنا لا نخاف من هذه الديمقراطية لأنها سوف لن تكون ديمقراطية مطلقة بل  يحكمها ديننا الاسلامي أي لا تصطدم بأوامر ونواهي دين الشعب . كما أن الوزاع الديني والنشأة الاسلامية  سوف تكون متمثلة بداخل الشعب الليبي الطيب حين يريد أن يتخذ قراره في مسألة خلافية لا يترتب عليها مخالفة صريحة للتشريع .
الشعب  الليبي بحمد لله هو شعب المليون حافظ والشعب المحافظ على تعاليم دينه بدون إفراط ولا تفريط ونراه كل يوم في ساحات الوغى يكبر ويهلل ويسبح عند ملاقاته لكتائب الإجرام والمرتزقة مما يعطينا رسالة واضحة توفر علينا التحليل والاستقراء والاستعانة بعلماء الاجتماع لمعرفة توجهات وتطلعات الشعب الليبي المسلم.
أنا لست وصيا على الشعب الليبي ولكن بما أني أملك قلمي ، أحببت أن أوضّح هذا الأمر والذي هو في غاية الخطورة ،  وذلك بعد أن قرأت المقال للوهلة الأولى قفز إلى ذهني التفسير السلبي فخفت أن يفسرذاك التفسير المغاير مع حسن ظني بهما  أو يكون له المردود السلبي على هذه الثورة لدى شباب  الثورة .
من حقنا أن نطمّن الشعب العربي لأننا جزء منه ، هم إخوتنا ويحتاجون للتطمين مثلهم مثل غيرهم  فضلا على إخوتنا الثوار والذين أكاد أجزم بأن غالبيتهم لا يرضون بأن يقدموا دمائهم في سبيل هذه الحرية والتخلص من السنوات العجاف والتي امتدات لأكثر من أربعة عقود أن تقام تلك الدولة العلمانية  على أرض ليبيا المسلمة.
هذه طِلْبة واسْتِجْدَاء لرُوَّام السياسة في هذا المخاض العسير  بأن يكونوا  هداة طرق أدلاّء حتى يُظهروا للعالم حرصنا على التعايش السلمي والتزامنا باحترام حقوق الانسان ورغبتنا الأكيدة في بناء ليبيا الحديثة والعصرية.
وأخيرا ،، من ضُروب الأسف إنني  أقيم خارج ليبيا لكن إخوتي وأقاربي وأصدقائي وجيراني من الذين حملوا أرواحهم على أكفهم و دافعوا ومازالوا الجند المخلصين  لهذا الوطن  الجريح  والكثير منهم انقطعت أخبارهم فلا ندري أأستشهدوا أم ليس بعد ، لذا أنا أنتمي إليهم قلبا وقالبا ، وأنا بحكم بعدي عنهم  آخذ بلجام قلمي  وودعائي وأكتب وادافع عنهم وعن ثورتهم وعن ليبيا من الظلم والقهر ، ويعلم الله أنني ما كففت عن نصرتهم بقدر استطاعتي .
آخراً،  نسأل الله أن نكون من الذين إن رأوا حسنة أذاعوها ، وإن رأوا سيئة دفنوها .والله يَعْلمُ أننا وإنْ شطَّ بنا المزار، ونَأتْ عَنَّا الديار، حُب ليبيا تخلَّل الشِّغَافَ والسويداءَ، فلها عَلينا أفاضلُ الأفنانِ.

والله الموفق
أخوكم. علي بعيو
23 مارس من عام 2011م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق