الأحد، 27 مارس 2011

ثورة شباب 17 فبراير المباركة القلم التاسع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جمعة الثبات...
استفزتني أكاذيب القردافى إلي الكتابة عن أحداث ثورة شباب 17 فبراير المباركة.
مساء الخميس 24 مارس انطلقت من طرابلس مسيرة اللا سلام متجه إلي بنغازي حسب تصريحات اللا نظام، ولن تخدعنا سلمييتها الزائفة، ونقول لهم لا أهلا بكم ولا سهلا، وتوقفوا وإلا الموت سوف يكون بانتظاركم
وخارج بنغازي، فنحن بإذن الله لن نسمح لكم بدخولها وتلويثها، وفي نفس السياق قال البنتاغون أن القرذافي يسلح متطوعين (مرتزقة) لمحاربة المعارضين (الثوار).
انتقلت القيادة بعد أسبوع من بدء عملية "فجر أوديسيا" من أمريكا إلي حلف الناتو الذي حدد لها سقف زمني 90 يوما.
قال "خليفة حفتر" القذافي دمر الجيش الليبي وقيادة الثوار تعمل علي إعادة بنائه علي أسس وطنية وحصلنا علي وعود من دول عربية وأجنبية لتزويدنا بأسلحة ويتوقع وصولها قريبا كما نجري اتصالات مع الثوار في المنطقة الغربية لتوحيد الصفوف.
الجمعة 25 مارس كان صباحا هادئا في مدينة بنغازي كله أمل ودعاء للتقدم غربا وفك الحصار عن مدينة اجدابيا، حضر الأهالي رجال ونساء وشيوخ وأطفال لصلاة الجمعة في ميدان التحرير بمسمي "جمعة الثبات" بإجراءات أمنية بسيطة كالمسح الشخصي تحسبا من هجمات المندسين وارتفعت أصوات التكبير والتهليل.
جاء في خطبة الجمعة من بعد السلام والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم، عدة نقاط نعرضها بالتفصيل فيما يلي:
السلام عليكم أيها الأخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات، أيها الجمع الكريم: نريد بداية أن نقول لهم ماذا في ليبيا، لأني رأيت الناس يقتطعون هذا الحدث، إذا أردنا أن نتصور ماذا حدث في ليبيا؟، فعلينا أن نعود إلي 42 سنة مضت، حاء هذا الرجل وكان ضابطا في الجيش السنوسي، جاء في غفلة من الناس علي ظهر دبابة في انقلاب وليس في ثورة كما يردد البعض، جاء في انقلاب خفي سري واستقبله هذا الشعب المسلم الطيب الأبي لأنه أطلق هذه الشعارات تارة يرفع شعارات إسلامية فهو الرجل المسلم المبشر الداعي لهذا الدين المتبع لسنة سيد المرسلين، وتارة ينادي بالقومية وبالعروبة، وتارة يرفع الشعارات التي يلتف حولها الناس...، ثم بدأ الفساد والحرب علي الدين وقتل خيرة شباب هذا الشعب من أدباء وعلماء، وجاء بالاشتراكية وبدء في حملات قتل وبطش كل من قال له إنك ظالم وبدد ثروات هذه البلاد ودخل بهذا الشعب في أعمال صبيانية، حاربنا مصر حاربنا تونس حاربنا تشاد، ضيع هؤلاء الشعب ووصلت هذه المغامرات إلي خارج القطر الليبي فتارة يدعم جيش جمهوري في نيكاراغوا، وتارة في أمريكا وجنوب أسيا.
وماذا فعل بهذا الشعب القتل القتل ولا يخفي عليكم حادثة بوسليم، وحادثة الايدز التي لا زالت علامات الاستفهام قائمة عليها، وفتنة الشرق والقتل وتبديد الثروات، ثم سلك سبيله من بعده أو في زمنه أبنائه، فليلة واحدة فقط من الليالي التي كان يعبث بها الساعدي أو زيف الإسلام تكفي لرصف طرق مدينة كاملة.
فماذا حدث؟ الذي حدث إن هذا الشعب الذي صبر علي هذا الرجل طويلا استجاب لنداء نبيه صلي الله عليه وسلم حين قال:"إذا رئيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك ظالم فقد تودع منهم" إي فقد منها الأمل.
هذا الشعب استجاب لنبيه عندما قال صلي الله عليه وسلم :"لتآمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ..."
وهذا ما حدث دعونا نكون صرحا هذا ما حدث تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخفنا من الموت وخفنا من الجوع وخفنا علي الرزق، فسلط الله علينا شرار هؤلاء الذين حكمونا هم شرار القوم، ثم لا يدعوننا خياركم، ثم لا يستجاب لهم، فذهب هذا الشعب وقال للظالم يا ظالم، هذا ما حدث.
وتقدم بمطالب هي مطالب مشروعة للتغيير، ثم تداعت الأحداث وجاءت هذه الثورة في 17 فبراير، ثم تداعت ا لأحداث، وحدث ما تعلمونه ولا أريد أن أكرر عليكم، هذا التاريخ الذي أنتم صنعتموه، أنتم الذين صنعوا هذا التاريخ، بدماء هؤلاء الشباب كتب تاريخ ليبيا الحديثة، وبمواقفهم البطولية رفعوا هاماتنا عالية في الدنيا، حدث ما حدث، استخدم هذا الرجل كل الأسلحة التي أتيحت إليه وذبح هؤلاء الشباب في الساحات وهم يكبروا ويطلبوا هذه المطالب، هذا ما حدث، حتى لا يقول البعض أنه تمرد وأنها حرب أهلية كما يروج البعض للأسف الشديد.
أيها الأخوة الكرام أنا أريد من هذا المنبر أن أوجه رسائل.
رسالتي الأولي لكم أيها الرجال، أيتها النساء:
والله لقد رفعتم رأس الأمة في العالي، وكأني بمحمد صلي الله عليه وسلم يهنئا الآن في مقامه لأنه تخرج من أمته في مدرسة الصحابة من ليبيا المسلمة من رفع الرأس عاليا بعد أن يأس الناس، كان الناس يظنون فينا سوءا، قالوا لا يمكن لهذا الشعب أن يثأر، وأن ينهض وأن يقول لهذا الظالم وقد رتبت كل الأوراق له في الغرب وفي الشرق وفي الداخل.
يخشى الناس أن نتنسم أجواء هذه الحرية، لقد رفعتوا والله الرأس عاليا وصنعتم التاريخ وجعلتمونا نعيد اكتشاف ذواتنا، الآن الشعب الليبي يكتشف ذاته من جديد، هذا هو الشعب الذي نعرفه، شعب الملحمة، وشعب المرحمة، وشعب التعاون وصلة الأرحام، وشعب الحب والإخاء والبذل والعطاء، شعب المختار والسويحلي والباروني.
هذه رسالتي الأولي وأتمني أن تصل إلي أهل الزنتان وأهل الزاوية، وأهل مصراته، قبل أن تصل إلي أذانكم، الآن نسأل الله عز وجل كما هزم الأحزاب أن يهزم كتائب القدافي علي أسوار مصراته والزنتان والزاوية، وأن نلحق بهم في القريب العاجل.
أما الرسالة الثانية فللمجتمع الدولي:
لماذا أنقذ هذا الرجل؟ ألكذبه؟ أم لعقله؟ لماذا أتي؟ ماذا يملك هذا الرجل؟ حتى يقود هذه الشعوب، وقتل الشباب، رأينا منكم تباطؤا، كنتم ترتبون الأوراق جل ما يهمكم نقولها صراحة لا  نخدع بهذه التصريحات مكنتم لهذا الرجل وعليكم أن تبادروا ودعونا نشكر هذه المبادرة، نشكر فرنسا ولا يشكر الله من لا يشكر الناس، وقبلها نشكر قطر أميرا وشعبا حقيقة قطر في غني عن بترول القذافي وفي غني عن سمعته وفي غني عنه لكنها وقفت موقفا لابد أن نشكره دائما لها.
وأيضا نشكر هيئة الأمم المتحدة بل نشكر حتى روسيا والصين لأن امتناعهم عن النقد هذا سهل لنا أن تكون هذه الطائرات تقلل وحشية هذه الترسانة التي كانت تريد أن تسوي بنغازي بالأرض، الترسانة التي كانت علي أبواب بنغازي ليست للوصول إلي الساحة، هذه الترسانة كانت معدا  لكي يرى الناظر إذا وقف في قمينس يرى توكرة يرى العقورية.
نحن نشكر الأمم المتحدة ونتمنى منهم المزيد وهذه ليست حرب صليبية كما يروج البعض، القذافي الآن بدءا يفهم في النصرانية ويفهم في الكفر وفي الإسلام، بدءا يستخدم هذه الورقة كما يستخدم الورقات القدرة التي يطرحها الآن، أي حرب صليبية هذه.
النصرانية هي ديانة سماوية، وقد أباح الله عز وجل في محكم التنزيل عقد النكاح، أباح لنا منهم الزواج وأي صلة ينتج بها الزواج، وأباح لنا أن نأكل من ذبائحهم...
نحن أمة مسالمة تهتم بالديانات، نحن لسنا أمة غربية، فما الذي دعي هذه الطائرات لتحمي أطفال وتحمي نساء، فما الذي دعاهم؟ الذي دعاهم هو المجلس الوطني، وهو المجلس الشرعي الوحيد لهذا الشعب.
أذن القذافي لا يمثلنا ولا يمثل الإسلام،  ولا يمثل ليبيا، ولا يمثل حتى القذافة، القذافي لا يمثل إلا نفسه التي يوسخها صباحا مساءا.
أذن المجلس الوطني تكلم مع إخواننا العرب، ثم تكلم العرب مع الأمم المتحدة، وماذا فعل...
القرار لا يقول بإنزال قوات الناتو ولا للغزو ولا للاستيلاء علي هذه البلاد، لأنهم أن فعلوا سوف يجدوننا قبل القذافي، نحن لا نقبل أن يستعمر ليبيا أحد، هذه المسألة الشعب الليبي شعب واعي لا نريد كل المفكرين والمثقفين الذين يريدون أن يصطادوا في ماء عكر، هذه ليست حرب صليبية، هذا حلف من الأحلاف التي لو شهدها النبي صلي الله عليه وسلم لبادر لها، قال صلي الله عليه وسلم في الحديث "لقد شهدت حلفا في دار أبن جذعان... (وهو حلف الفضول حلف كان معروف عند العرب في الجاهلية أي كان بين المشركين)... لو دعيت إليه الآن لأجبت"
إن الأحلاف التي تحمي النساء والأطفال والأعراض والدماء هي أحلاف مشروعة، بل هي أحلاف مطلوبة، فهي ليست حرب صليبية.
أذن خبت وخسرت، حاول أن تبحث عن ورقة آخري تنقذك من الخزي والعار.
لكن نريد من المجتمع الدولي أيضا أن يفتح لنا المجالات والمواني، أن يزود هؤلاء الشباب والمجلس العسكري بالأسلحة المتطورة حتى نستطيع أن نرد هذه الآلة.
أخوتي الكرام أريد الرسالة ألآخري:
أن أكون معكم صريحا الاستبداد ليس رجل، الاستبداد هو فكرة هو عقيدة، ممكن أن يكون الاستبداد في صدر أي رجل منكم، الاستبداد لا جنسية له ولا ديانة له.
وكما أنشئتم هذه الثورة عليكم أن تحرسوها، لا يستطيع أحد أن يصعد علي ظهر إذا لم يكن هذا الظهر منحنيا، إياكم أن تحنوا ظهوركم بعد اليوم، بعد أن ذقنا طعم الحرية والكرامة والعزة، لن تنحي بإذن الله تعالي وهي لن تنحني ولن ننخدع في أحد بعد اليوم مهما جاءنا بأي شعار كان، شعار إسلامي، شعار لبرالي، شعار غربي، لن ننحني لأحد كونوا متيقظين لهذه الثورة.
الأمر الثاني إياكم والخوف من الموت، قد قال النبي صلي الله عليه وسلم " إن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها " ... لكل أجل كتاب، بني إسرائيل خافوا من الموت وخرجوا من ديارهم كما قال القرآن " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت... " وكانوا يخافون من الموت وهذه الآية قرآنية وسنة كونية، خرجوا من ديارهم وهم قلوبهم حذر الموت، فماذا قال لهم الله، قال لهم الله موتوا، أن الخوف من الموت لا يهب الحياة، علينا من اليوم أن نربي أنفسنا وأبنائنا لا نخاف من الموت، ولا نخاف من ضيق الرزق، أمامنا مرحلة وأنا أقول مرحلة طويلة من الحياة والحياة في سبيل الله هي أصعب وأشق من الموت في سبيل الله، الموت في سبيل الله يحتاج منا إلي شجاعة ويحتاج منا إلي إخلاص ولكن الحياة في سبيل الله والبناء يحتاج منا إلي هذه وتلك، يحتاج مع الإخلاص والشجاعة، يحتاج إلي العلم، إلي الموارد، إلي التكافؤ، إلي الإخاء، إلي الصبر والمصابرة والتفاني، إلي البناء، إلي التجرد، إلي الإيثار، إلي فتح مجالات الحوار.    
أيها الأخوة أمامنا طريق طويلة علينا من الآن أن يكون بيننا عقد اجتماعي وميثاق وطني أن نمضي بهذه البلاد لتكون دولة مدنية تحترم فيها الحقوق، تحترم فيها كرامة الإنسان.       
تداول فيها علي السلطة، لا زعيم إلي الأبد، لا يوجد في ليبيا القادمة الصقر الوحيد، وملك الملوك، والمفكر الأوحد، بل أنا أتمني أن لا يكون في ليبيا الحديثة أي صورة للرئيس، لا توضع صورة الرئيس في أي مكان، الذي يقود هذه البلاد صورته في قلوبنا، وسوف يحاط بعزائمنا وسوف نوجه له العون والنصح بإذن الله تعالي، ولكن لن نمجده بعد اليوم، لا تمجيد لرجل بعد اليوم كائن من كان، ليبيا القادمة، ليبيا الدستور الذي يخضع إليه الجميع والقانون الذي نحترمه ونقف عنده جميعا، أذن أمامنا مرحلة من البناء.
القذافي أنتهي، من سيحكم هذا الرجل؟ هل سيحكم هذا الشعب؟! هذا ضد شعبه، ماذا يقول لشعبه؟ كيف يتصور القذافي هذا الشعب؟ الذي يضنه فينا هو أننا مجموعة من الجرذان تقبع في الحفر ويرمي إليها فتات البترول بين الحين والآخر، ليته يلقي إلينا لبضع سنوات حتى نصلح هذه البلاد، فهو يرانا مجموعة من الجرذان وإذا نحن ثرنا عليه فصرنا مجموعة من السكارى ومتعاطي المخدرات، لأنه لا يصدق أن الشعب فيه من الشجاعة والإباء من يخرج إليه ويقول له طلب الرحيل وأن ليبيا فيها رجالة كما هو الشعار، هذا ما يضنه هذا الرجل.
أيها الأخوة علينا أن نبرز دور النساء ونعرف أن الشعب الليبي ونحن منه، نحن شعب محافظ، وهذه المحافظة قد تدعونا لتضييق مجال عمل النساء، لكني أتمني بحق أن تكون المرأة بجوار الرجل في ليبيا القادمة، تلتزم بالحياء وبالحشمة وتلتزم بضوابط الشرع وآداب العرف، ولكن تكون بجوار الرجل لبناء هذا الوطن، هذا الوطن لا يبنيه الرجل فقط.

هناك بعض الظواهر التي تحتاج منا أيضا إلي حوار وإلي تكافل لأن نخرج بها بقرارات وتوجيهات أولها: أنا أحذركم من الدماء، قال صلي الله عليه وسلم "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم (بحبوحة من العيش حتى) يصب دما حراما"، وقال صلي الله عليه وسلم"لزوال الدنيا أهون عند الله من دم امرؤ مسلم"، لدي نقول لكم كلمة اللجان الثورية وبعض رجال الأمن ليسوا كلهم علي درجة واحدة من حرب هذا الشعب، هذه حقيقة لابد أن نواجه بعضنا بها هؤلاء الناس منهم من كان طاغيا مرتزق مأجور، والبعض يريد من هذا الحزب الحاكم أن يصب بيتا أو مركوبا أو مالا أو منصبا، فليس كلهم علي ولاء واحد، ومنهم من يلعن القذافي في قلبه مائة مرة في اليوم ولكنه يتبلور طلبا لهذه الأشياء، فهذه مرتبة لا نستطيع أن نساوي بين هؤلاء الناس وبين من يوالي هذا الرجل ويحارب هذا الشعب، أيضا هناك مرتبة آخري لنكن صرحا هناك من هو يستمع إلي الفكر...لهذا الرجل، هناك من هو مقتنع.
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى           فصادف قلبا خاليا فتمكنا
قلوب خالية من الثقافة، ومن الوعي، ومن الإدراك لحقيقة الإسلام، فجاءها هذا الفكر فتمكن في صدرها، يؤمنوا بهذا الرجل، أذن ليسوا سواء لهذا لا يجوز أن تستحل دماء هؤلاء الناس لمجرد الهوية، لابد أن نقول هذا الكلام لأننا لا نريد أن نبدأ ليبيا الحديثة بجملة من الذنوب بل بأعظم ذنب من الذنوب وهو استحلال الدماء، هكذا لا يمكن أيها الأخوة ولكن في نفس الوقت لا نعصم دم من يحارب هذا الشعب بل نسعى لحربه سواء كان محارب أو ممول أو داعم لهذه الحرب ضد هذا الشعب، هذا دخل في الحرابة هو الذي استباح دمه بإرادته، كذلك نريد أن نبين للشباب الموجودين سواء في الثغور أو في البوابات  إياكم أن تلقوا الله عز وجل بدماء أبرياء، من لديه مظلمة في مال أو غير ذلك فسوف يكون لدينا قضاء عادل نتقدم إليه، وكما قيل لأن يحكم قاضي بالعفو ولو يخطئ القاضي بالعفو خير له من أن يخطئ في عقوبة.
إذن نخطئ بالعفو لا بأس أو أن هذا الخطاء بالعفو خير من أن يلاقي الله بدماء ناس أبرياء، كذلك من كان يعمل مع هذا النظام، إذن ليسو سواء، علينا أن نتفرغ لإسقاط هذا الرجل، تبذل الجهود نحو إسقاط هذا الرجل.
المسألة الثانية أنا رئيت بعض الظواهر هناك من يحاول أن يصفي بعض الحسابات أو أن يتقدم أو أن يتأخر أو أن يدل بدلوه أو بدلو نقابته أو فكرته أو قبيلته، هذا كله والله لا ينبغي في هذه المرحلة، بل علي العكس لأن تقدم لله عز وجل في الخفاء خير لك من أن تعلم وتبرز ويرفع اسمك، هذه النزاعات علي هذه المناصب أو علي السماء، الأمر الآخر علينا أن نلتف حول هذه الكيانات الموجودة الآن، علينا أن نلتف علي المجلس الوطني فهو الممثل الشرعي الوحيد لهذا الوطن، علينا أن نلتف حوله وندعمه بالنصيحة، الالتفاف حول المجلس لا يمنع من تقديم النصح بل أقول في تقديم النقد بيننا وبينهم في الفعل وهذا ما يحتاجونه فينا، وأيضا أن نلتف حول المجالس البلدية.
وأنا بدأت أري بعض المظاهر التي... بنغازي عاطلة وهي أمنة لماذا لا تعودوا إلي أعمالكم؟، لماذا لا تعود البنوك والمستشفيات؟ لماذا لا تعود إلي أعمالها؟ لماذا نقبع في البيوت علي شاشات الفضائيات؟ ونعلق علي الأحداث نحن الذين نصنع الحدث، عليكم أن تلتحقوا بأعمالكم.
بل أنا ربما أذهب إلي أبعد من ذلك إلي إخواني في درنة والبيضاء والمرج، لماذا لا يعاد فتح بعض المدارس ولو بنصف نهار ؟ يأتي المدرسون ولو لساعتين ويتحدثون عن لماذا هذه الثورة؟ لماذا جاءت هذه الثورة؟...
لماذا لا يعود النشاط؟ هذه أعظم رسالة نوجهها للمجتمع الدولي بأننا دولة مدنية متحضرة، إذا لم نستطع أن ندير المدارس، فكيف ندير المؤسسات الحيوية في هذه البلاد؟
ليس الجهاد فقط أن تحمل السلاح وتذهب إلي القتال ، هذا مفهوم خاطي للجهاد، هذا يسمي اقتتال أما الجهاد فهو أصناف وألوان، الجهاد بالكلمة، الجهاد السياسي، الجهاد الإعلامي، الجهاد بالمال، الجهاد بالنصح، كلها ألوان من الجهاد.
أنت إذا فتحت المصرف وذهبت إلي المستشفي فاعلم أنك مجاهد إنك مرابط في سبيل الله، لا تفعلوا بنغازي هكذا عاطلة عن الأعمال.
الأمر الآخر هذه المسيرة التي يريد منها هذا الخسيس أن يخلط الأوراق في رسالة للغرب، وكأني بهذه السياسة سياسة صهيونية، وأنا أقول للناس وأتمني أن يسمعوني في هذه المسيرة لو كان معكم أغصان زيتون، فلماذا لا تذهبون إلي الزاوية وإلي الزنتان وإلي مصراته، لا يحمل القذافي أغصان زيتون بل لا يعرف أن يحمل إلا الحقد وشجر الخردل شجر اليهود، لكن لنفترض ونقول للمجتمع الدولي أن هذه المسيرة صادقة كم يقول هذا الإعلام فلتذهب إلي االزنتان وإلي الزاوية وإلي مصراته وانشروا سلامكم هناك.
أما نحن فقد وصلتنا الهدايا، قال لي البعض والعهدة علي الراوي وأن كان أهل ثقة أن القذافي وصلة هديته إلي بنغازي في تلك الحبوب والأشياء القدرة التي جاء بها الجيش الذي بعثه لبنغازي.
...وقد أعذر من أنذر، لا تقولوا لنا أنكم تقتلون الأبرياء، لا ثقة لنا في هذا الرجل، وما يدرينا أن هذه السيارات محملة بالألغام والسموم والغازات السامة كما جاء بها الجيش، وأنا احذر أن يفكر...
لسنا بحاجة إلي من ينظر علينا سياسيا، لدينا الساسة الخبراء ونحن عجنا هذا الرجل وخبرناه، المسألة غير مكشوفة، هل قراء هؤلاء المفكرون والخبراء شيء عن نظام القذافي في كتبه؟ هل خبروا مثل هذا النظام من قبل؟ نحن نعرف القذافي ونعرف ألعيبه، بالأمس (أي الخميس) ذهبت أنا وأحد شيوخ الزوى شيخ من اجدابيا جاءنا خبر من كتائب الطاغية في اجدابيا وقيل لنا أن الكتائب تريد أن تستسلم ولكن تريد خط رجعة وتريد مجموعة من الحافلات حتى تأتي بها إلي بنغازي، وصدقناهم وذهبت أنا وهذا الرجل الفاضل ومعنا أحد العقداء من الجيش حتى قربنا من الكتائب وخرج هذا الرجل بالعلم الأبيض، طلبنا منه أن يأخذ معه سلاح، تلفون وانتظرناه ساعة، ساعتين، 3ساعات، ثم هاجمونا بالهاون فرجعنا، هؤلاء الناس لا عهد لهم ولا دين لهم ولا وطنية لهم ولا إنسانية في قلوبهم.
لا لن نقبل هذه القافلة نقول لهم ارجعوا لن تدخلوا وتدنسوا هذه الأرض، إذا كانت لكم نوايا صادقة فاذهبوا إلي مصراته وإلي الزنتان والزاوية.
الأمر الأخر أيها الأخوة إياكم إياكم الإشاعة، أني أري أن الإشاعات تتداول كما نتنفس الهواء وقد نهي القرآن عن هذا "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به" لا يجوز إذاعة هذا الأمر، تسمع  كلمة تدور بيها وتقول أنا سمعت، قالوا قالوا، كفي بالمرء كذبا كما قال صلي الله عليه وسلم أن يحدث بما سمع، لا تحدثوا بكل ما تسمعون وحتى إذا سمعتم كلام فكما قال القرآن "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به  ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم..." أي القادة سواء كان قائد عسكري أو قائد مدني، وأنا لا أقول إشاعات الخوف فقط، حتى إشاعات الأمن، لا تقولوا أن الطريق آمنة وهي ليست آمنة، أنكم بهذا تفسدون خطط الشباب خطط الجيش وخطط الثوار، إياكم والإشاعة، بث الإشاعة أثم من الآثام لا تستهينوا به.
أيضا إياكم وسوء الظن بالناس، هذا مسلك دنيء، لا تقصي أحد، ليبيا للجميع ويأتيها الجميع، هذه الثورة ليست لا ثورة بناها الإسلاميون ولا العلمانيون ولا اللبراليون، من يستطيع أن ينسب هذه الثورة له، من يستطيع أن يفعل ذلك، هذه الثورة منحة من الله عز وجل، فجرها الشباب بصدورهم العارية.
وأنا قلت للناس إذا كانت تونس صنعت الصعب، ومصر صنعت الصعب، فالليبيون صنعوا المستحيل، صنعوا المعجزة، لماذا؟ وهذا ليس تحيز لوطني، لأن لا يوجد أي إمكانات لقيام هذه الثورة صنعوها ليبيين ليس لديهم نظام وليس لديهم دستور وليس لديهم أعيان، القذافي كان يحارب الرموز، القذافي حرم ومنع حتى أن ينادي لاعبي كرة القدم بأسمائهم، لا يريد أن يسمع إلا اسمه حتى محمد صلي الله عليه وسلم كان ينزعج من ذكر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وكان يقول في أحد خطاباته إنما محمد ساعي بريد، وكان يقول عن الصحابة يجب أن يداسوا بالأقدام وكان يقول عن الحجاب أنه من صنع الشيطان، القذافي تركنا بلا جيش، بلا علماء، بلا رموز، بلا مؤسسات، بلا أحزاب، ويأتينا شعب صنع المعجزة، ما حدث في ليبيا أمر خارق للعادة، والله عز وجل كما منحنا هذه النعمة أن نكون أهلا لهذه الثقة.
لا تبدؤوا حياتكم بالذنوب وأول هذه الذنوب تعلق القلوب بغير الله عز وجل، إياكم أن تتعلق قلوبكم بغير الله عز وجل، إياكم أن تتعلق قلوبكم بهذه الطائرات التي فوقكم في السماء ولكن انظروا إلي من هو فوقها سبحانه وتعالي، حلقوا قلوبكم بالله، خذوا بالأسباب، ولكن اعتقدوا بمسبب الأسباب.
إذا نظر الله إلي قلوبنا فوجدها مخلصة متعلقة به سبحانه وتعالي فكيف لا يهبنا النصر.
والأمر التالي إياكم إياكم والذنوب، قال تعالي "ظهر الفساد في البر والبحر" لماذا بما كسبت أيدي الناس، الفساد يظهر إذا كثرت الآثام ، إذا كثرت الذنوب.
أيها الأخوة لقد جعل الخمر كارثة علي لسان المصطفي لعن الله شاربها وحاملها و...، ولعن النبي صلي الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ولعن الله الراشي والمرتشي من السنن، ولعن النبي صلي الله عليه وسلم ولعن القرآن آكل الربا، ولعن المتبرجة، ولعن قاطع الأرحام.
لا نريد أن نبدأ ليبيا الحديثة بكل هذه الملعونين، علينا أن نطهر هذا البلد من هذه اللعنات، لا يبارك الله عز وجل بالمعاصي فيسلط علينا من هم أشد وعيدا من القذافي، إياكم أن تبدؤوا حياتكم بالذنوب، صفوا ما بينكم وبين الله عز وجل، وما بينكم وبين الناس.
أيها الأخوة إياكم إياكم والأخوة، نحن ليبيا دولة مسلمة، ليبيا ليس بها نصراني واحد، جاءنا هذا المصطلح عندما حاول البعض أن يقول من قاموا بالثورة إسلاميين، أنا قلت لهم في ليبيا لا يوجد إسلاميين، ليبيا كلها إسلاميين، ليبيا بلد مسلم، حتى الذي يقترف المعاصي والذنوب والكبائر هو مسلم، يقبل الله توبته...
نحن دولة مسلمة، وليس لدينا...
فلا تبثوا بيننا النزاع، علينا أن نتآخى ونتحد ونتفق، وأن نقطع الطريق علي كل من يحاول أن يثير الفتنة أو القبلية أو العصبية، علينا أن نقضي عليها وهي في مهدها.
موضحا أنه في الاتحاد قوة والفرقة ضعف...
نحن أمة أرضننا واحدة، ودستورا واحد، وقائدنا واحد صلي الله عليه وسلم، وفكرتنا واحدة، وبدايتنا واحدة، لن نتبدل بإذن الله تعالي كما أننا أمة التوحيد لبد أن نكون مسئولي الكلمة، نريد التوحيد والوضوح في الكلمة.     
ثم الدعاء ثم الدعاء ... وأقيمت الصلاة.

تلي الصلاة صلاة الجنازة ثم التكبير والتكبير والهتافات المؤيدة للحضر والضربات الجوية المنددة بالطاغية وأعوانه وطلب النصر من الله في اجدابيا ومصراته والجبل الغربي.
وشهد عصر الجمعة مسيرات حراك داخل المدينة.

الثوار تقدموا بعد كيلو 9 نحو البوابة الشرقية ودخلوا مدينة اجدابيا مساء الجمعة وابتكر الثوار آلية لنوع من المتفجرات استخدموها في تقدمهم سوف نتحدث عنها مستقبلا إنشاء الله وقاموا بعمل كمائن للمتسللين من كتائب الطاغية داخل المدينة والقضاء عليهم، واصلت قوات التحالف قصف كتائب الطاغية ليلا، وتقدم الثوار غربا صباح السبت 26 مارس إلي البوابة الغربية لمدينة اجدابيا تحت غطاء جوي من الطائرات وقاموا بتمشيط المدينة وأسروا عدد كبير من كتائب الطاغية من بينهم قادة وأخبرهم الأهالي بأن قوات الطاغية اختطفت العديد من الأطفال والشباب والشيبة ووجد الثوار جثث للأهالي في أطراف المدينة كما وجدوا جثث المرتزقة عند عتادهم وبين الثوار انه سوف تشكل لجنة من شيوخ عشائر اجدابيا لدفن قتلي كتائب الطاغية، واستمر تقدمهم إلي مدينة البريقة ودخلوا المنطقة السكنية علي أمل الوصول إلي منطقة العقيلة ليلة السبت.
هنا نخبر العالم بأن مدينة اجدابيا مشاركة في يوم ساعة الأرض بنسبة 100% وليس لساعة واحدة حيث لا كهرباء في المدينة وبالتالي لا مياه لأنها تسحب بواسطة مضخات كهربية، عليه فإطفاء الإضاءة شمل الضرورية والغير ضرورية.
قال مصدر للثوار لقناة الجزيرة أن كتائب الطاغية ارتكبت فظائع ضد المدنيين في مدينة اجدابيا منها خطف طفل مصاب بالايدز(15 عاما) ووالده!؟، وخطف أم وبناتها الثلاث، وكذلك وجد الثوار ليلة الجمعة سيارة أنوارها مضاءة وتبث أغنية بها شخص جالس، نصف جثة متمثلة في الجزء العلوي مقطعة الأذنين وطمست العينين ورمي النصف السفلي في مكان آخر.
حسبنا الله ونعم الوكيل، لا إله إلا الله يمثل الله بهم في الدنيا والآخرة، ويحفظ الله الوطن وأبنائه من بشاعة الطاغية وأعوانه ونسأل الله السلامة.  
إخواننا في منطقة الجبل الغربي يسيطرون علي مدن نالوت والزنتان والرجبان وكذلك مدينة الزاوية تعاود مقاومتها من جديد ولله الحمد، ومازالت مدينة مصراته تعاني من الحصار ومنع سفن الإغاثة من الدخول للميناء من قبل مرتزقة الطاغية، وكذلك استمرار قطع الكهرباء والمياه فهي أيضا مشاركة في يوم ساعة الأرض، القناصة وقوات الكتائب تحاول دخول المدينة من جديد تحت غطاء دروع بشرية نسأل الله السلامة.

عادت الحياة إلي مدينة بنغازي صباح السبت 26 مارس حيث فتحت المصارف والمستشفيات الخاصة والمحال التجارية بعد أسبوع من أحداث العدوان الغاشم علي مدينتنا السبت الماضي 19 مارس، وخرجت الجموع في مسيرات فرح بتقدم الثوار غربا. 

سادس أيام الأسبوع السادس من ثورة 17 فبراير المباركة
الأحد 27 مارس 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق