بيان جمعية علماء الشريعة ليبيا

 نحن جمعية علماء الشريعة ليبيا نستنكر وبشدة ما يقوم به النظام الليبي وأجهزته الأمنية بحق المتظاهرين الليبيين في مدينة بنغازي وغيرها من المدن الليبية، ونحذر النظام الليبي من عواقب أفعاله وأثار تصرفاته، ونطالب النظام الليبي وكل أجهزته الأمنية بوقف كافة صور الإجرام بحق أبناء وبنات وطننا الحبيب ليبيا، ونطالبهم بالرضوخ الفوري لمطالب الشعب وآماله وتطلعاته، وأن لا يمنعوا شعبنا الليبي من حق التظاهـر والاعتصام والتعبير عن الرأي بالطرق السلمية، لئلا يكون مصيره كمصير دول الجوار،

ومصير كل نظام ظالم عبر الأزمنة والعصور.

وتبيانا للحق وإحقاقا له نقول: المظاهرات وسيلة مباحة ومشروعة ابتداء، لم يأت نص بمنعها أو تجريمها، بل تضافرت النصوص الدالة على مشروعيتها، وقد اتبعها سلفنا الكرام دون إنكار، وأفتى بجوازها علماء أجلاء*، وهي ليست من باب الخروج على الحكام، لأن الخروج لا يكون إلا بالسلاح، وهي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وكل مسلم مأمور شرعا بإنكار المنكر ووجـوب تغـييره، عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنَّه ولا يستجاب لكم" وليعلم كل منكر للمظاهرات أنه مظاهر ومناصر بعمله للحكام الظالمين وللطغاة المستبدين لأنه يؤيدهم بقوله وسلوكه، وقد نهانا الله تعالى عن نصرة الظالمين وعن الركـون إليهم قال تعالى" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" ولنا في قوله تعالى عن نبي الله موسى عليه السلام " قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين " أي لن أكون معينا لمن تؤدي معاونته إلى جرم، ولن أستعملها في مظاهرة أعدائك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه، يوشك أن يعمهم الله بعقابه، وفي رواية " إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب" وقد وردت الكثير من الآثار الدالة على ذلك، ولذا فليحذر أعوان النظام الليبي من عذاب الله تعالى وعقابه.

وليعلم كل ليبي أنه له حق التظاهر، وإن قتل حال تظاهره فهو شهيد بإذن الله تعالى،  وأنه مع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب إن شاء الله، وليعلم كل من يقاتل ويحارب المتظاهرين أنه على خطر عظيم، وأنه إن قَتَلَ أيما ليبي متظاهر أو أعان على قتله فإنه قد ارتكب جرما كبيرا وذنبا عظيما، ‏قال‏ ‏صلى الله عليه وسلم "‏لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" ‏ وليعلم رجال الأمن أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن لا طاعة  لمن يأمركم بمعصية، وأي معصية أعظم من مقاتلة إخوانكم المتظاهرين الذين خرجوا استنكارا للمنكر ودفعا للظلم والضيم، وبغضا لحياة الذل والمهانة والصغار.

جمعية علماء الشريعة ليبيا

عنهم: الشيخ نصر سعيد عقوب

 عضو جمعية علماء الشريعة ليبيا

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

عضو مراقب بالمجلس الأوربي للإفتاء

نائب رئيس المجلس الشرعي للفتوى والقضاء بريطانيا