الخميس، 17 فبراير 2011

تطورات المظاهرات السلمية الدامية في مدينتي بنغازي و البيضاء






إذا تتابع التضامن عن كثب  ما حصل البارحة ما يجري اليوم من انتهاكات لمتظاهرين خرجوا بشكل سلمي في مدينتي بنغازي و البيضاء، تدين التضامن بشدة ما يجري من انتهاكات من قبل قوات الأمن الليبي للمتظاهرين بهذه المدن، و تدعو النظام الليبي  حماية المتظاهرين ،



ففي مدينة  بنغازي التي أنفجرت بها المظاهرات إثر اعتقال منسقي لجنة  أهالي ضحايا ابوسليم، فقد اعتقلت  أجهزة الأمن في ليبيا كل من المحامي فتحي تربل والأستاذ فرج الشراني والأستاذ فتحي بوخريص، وفي خطوة تضامن مع المعتقلين قام أهالي ضحايا مذبحة سجن ابوسليم بالاحتجاج أمام ما يعرف في ليبيا ب( مديرية الأمن) ، وبعد أن تم الإفراج عنهم  خرج الأهالي في  مظاهرة عبروا فيها عن مطالبهم في الحرية وفي الحياة الكريمة لتتطور بعدها إلى مطالبة بتغيير النظام، وتنحية العقيد القذافي وأبنائه من السلطة، و فوجئت الأجهزة الأمنية بالحدث، حيث كان من المتوقع أن تقام وقفات و اعتصامات يوم الخميس 17 فبراير و التي تأتي إحياء لذكري أرواح الشهداء  الذين قتلوا برصاص قوات الدعم المركزي في ليبيا في مظاهرة خرجت من مدينة بنغازي في فبراير 2006 م تندد بتصريحات للوزير الإيطالي (روبرتو كالديرولى) ممثل اليمين المتطرف العنصري ضد الإسلام و المسلمين في الحكومة الإيطالية.


استيقظت مدينة بنغازي في اليوم التالي  على وقع اعتقالات عشوائية لعدد من الناشطين و الكتاب، فتم مداهمة  منزل الكاتب و سجين الرأي السابق الأستاذ  إدريس المسماري، و الاعتداء على زوجته الدكتورة أم العز  و ابن أخيه وترويع أبنائه ، بعد أن أدلى بتصريحات للجزيرة  من وسط الحدث الليلة البارحة. و تم بعدها اعتقال الكاتب  محمد سحيم  و يعتبر سحيم من الكتاب المنتقدين للنظام في ليبيا ، وكتب سحيم مقالا انتقد فيه العقيد القذافي و سياسته في تسيير البلاد، كما داهمت ما يعرف في ليبيا بأجهزة  الأمن  الداخلي منزل عمر العلواني واعتقلت أخويه سالم و أبوبكر  العلواني و أخذ اجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم  من منازلهم، وتواترت الأنباء عن وفاة شاب يدعى نبوس  يبلغ من العمر 17 عاما، و لم يعلم  حتى الآن سبب الوفاة أو معلومات وافية. و يعتقد أن عشرات من المتظاهرين أصيبوا بإصابات مختلفة بعد مصادمات مع الشرطة و ما بات يعرف ب(البلطجية  المستأجرين ) و لازال عدد من المتظاهرين مفقودين و لا يعرف مصيرهم حتى كتابة هذا التقرير.


مدينة البيضاء:


تظاهر عشرات من الشباب بعد ظهر اليوم عند مفترق طرق الطلحي شمال المدينة، بعد تعرض المتظاهرين للاعتداء من قبل قوات الدعم المركزي ، تداعى أهل الحي الذي إقيمت فيه المظاهرة لمساندة أبناء المدينة ليتضاعف عدد المتظاهرين بشكل كبير (وصل العدد الحالي إلى 1500 متظاهر). 


لتفريق المتظاهرين استخدمت أجهزة الأمن الداخلي و الدعم المركزي الرصاص الحي و القنابل المسيلة للدموع مع اشتباه لإطلاق الرصاص من قبل القناصة في الأطباق العليا من المباني و قد قتل فقا للشاهد العيان عبد الرحمن البيضاوي عدد 13 من المتظاهرين من بينهم عبد الباسط زهيو و حمد الشوشنيه و جرح العشرات ، و قد أحرق المتظاهرون إحدى سيارات الدعم المركزي و لاذت بقية المجموعة بالفرار ينما واصل المتظاهرون سيرهم نحو وسط المدينة و أحرقوا مركز الشرطة ، ليستمر مسيرهم حتى مركز الأمن الداخلي و لم يتمكنوا من اقتحامه بسبب تعزيزات اضافية من قوات الأمن و أحرق المتظاهرون سيارتين من سيارات الأمن الداخلي و لا يزال المتظاهرون مرابطون أما جهاز الأمن الداخلي حى كتابة هذا التقرير . 





التضامن تكرر دعوتها للنظام الليبي بالقيام بواجبه في حماية المتظاهرين و تعتبر أن كل فرد من أعضاء الإجهزة الأمنية يعد مسئولا بذاته عن أعماله ، وفقاً للقوانين الدولية و لا ينحصر الجرم فيمن أصدر الأوامر ، و بذا تقع مسئولية الإنتهاك على عاتق كل فرد من أفراد الأمن أنفسهم في حال تعرضهم للمتظاهرين  باستخدام مفرط للقوة و يجعلهم عرضة للمسآءلة القانونية  .


كما تذكر التضامن السلطات الليبية بأن حق المواطنين في التعبير و التظاهر السلمي هو حق من حقوق الإنسان الأساسية ، و يعد من أهمها لتنمية الشخصية و الكرامة لكل فرد ، و مهم أيضاً لضمان الحفاظ على حقوق الإنسان الأخرى.





التضامن لحقوق الإنسان


جنيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق