لم تكن مفاجأة بالنسبة لي أن يقابل السيد رئيس #المجلس#الرئاسي "المنتخب" #محمد_المنفي؛ خليفة حفتر. المفاجأة أن يتفاجأ من لم يحسب لإكرهات السياسة حسابا.
لم أصوت لهذه القائمة، وأعيد لو أنني بصدد اختيار #الأكفاء لاخترت قائمة #البرغثي_الغويل ولكن الواقعية والتوزان هي التي جعلتني اختار قائمة #باشاغا_جويلي، وأما وجود #عقيلة فهو من إكراهات السياسة، فالخيار واضح وجلي؛ إما #حفتر وإما عقيلة.
التنافس في #جنيف كان إقليميا بين #القاهرة و #أبوظبي، الأولى دعمت قائمة عقيلة والثانية دعمت أي قائمة ضد عقيلة. أما محليا فلا يخفى على أي مطلع أن التنافس كان على أشده ما بين حفتر وعقيلة، وأن الرقعة الجغرافية في الشرق فيها #رأس_سياسي و #رأس_عسكري ولا تتحمل رأسين.
إحدى المشارِكات في #ملتقى_الحوار_السياسي_الليبي قالت في بداية أعمال الملتقى، وهي من #برقة؛ "إن الشايب [تقصد حفتر] أعطانا حريتنا في الاختيار .. المهم عقيلة لا".
لذلك كنت مع متابعي على صفحتي على الفيسبوك في غاية الوضوح. قلت لهم ذلك، وقلت لهم أيضا بأن أبناء حفتر كانوا وراء نجاح قائمة المنفي، وذكرت بأن بلقاسم حفتر كان له ممثلين في جنيف يتواصلون مع أعضاء الملتقى للتصويت ضد قائمة عقيلة، وأن أبوظبي أمّنت اتصالا هاتفيا ما بين بلقاسم حفتر ومقربين من رئيس الحكومة المسمى، وأضيف بأن أبناء حفتر؛ #بلقاسم و #صدام و #الصديق يسعون لتأمين تسمية وزراء في هذه الحكومة.
هل كل هذا سيئ؟ لا أعلم .. ولكن طالما أنه تم استبعاد قائمة باشاغا-جويلي، ومعهم بالطبع عقيلة، فإن الغريب أن يفاجئ السعداء بسقوط قائمة عقيلة، لقاء المنفي بحفتر!! الخيار كان واضحا منذ البداية .. من يريد أن يحكم كل #ليبيا؛ فإنه شرقا عليه أن يختار شريكه؛ إما عقيلة وإما حفتر، إما إكراهات السياسة أو الوقوع في شر سياسة البونتو.
لست منزعجا أبدا من دعم #الإمارات للقائمة الفائزة ولا بمساعي أبناء حفتر لتسمية وزراء، طالما أن هذه الوزارات لا علاقة لها بـ #الداخلية ولا بـ #الدفاع ولا بـ الخارجية ولا المال. لست منزعجا أن يتحول الأبناء من القتل والتدمير إلى البحث عن المصالح.
ما حصل يعد فرصة أمام رئيس حكومة الوحدة الوطنية المسمى، لاختيار حكومة وطنية قوية مبنية على الكفاءات لا على الترضيات وسيكون، بالإضافة للوطنيين الذين صوتوا له، 34 آخرون مستعدون لمنحها الثقة، دون مقابل، إذا تعذر منحها من قبل #مجلس_النواب.
من صوت لقائمة باشاغا-جويلي كان يعتقد أنه يقود البلاد إلى التوافق والاستقرار، ولتضييق فرص الحرب وتوسيع افاق السياسة والحوار .. التصويت كان رفضا لحكم العسكر والكتائب الخارجة عن الدولة. هذا كان الخط الناظم لسلوك داعمي قائمة الاستقرار، أما إكراهات السياسية فقد قذفت بعقيلة في هذه القائمة، لإحداث نوع من التوازن.
من صوت لقائمة المنفي_دبيبة، اجتهدوا وكثيرون منهم صوتوا لأنهم رافضون لعقيلة أو لـ #باشاغا أو لـ #جويلي أو #سيف_النصر . بالطبع لهم ذلك في عالم السياسة، ولكن ليس لهم على الإطلاق أن يرفضوا لقاء المنفي_حفتر ولا بسعي أبناءه لتسمية وزراء بعينهم، وإلا فإن القائمة المختارة، وحقائبها البودرية، بالكاد ستتحكم في طريق السكة.
بعيدا عن دعاوي الرشاوى وعن لغة التخوين وخطاب احتكار الحقيقة .. هل وقع زملائي الداعمون لقائمة المنفي من حيث لايشعرون في إطار المثل الشعبي الليبي: هارب من الغولة طاح في سلال القلوب؟ .. حفظ الله ليبيا من كل مكروه..
#شاهد_عيان #جنيف #تونس #صارنا_هبوط
#عبدالرزاق_العرادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق