تابعت كما تابع الجميع تبعات البيان الذي خرجت به هيئة كبار العلماء في المملكة في شيطنة حركة الإخوان المسلمين والبراءة منها وصب العبارات المهاجمة، والكلمات العنيفة على هذه الجماعة الإسلامية التي لها أفضالها الكبيرة على الأمة الإسلامية.
خرج الصادقون من كافة الانتماءات والاتجاهات، وعلى رأسهم أبناء الدعوة السلفية الصادقة من كل حدب وبلد لتفنيد البيان، وإبطال الأقاويل الواردة، كيف لا وهم يعلمون أنَّ الأمة تربت على فقه السنة للسيد سابق الإخواني، وتحبب الشباب المسلم بقراءة كتب الشهيد سيد قطب، وأفنى رائد الجماعة ومؤسسها الشهيد البنا حياته داعيًا إلى الله ورسله حتى مزقت جسده رصاصات الموت، كيف لا يتم الوقوف مع هذه الجماعة ورجالها وشبانها وقيادتها يحملون هم الأمة ويتصدرون كل الأذى، متحملين المصائر القاسية قتلًا، أو حبسًا، أو قذفًا.
أفضال هذه الجماعة لا ينكرها العقلاء الفقهاء، فمن يتصدى للمحتل الصهيوني، ويردد القدس لنا باللسان والأركان مثل هذه الحركة؟
ولا يغيب عن الأذهان بقايا كرسي الشهيد أحمد ياسين، ولا دماء الشهيد الرنتيسي، ولا تضحيات جنود القسام، أبناء الجماعة ودرعها الحصين.
ومؤخرًا، طلت علينا النوبلية كرمان برأسها، وشطحت حتى نطحت علم من أعلام الأمة الأجلاء، إمام العصر في الفقه، وعالمها الرباني الشيخ عبدالعزيز بن باز، فلاقت من الردود ما يُلجم، وانبرى لها الجميع دون استثناء لإظهار الامتنان والمكانة العالية التي يحظى بها هذا العَلَم العالم، وتقدم ركب المدافعين أبناء الحركة الإخوانية، كيف لا وهم يرون مآثر هذا الرجل في أسقاع العالم الإسلامي.
لابن باز أفضال في نشر العقيدة، وهدم الخرافة والشركيات، وتبصير العباد بالمنهج الرباني الصافي من آسيا إلى أوروبا إلى أدغال أفريقيا، يتردد ذكره ويُختم بالرحمة والمغفرة والدعاء له.
إنه بقدر ما يحزن المؤمن من الخرجات وتقاذف الذم بين الفرق الإسلامية، تملأ روحه الأمل والتفاؤل من الغيرة المخبأة في نفوس الشعوب المسلمة، وهم في خندق واحد مستشعرين استهداف الإسلاميين مهما اختلفت آراؤهم، وافترقت طرقهم، ولكنهم في الأخير يحملون رسالة واحدة، ويعيشون وفق منهجية متفردة، يقويها الاجتماع ويرهقها النزاع.
يُراد أن يُضرب الفريقان ببعضهم ويتعمق الافتراق؛ حتى يُجرى تكوين دعوة سلفية مخابراتية جديدة يعتليها أمثال هاني والورفلي ووسيم يوسف، تتماشى مع أهواء بلاط السلاطين الخانعين للغرب والباطشين للشعب، وتُخلى الساحة لدعاة العلمنة والتغريب الذين يدخلون سمهم بين أجيال اليوم والغد.
يا معشر الإسلاميين في كل أرض وسهل ووادٍ، وتحت كل سماء، اسمعوها مني ودعوها بي..
والذي قال لمحمد قم فانذر، إنكم المستهدفون، ومشاريعكم وصحوتكم ودعوتكم ومنهجكم ومراكزكم وجامعاتكم وكل شيء له صلة بكم وبفكرتكم، فهم ينظرون للخطر لمن همه فكره وعقيدته، لا من همه بطنه وفرجه.
تماسكوا، تآلفوا، تلاحموا، تراحموا، مدوأ أيديكم لبعضكم، إنها عاصفة وستمر، ولم يبقَ منها إلا القليل، (ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)
اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام.
#عادل_الحسني
القيادي السابق بالمقاومة الشعبية في م/ أبين ب2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق